“)وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ ،انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ” .(يو 8:7).
10- فلما أنتصب يسوع ،و لم ينظر أحداً سوى المرأة قال لها يا أمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك.أما دانك أحد . (أى أين الشهود عليك؟).
11- فقالت لا أحد يا سيد ،فقال لها يسوع ،ولا أنا أدينك ،إذهبي ولا تخطئي ايضا” .(يو 11:10).
هكذا قال سيدنا عيسى عليه و أمه البتول ،السلام ،ليس دفاعاً عن الخطيّة ،إنما دفاعاً عن “الخاطئة الضعيفة” المعترفة بخطئها ،وضعفها ،أوقعها ،أمّا هُم غرّتهم قوّتهم ،و جبروتهم ،فتَنَمَّروا عَلَيهَا ،فَلَم يَستَمِع أحَدهُم “لِتوَبتِها” ،إنّما حَضَروا ،لإدانتها فقط ،تَشَفّياً ،وإنتقاماً ،و إمتحاناً غير شريف .
* كم مِن قُلوبِ جَميلَة شُوِّهَت ،وعُقولِ مُضيئة حُطِّمَت ،تم إغتيالها معنويّاً ،أو ماديَاً لإرتكاب خطأ صغير ،أو لمجرد إختلاف فى الرأى ،فيتحول لكراهية شخصية ،أو النفور ،بحجج مختلفة ،و قد تكون بإسم (المثالية والفضيلة) ،
و المبدعين ،و أصحاب الرأى ،و الفكر هم أغلب الضحايا ،لأن آرائهم علنية ،للعالم كله ،و لا أنكر أنّى من هؤلاء الضحايا ،فالحقيقة لها ضريبتها ،والوضوح له ضريبته ،و الصراحة لها ضريبتها ،فنحن فى زمن المحن ،لكل غالٍ ثمن أغلى ،إلا العطاء ،و المبدأ ،فلا يُقَدّر بثمن ،
** قامت أصالة بعد الهجوم عليها لتوضح سوء الفهم ،الذى حدث نتيجة تفسير البعض لكلامها عن السعودية الشقيقة ،حيث كانت تقيم حفلها هناك ،و لم تكن تتحدّث عن رحلتها الفنيّة ؟ حين تحدثت ؟ و لا حين كتبت منشور لكل فريق عملها ،و زوجها ،ودائرة المحيطين المشاركين بنجاح هذا الحفل ،و لم تتعرّض ،لمقارنة ،بلد بعينه ،و لم تنكر فضل أحد ،هل حينما قامت بدعم مرضى السرطان بمصر تضامنا معهم ،و إحساساً بهم ، هل كان ذلك إهمالاً لباقى الأمراض الأخرى ؟كلا إنما و مشاركة إنسانية لكل صاحب عاطفة ،و قلب يشعر بالآخر ،والأهم حين وقع منها سوء الفهم ،إعترفت ،و شرحت ،و أوضحت بكل شفافية ،و صراحة واضحة فقالت: «أنا تعلمت من مصر الامتنان ،وأنا معملتش شيء غير إني عبّرت عن إمتناني ،أنا بعتذر من كل شخص فهمني غلط ،مكانة مصر في قلبي كتير كبير ،إنتوا حبايبي ،وأهلي وأصحاب فضل كبير على». «مصر بلدي وولادي مصريين ،علاقتي بمصر ليست محل نقاش ،مصر بالنسبة لي مثل بنتي “شام” ، كل مصري له غلاوة في قلبي». هكذا إعتذرت أصالة ،عبّرَت عن مشاعرها ،فظهر حقيقة حبها لمصر ،والمصريون ،و ما أجمل ما قالت حبّاً ،و كرامة .
حين سمعت هذا التوضيح ،و الإعتذار ،أقول لها أحسنتِ ،و أخمدتِ نار الفتنة ،و ما أبشع الفتّانين ،مكّارين مثل الثعلب ،أصحاب النفوس السوداء ،كتبت عنهم ، “أنا مستفز بقلم حازم مهنى ” . فيا ويل من وقع فى براثنهم ،حفظكم الله ،و الفتنة نائمة ،لعن الله من أيقظها ،الفتنة من الشيطان ،ويا لعجب ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
برز الثعلب يوما ً فى شعار الواعـظينا فمشى فى الأرض يهدى ويسـب الماكرينا
ويــقـول:الحـمـد لله إله العالمينا يا عباد الله توبوا فهــو كهـف الـتائبينا
وازهدوا فى الطير إنّ العيش عيش الزاهدينا واطلبوا الـديك بؤذن لصلاة الصبح فينا
فـأجاب الديك: عذرا يا أضل المهتدينا بلغ الثعـلب َ عنى عن جدودى الصالحينا
أنهـم قالوا وخير القـول قول العارفـينا مخطـئ ٌ من ظـن يوما أنّ للثعلب ديـنا
أرانى أقول :خطيّة قد تكشف حقيقة حقّ ،و تسامح وحبّ ،خير من زيف مدح ،و إدعاء العجب ، أتعجب من الذين شهروا أقلامهم ،و مقصّاتهم” ،ليقوموا بحياكة وقيعة ،و إختلاق كراهية ،و إدعاء إنكار للجميل ،على “أصالة” ،و هى بريئة من ذلك ،
تحيّة للملحن الكبير “حلمى بكر” قال :أصالة تقيم في القاهرة ،وتحمل الجنسية البحرينية والسورية ،وأثناء تواجدها في سوريا ،عندما قدمها المذيع وقال :إن سوريا هي المولد ،ردت عليه :لو سوريا المولد ،فمصر هي الحضن ،و الحضن أدفأ كثيرا .
هل تعلمون أنّ المذنب يتم التحقيق فى تهمته لتحقيق العدالة ،و المرتدّ الكافر “صراحةً” يُستَتاب ،”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ” صدق الله العظيم . هذا للمؤمنين ،أى يؤمنون أن للكون إله سيعودون إليه ،و يحاسبهم !!
لا يخلو الإنسان من الخطيئة ،لما فُطر عليه من الضعف فى الطاعة ،و ترك المعصية ،ليس سهلاً ،و يحتاج عزم ،و يتخلّلَّه ضعف ،ففتح الله باب التوبة لعباده ،وأخبر أن خير الخطائين هم المكثرون من التوبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون )
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة النفس فقال (كلّ ابن آدم خطاء) ،أى أنَّ هذه الجزئية ،لا خلاف عليها أبدا ،و لا ،مجال بإدّعاء الكمال المستحيل ،و الله علاّم الغيوب ،و الضعف ،والنسيان ،و هوان العزم ،فى تركيبة الإنسان ،و علاج كل ذلك (الإعتراف بالذنب والتوبة منه) ،فعقّبَ بقولهِ 🙁 وخير الخطّائين التوابون ) ،وهنا يكمن الفرق بين الناس فى معادنهم ،بين الرجوع للحق فضيلة ،و بين الإستكبار ،و غمط الحقّ ،أيها الناس لا تتركوا الجانى ،و تقيموا أعواد المشانق للضحايا ،و المظلومين ، ضجّت الأرض من الظلم ،و الأكاذيب ،،، ، فهنا يتضح معنى الامانة التي تحمّلها الإنسان ،بعد أن عُرِضَت على السماوات ،والأرض والجبال ،فأبين أن يَحمِلنَهَا ،وَ حَمَلَها الإِنسان ،جَهلاً بها ،ما أجمل مشاعر الحب التلقائية ،هى الحقّ ،العدل ،حبّ الخير ،السلام .
التعليقات مغلقة.