بقلم خالد عامر
نظرة لتطورات الأحداث بين إيران وأمريكا من أجل إسرائيل تكتشف أن ضرب إسرائيل لإيران ولو بضوء أخضر أمريكي لن يكون هين ليس لقوة إيران العسكرية فقط ولكن تشعبها في المنطقة يعطيها القدرة على الضرر بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية فضرب إيران بالمنطق الإستراتيجي لن يكون للبرنامج النووي فقط أو ضربة لتعطيل إنتاج القنبلة النووية أسابيع أو شهور أو حتى سنوات ولكن الضربة ستكون للنظام الإيراني وللدولة الإيرانية ضربة تفككها تماماً وهذا لن يحدث على الأقل حاليا لكن ممكن أن يحدث على مدار العشر سنوات القادمة وعلى مراحل لتصبح إيران مثل لبنان.
فتصريح ترامب اليوم قال إنه غير واثق من موافقة إيران على شروط أمريكا والعواقب ستكون كارثية عليهم ليرد وزير الدفاع الإيراني بشخصه في مؤتمر صحفي قائلاً لو فرض علينا الصراع فكل القواعد الأمريكية هدف لنا وسيتم إستهدافها إذا في حال تطور الأمور بينهم أعتقد ستكون البداية بأستهداف أقرب القواعد الموجودة في العراق خصوصاً ان الأذرع الإيرانية هناك لاتزال تتمتع ببعض النفوذ والقوة.
لكن حتى الآن تصريحات أمريكا وإجراءاتها وتصريحات الإيرانيين وإجراءاتهم هي في إطار ضغط بضغط يمارسه الطرفين قبل جلسة مفاوضات الجولة السادسة المقرر عقدها يوم الأحد القادم حتي يقوم كل منهن بتقديم تنازلات وهذا هو الأقرب للمنطق لكننى أعتبرها ضغوط جادة من الطرفين سواء الأمريكي أو الإيراني بنسبة لا تتجاوز 25%.
لأن هذا النوع من الصراع يصنف صفري بمعني إنك لو لم تنهي على خصمك للأبد سيستعيد قوته ولن يكون أمامه غيرك ولو بعد سنين وأمريكا تعلم هذا وتدركه جيداً ضرب إيران لن يكون إلا بداية لسلسلة من الكوارث على جميع حلفاء أمريكا في المنطقة لهذا فأمريكا لن تعطي الضوء الأخضر لضرب إيران ستواصل الضغط السياسي والدبلوماسي على إيران وحلفائها للضغط عليها وفرض مزيد من العقوبات فقط.
لكن إسرائيل وتحديداً حكومة نتنياهو من مصلحتها أن تشتعل الحرب لانها طوق نجاة سحري لنتنياهو وحكومتة والتوقيت مثالي جداً فالداخل الاسرائيلي مشتعل وكلة أزمات وصراعات بالتزامن مع تذبذب الموقف الأمريكي من حرب غزة بسبب الضغوط الأوروبية إذا أشتعلت الجبهة الإسرائيلية الإيرانية ستكون فرصة ليبقي نتنياهو وحكومته في السلطة بمنطق لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.