خسوف القمر الكلي مساء اليوم

لكن هذه الظاهرة ليست مجرد عرض بصري بل هي دليل علمي حاسم على كروية الأرض وصفعة قوية لأوهام أصحاب “الأرض المسطحة”.

يحدث الخسوف الكلي عندما يدخل القمر بأكمله في ظل الأرض فتمنع أشعة الشمس من الوصول إليه. لا يحدث ذلك إلا عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة ويكون القمر في طور البدر. خلال الخسوف تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض فتتشتت الأطوال الموجية القصيرة (الأزرق) ويبقى الأحمر فينعكس على القمر ويظهر بلونه المميز المعروف بـ “القمر القرمزي”.

منذ آلاف السنين رصد البشر خسوفات القمر وفي كل مرة كان ظل الأرض على القمر مقوساً دائماً ولو كانت الأرض مسطحة لشاهدنا ظلالًا بأشكال مختلفة تبعًا لزاوية الضوء وهو ما لم يحدث أبداً حتى أرسطو قبل 2300 عام استخدم الخسوف كبرهان على كروية الأرض قبل أن يعرف العالم الأقمار الصناعية أو رحلات الفضاء.

خسوف اليوم كان يمكن التنبؤ بموعده بالدقيقة قبل مئات السنين، بفضل قوانين الفلك والميكانيكا السماوية وهذا التوافق المذهل بين الحساب والرصد لا يمكن تفسيره ضمن أي نموذج “أرض مسطحة” التي تعجز حتى عن وضع معادلة واحدة تشرح الظاهرة.

في المنطقة العربية يمكن مشاهدة الخسوف كاملًا مع بداية دخول القمر في الظل بعد غروب الشمس وصولًا إلى المرحلة الكلية التي تستمر أكثر من ساعة ويفضل المشاهدة من أماكن مفتوحة وبعيدة عن التلوث الضوئي للاستمتاع بالمشهد بأوضح صورة.

خسوف القمر الكلي مساء اليوم ليس فقط عرضاً سماوياً رائعاً بل هو درس علمي حي يثبت كروية الأرض أمام أعين الجميع وأمام الحقائق الثابتة يظل للمسطحين خيار وحيد وهو الإنكار ولهذا نقول: خسوف القمر الكلي مساء اليوم… ولا عزاء للمسطحين.