خالد علم يكتب …النفاق ظاهرة مدمرة للأخلاق
دعونا نعرف قبل بداية الكلام وأسبح في عالم النفاق الذي أرتوت الأرض وترابها منه ولو تكلم لفضح الجميع إلا من رحم ربى ولكن يوجد هناك لكل منا ستر فلو نفذ رصيده من الستر على الدنيا السلامة.
“النفاق”
النفاق في اللغة هو: “إظهار الإنسان غير ما بداخله، و تعود أصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر، فإذا هاجمها عدو ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسمي المنافق بهذا الاسم لأنه يجعل لنفسه وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه.
ومن صفات المنافق انه لا يثبت على مبدأ ولا على حال اطلاقا بل يدور حيثما رأى مصلحته العاجلة حتى ان اجدادنا كإنو يطلقون عليه قديما “الحرباية ، وذلك لتلونها بنفس لون المكان ،فنشاهد أحيانا بعض الأشخاص الذين يعيشون حالة من الاغتراب وازدواجية في القول والفعل فتجدهم في الكلام يخوضون في المثاليات والحكم والمواعظ ووسائل التواصل الاجتماعي وكأنهم أولياء الله الصالحين ولكننا للأسف الشديد نجدهم على أرض الواقع غير ذلك بكثير يحطمون ويدمرون كل ما ورد
على ألسنتهم في لحظات حثى إذا ما اكتشفوا ان ما قالوه يتعارض مع مصالحهم وهذا شكل أساسي من اشكال النفاق
هذه الظاهرة- للأسف الشديد-مع انتشارها بكثرة والتي تؤدى الى ضياع القيم والأخلاق والحقوق، وتشتت المجتمع وتدمر العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وتخلق نوعا من عدم الثقة بين الناس، حيث يسود الجبن والخوف والضعف والاستكانة.
كما ان غياب بعض القيم كالصدق والأمانة واحترام الذات وعزة النفس تؤثر سلبا على سلوك الأجيال الشابة لأنهم لم يجدوها ولم يشعروا بها فيمن سبقوهم.
قيل في المنافقين:
اربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد عذر، وإذا خاصم فجر.
إياكم والنفاق فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عند اللّه.
النفاق أخو الشرك وتوأم الكفر.
المنافق لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن.
أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية ولم ينته عنها.
مأساتنا انه لا يعلو صوت فوق صوت النفاق.
وختاما أذكر نفسي واياكم بقول الله تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)
التعليقات مغلقة.