مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خالد عامر يكتب: مصر.. حضارة لا تُقاس بمفاهيم المغيبين

كتب خالد عامر 

عاشت مصر، وعاش أبناؤها الذين يواصلون صناعة المجد جيلاً بعد جيل، يكتبون فصولاً جديدة من تاريخ هذا الوطن الممتد لآلاف السنين.

قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيصبح قبلة للسياح من مختلف دول العالم، ورمزاً لتجدّد الحضارة المصرية التي أبهرت البشرية، يطل علينا البعض ممن يجهلون معنى الدولة ليشككوا في قدرة مصر على التطور، متناسين أن هذه الأرض هي أصل الحضارة ومنبعها.

 

خرج علينا الجولاني أحد صُنّاع الفوضى، المدعومين من أجهزة استخبارات خارجية، ليقارن بين مصر وبعض دول الخليج، زاعماً أن مصر “غير مؤهلة للتطور”، وربما لا يدرك هذا الشخص أن مفهوم التطور بالنسبة له يختلف كلياً عن المفهوم الحقيقي الذي تعرفه الدول صاحبة التاريخ.

فالتطور في نظره لا يعني بناء الإنسان أو حماية الوطن أو النهوض بالاقتصاد، بل هو وصول جماعات دينية إلى الحكم كما حدث عام 2012، حين وصل الإخوان إلى سُدّة الحكم في مصر، وخلال احتفالات نصر أكتوبر استبعدوا قادة النصر، واحتفلوا مع من تلطخت أيديهم بدماء بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات.

 

وإذا كان التطور في نظره هو الخضوع أمام إسرائيل كما يحدث حالياً في سوريا، أو ترك الإرهابيين يعبثون بأرض الوطن، أو كما حدث في بعض الدول التي مزقتها الحروب، فمصر لم ولن تعرف هذا النوع من التطور.

فمصر التي تمتلك جيشاً من أقوى جيوش المنطقة والعالم لا تقبل أن تُدار من الخارج، ولا تسمح أن تُفرض عليها وصاية أو تُمسّ سيادتها.

قد يهمك ايضاً:

د. رشا الشريف تكتب الأزمات الجماعية لا تُحل بحلول فردية

أحمد سلام يكتب طوفان العمدة “زهران ” !

وحديثه عن مقارنة مصر بدول شقيقة كدول الخليج التي ذكرها، والتي لا أحد ينكر تطورها، فذكره لها قد يُسيء إليها ويُقلّل من مكانتها.

 

ولو كان التطور بالنسبة له ولغيره أن تَنساق مصر إلى من يحاولون إشعال الفتن أو جرّها إلى صراعات خارجية، فهم يجهلون أن الدولة المصرية تتخذ قراراتها وفق حسابات دقيقة تحفظ أمنها القومي ومصالح شعبها.

فالدعوات الزائفة التي تطلقها اللجان الإلكترونية بشعارات مثل: “لماذا لا تحارب مصر في غزة أو السودان؟” فقدت معناها أمام وعي المصريين، لأن الدولة تتصرف من منطلق قوة ورؤية، لا من اندفاع أو شعارات.

 

فمنذ عام 2011، وتصدّي الجيش المصري لفوضى أحداث يوم 28 يناير تحديداً، ومصر تواجه محاولات متكررة لاستنزاف جيشها في حروب لا تخصّها مباشرة، بهدف إنهاكها ووقف مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد، وتحديداً في ملف التنقيب عن الغاز.

لكن الجيش المصري يدرك تماماً أن الحفاظ على الوطن في الداخل، ووحدة وسلامة أراضيه، هو أعظم صور النصر، وأن قرار الحرب لا يُتخذ إلا دفاعاً عن الأرض والسيادة.

 

فمصر اليوم تمضي بخُطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل، مستندة إلى تاريخها الذي يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وإلى وعي شعبها، وبحضارة لا تُقاس بمفاهيم المغيبين، ولا تستمع لأقوال الحاقدين.

فمصر كانت وستظل الدولة التي تحفظ كرامتها وتحمي أرضها، ويعرف شعبها جيداً قيمة وطنه وجيشه.

حفظ الله مصر، وحفظ جيشها الذي يظل درعها الواقي وسيفها الأمين في وجه كل من يحاول المساس بها.