مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خاطرة اليوم الرابع من شهر رمضان

خاطرة  للدكتور أسامة فخري الجندي من علماء الأوقاف

 

((كن حِرَفيًّا لِصَنعةِ الله ))

 

معلوم أن الصانع هو الذي يوجِدُ معدومًا .. وأما الحِرَفيّ فهو الذي يقوم بصيانة الصنعة .

 

والإنسان منا هو صنعة الله عز وجل ، ومطلوب منا أن نكون حِرَفيين فنحسن في صيانة هذه الصنعة .

 

فالله وهبنا جوارح وطاقات وإمكانات وقدرات ، وسخّرها جميعها لنا ، وهي عندنا أمانة أودعها الله فينا ، فلنؤدّ حقَّ هذه الأمانة ، بحفظها وصيانتها في الدنيا والآخرة .

 

فالصيام ليس فقط إمساكًا عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس وانتهى الأمر ، وإنما هو أيضًا صيام للجوارح بحفظها عن كل ما نهى الله عز وجل وحرّمه

 

فعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قال: قال رَسُولُ صلى الله عليه وسلم : (مَنْ لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُوْرِ والعَمَلَ بِهِ والجَهْلَ فَلَيْسَ للّه حَاجَةٌ فِي أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ) . [أخرجه البخاري وأبو داود].

 

قد يهمك ايضاً:

مفتي الجمهورية :الأخلاق لا ترتبط بعقيدة أو أمة بل هي أساس…

وعن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنه) قال : (إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ ، وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ سَوَاءً ) [شعب الإيمان للبيهقي] .

 

فلنحكِّم قانون الصيانة لنا ولجوارحنا بحِرفية استخدامنا لتعليمات الصانع لنا وهو الله (عز وجل) ولنحقق صيامًا عامًا لسائر الجوارح …

  • إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بقِيَم الأدب والاحترام ، وتسود قيم الحب والرحمة والتسامح.

 

  • إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بقيم العفة في الأسلوب والسلوك وسائر التصرفات .

 

  • إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بعيدًا عن الكلمة الخاضعة والعبارات التي تثير الآخر .

 

  • إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بنظرات التوقير والاحترام .

 

  • إن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا يتعامل مع بعضه بصيانة الأعراض وحفظ اللسان .

 

فلا شك إذن في أن حِرَفيّة الصنعة تصنع مجتمعًا مثاليًّا، صانعًا للجمال، محبًّا للخير.

 

 

اترك رد