خاطرة للدكتور أسامة فخري الجندي من علماء الأوقاف
((كن حِرَفيًّا لِصَنعةِ الله ))
معلوم أن الصانع هو الذي يوجِدُ معدومًا .. وأما الحِرَفيّ فهو الذي يقوم بصيانة الصنعة .
والإنسان منا هو صنعة الله عز وجل ، ومطلوب منا أن نكون حِرَفيين فنحسن في صيانة هذه الصنعة .
فالله وهبنا جوارح وطاقات وإمكانات وقدرات ، وسخّرها جميعها لنا ، وهي عندنا أمانة أودعها الله فينا ، فلنؤدّ حقَّ هذه الأمانة ، بحفظها وصيانتها في الدنيا والآخرة .
فالصيام ليس فقط إمساكًا عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس وانتهى الأمر ، وإنما هو أيضًا صيام للجوارح بحفظها عن كل ما نهى الله عز وجل وحرّمه
فعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قال: قال رَسُولُ صلى الله عليه وسلم : (مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُوْرِ والعَمَلَ بِهِ والجَهْلَ فَلَيْسَ للّه حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ) . [أخرجه البخاري وأبو داود].
وعن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنه) قال : (إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ ، وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ سَوَاءً ) [شعب الإيمان للبيهقي] .
فلنحكِّم قانون الصيانة لنا ولجوارحنا بحِرفية استخدامنا لتعليمات الصانع لنا وهو الله (عز وجل) ولنحقق صيامًا عامًا لسائر الجوارح …
- إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بقِيَم الأدب والاحترام ، وتسود قيم الحب والرحمة والتسامح.
- إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بقيم العفة في الأسلوب والسلوك وسائر التصرفات .
- إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بعيدًا عن الكلمة الخاضعة والعبارات التي تثير الآخر .
- إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بنظرات التوقير والاحترام .
- إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بصيانة الأعراض وحفظ اللسان .
فلا شك إذن في أن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا مثاليًّا، صانعًا للجمال، محبًّا للخير.