مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خدنى الحنين ورحت ازور بيت امى اول عيد بدونك يا ست الحبايب

بقلم- ابراهيم الملاح
خدنى الحنين وذهبت امس لزياره بيت امى كمعتاد كل عام فى شهر رمضان ان ارورها بعد الفطار لتقوم مسرعه وتقدم لى بعد العصير وتصر ان اكل من يديها ما صنعته من حلويات ولم أتصور يوما أن اذهب الى منزلها ولم اجدها رغم إيمانى الكامل بأن الموت حق علينا جميعا، أمى حيث الدفء والاحتواء والدعاء والأمان والراحة وأتذكر رفع يديها يوميا مُتضرعة إلى الله بدءا من مطلع الفجر حتى شروق الشمس وهى تدعو لنا بالستر والحفظ والتوفيق والرزق والوفاق والوئام.
جلست الى مكانها المفضل والتى كانت تحب ان تجلس به امام التليفزيون وتقوم بتقليب القنوات جلست مكانها وفعلت ما كانت تفعله ولم اشعر الا بدموع ساخنه تنهمر من عيونى على رحيلها وشريط ذكريات جميله كانت تجمعنى بها فى هذا الشهر الكريم دخلت غرفتها وقبلت وسادتها التى كانت تنام عليها حتى ارتوت بدموعى .
وها أنا اليوم أفقد أمى وقد تغير كل شئ بعد رحيلها لتصبح تفاصيل الحياة لا معنى لها فلم يعد هناك من ينتظرنى كما كانت تنتظر ولا من يسأل عني كما كانت تسأل وليس لديّ إلا شعور الندم على كل ثانية مرت في حياتي ولم أستغلها في التعبير عن حبى لها والجلوس بين يديها وتحت قدميها ونادم على كل عناق أجلته لسبب أو لأخر وعلى كل كلمة لم تقال تعبيرا عن مكانتها في حياتي.
فهذا اول عيد فطر بدون أمي يعلم الله أنى لا أشعر برائحته ولا بريقه فلا جبين أقبله ولا كف ألمسه ولا ابتسامة تضيئ وجهى فقد غابت فرحه العيد بعد أن مات وجه الرضا فلم أرى أحد ولم أسمع صوتا بعد أن حُرمت من دعاء كان سر قوتى ومن قُبلة تُشرق شمس حياتى، لكن لا أملك إلا أرسل إليكِ يا أماه سلامى بعد أن غبتي عني تحت التراب وأدعو الله أن تكوني في مقام خيرًا من مقامنا ويكون عيدك في الجنة بإذن الله.
وختاما.. أدعوكم أن تدعو معى اللهم أرحم تلك النفس الطيبة التى فارقت الدنيا وانتقلت إلى جوارك.. اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة واجعل اللهم قبرها روضة من رياض الجنة .