مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خواطر بقلم مجاهد الزيات : عقوق الأبناء

اذهب يا رجل قد عققت ابنك قبل أن يعقك” هذا ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للرجل الذى جاء إليه يشكوا له عقوق ابن له
استدعى أمير المؤمنين عمر الابن وسأله لماذا تعق أباك ..؟
قال الإبن : يا أمير المؤمنين أليس للأبناء على الآباء حق كما للآباء على الأبناء حق
قال : بلى
قال فما حق الأبناء على الآباء …؟
قال أمير المؤمنين : أن يختار له أما حسنة ذات دين
وأن يختار له اسما حسنا
وأن يعلمه شيئا من الكتاب والسنة
فقال الإبن : أما أبى يا أمير المؤمنين فاختار لى أما من الإماء “العبيد”
وقد اختار لى اسم “جعل ” اى جعران
وسمى كلبه عمرو ولم يعلمنى حرفا من الكتاب والسنة
فقال للرجل الشاكى:” اذهب يا رجل فقد عققت ابنك قبل أن يعقك ”
فكم من الآباء الذين يشكون عقوق أبنائهم ولو تأملوا قليلا لوجدوا أنهم هم البادئون بالعقوق
فرحم الله القائل اعينوا أبناءكم على بركم
فقيل له كيف ..؟
قال إن تبروا أبناءكم صغارا فيبروكم كبارا
فكم من أب يعامل ابنه بمنتهى الغلظة ظنا منهم أنه ينشئ رجلا صعب الميراس يتحمل الأعباء ولكنه أنشأ رجلا غليظ القلب بلا رحمة حتى على أبويه
وكم من الأباء يتهاون فى تربية الأبناء ويترك لهم الحبل على الغارب
فينشئ أبناء لا تتحمل المسئولية  ومع أول اختبار يتساقطون كما تتساقط الفراشات على النيران
لأنهم لم يتعود اى منهم على تحمل المسئولية فتجده إذا تزوج طلق وإذا لم يجد مالا لنزواته سرق وإذا أوتمن خان
ولله در الشاعر حين قال :
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان يعوده ابوه 

قد يهمك ايضاً:

اتحاد الكرة يصدر بيان بشأن التحكيم

ونسوا أن إسلامنا وسطيا وخير الأمور الوسط فالتربية فيها الشدة أحيانا واللين أحيانا أخري
شدة بغير عنف  ولين بغير ضعف
“وليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر ويحترم كبيرنا” أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ونجد بعض الأباء يقربون منهم أحد الأبناء
على حساب باقى الإخوة
يميزونه ونسوا أنهم بذلك ينشئون العداوة دون أن يشعروا نحو هذا الإبن المميز عن ياقى أخوته ولنا فى يوسف عليه السلام أخوته عبرة وعظة كما ورد فى القرآن الكريم
والمعصوم صلى الله عليه وسلم حذرنا من ذلك قائلا ” ساووا بين أبنائكم ولو فى القبلة” أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
ونجد بعض الآباء يتركون أبناءهم بحثا عن المال سواء فى السفر خارج البلاد أو حتى فى الداخل لم يجلس معهم ويتحدث ويعرف مشاكلهم ويحلها
لهم ويمارس دوره كأب
لا مجرد بنكنوت متحرك
وحتى لا يقال اذهب يارجل فقد عققت ابنك قبل أن يعقك فنحن ندق لكل الآباء ناقوس الخطر افيقوا واشعروا أبناءكم بدفء الأسرة خاصة ونحن فى شهر رمضان الفضيل وكل عام وأنتم بخير .

التعليقات مغلقة.