مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خالد.. أسطورة النار الحقيقية

 

بقلم :  د إبتسام عمر عبد الرازق 

في زمن تغمره البطولات المزيفة والشخصيات المصطنعة على شاشات السينما والتلفزيون، تظهر أحيانًا قصص حقيقية لا تحتاج إلى كاميرات أو أضواء لتُبرهن على عظمتها. هذه هي قصة خالد، رجل بسيط ليس نجمًا على الشاشة، بل بطلًا في الحياة الواقعية.

ذات ليلة، كانت مدينة العاشر من رمضان على وشك أن تتحول إلى كارثة هائلة. تريلا محمّلة بآلاف اللترات من البنزين اشتعلت فيها النيران فجأة، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار المدمر.

أما خالد، سائق التريلا، لم يكن يستطيع الهروب أو انتظار النجدة. بشجاعة لا توصف، قرر أن يقود الشاحنة المشتعلة خارج المدينة، إلى أبعد منطقة ، ليبعد الموت عن المئات.

بقي خالد يقود وسط اللهب والنيران، متحديًا الخطر، متحديًا الموت نفسه، ليُنقذ أرواحًا لا تُعد.

هذه لحظة حقيقية، لا يمكن تزيينها أو تمثيلها، فهي تنضح بالشجاعة والرجولة الصادقة.

قد يتحدث البعض عن أبطال على الشاشة، ويُقدّمون أدوار البطولة بشغف وإتقان. ومن أشهر هؤلاء محمد رمضان، الذي صنع لنفسه اسمًا ولقبًا بـ”الأسطورة” في عالم التمثيل.

قد يهمك ايضاً:

” الرجال يموتون قهرًا دعوهم يبكون “

لكن الفرق واضح وجليّ:

• محمد رمضان يمثل البطولة،

• أما خالد، فيعيشها.

حين يغيب التصوير ويختفي الضوء، يظهر خالد ويُثبت أن الرجولة والبطولة لا تحتاج إلى شهرة أو مكافآت. فقط تحتاج إلى قلب شجاع وفعل حقيقي.

تعلمنا من خالد أن البطولة ليست كلمات تُقال أو مشاهد تُصوّر، بل أفعال تُبنى على التضحية والشجاعة, الشهامة لا تُشترى بالمال ولا تُظهرها الكاميرات، بل تُعاش في مواقف مثل موقف خالد, في كل مجتمع، هناك أبطال حقيقيون لا يُعرفون إلا بصمتهم وأفعالهم.

خالد ليس مجرد سائق تريلا، بل هو رمز للرجولة الحقيقية، الأسطورة التي لم تُكتب على الورق، ولم تُعرض على الشاشات، لكنها حُفرت في قلوب من عرفوه.

في زمن الأبطال المزيفين، تبقى قصة خالد منارة تُذكرنا بأن البطولة الحقيقية تكمن في الإنسانية، الشجاعة، والحب للحياة.

“الأسطورة ليست على الشاشة… أحيانًا تكون خلف مقود مشتعل!”