مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خطيب الجامع الأزهر:الإيمان والاحتساب مفتاح المغفرة والأمل في زمن اليأس

أحمد مصطفى:

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني لمجمع البحوث الإسلامية، ودار موضوعها حول «الحِكَم الروحية لعبادات شهر رمضان».

 

وتطرق فضيلة الدكتور الهواري إلى الحِكَم الروحية لعبادات شهر رمضان، من صيام وقيام وطلب لليلة مباركة خير من ألف شهر «ليلة القدر»، مستشهداً بحديثين نبويين رواهما الإمامان البخاري ومسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، و«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، مؤكداً أن الجمع بين العمل الظاهر والنية الباطنة شرطٌ لقبول العبادة.  

 

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن كثيراً من المسلمين يحرصون على الصيام والقيام، لكنهم يغفلون عن “المعنى اللطيف” الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «إيمَانًا وَاحْتِسَابًا»، موضحاً أن “الإيمان” هو اعتقاد القلب الجازم بأن الله شرع هذه العبادات وحدَّد ثوابها، بينما “الاحتساب” يعني طلب الأجر من الله وحده، مع الرجاء في قبول العمل دون يأس أو قنوط.  

 

قد يهمك ايضاً:

وحذَّر خطيب الأزهر من الوقوف عند المظهر الخارجي للعبادة دون استحضار النية الصادقة، قائلاً: «الأمة اليوم بأمس الحاجة إلى إحياء معنى الرجاء في الله، خاصة في زمن تكاثرت فيه أسباب اليأس والقلق»، مستشهداً بقوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا».  

 

وأكد الدكتور الهواري أن الرجاء في رحمة الله هو “سر الحياة والحركة”، وأنه لا ينفصل عن السعي والعمل، خلافاً للأماني الكاذبة التي لا تُبنى على جهد. كما دعا المسلمين إلى التمسك بالثقة في نصر الله مهما تعاظمت التحديات، وأنه حين تتوالى الهزائم وتجتمع أسباب الألم والخوف يأتي رجاء الله، مستدلاً بقوله تعالى: «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ».  

 

وختم الخطبة بالتأكيد على أن رمضان فرصةٌ لترسيخ معاني الإخلاص والرجاء، داعياً المصلين إلى «أن يصوموا ويقوموا ويطلبوا ليلة القدر وقلوبهم عامرة بالتوكل على الله، طمعاً في مغفرته ورضوانه».