مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حين تشتعل النيران حولك… ماذا يفعل قلبك لمصر؟

 

بقلم د/إبتسام عمر عبد الرازق واعظة بوزارة الأوقاف المصرية

في زمنٍ مضطرب، تتصاعد فيه النيران من كل جانب…

بين ضربات متبادلة، وخيوط مشتعلة في السماء، وأمة جريحة تنزف من فلسطين إلى اليمن، من لبنان إلى إيران… يقف المصري الحقيقي أمام مرآة قلبه، ويسأل:

“ماذا أفعل؟ وكيف أُحب مصر بحق، لا بالكلام فقط؟”

وهنا يبدأ دور القلوب اليقظة…

قلوب تعرف أن الحب ليس أغنية وطنية، بل دعاء في جوف الليل، وعمل صادق في نهار الوطن، وموقف راشد وسط ضجيج الفتن.

أولًا: اصمت لتفهم: ليس كل ما يُقال يُصدَّق، وليس كل خبر يُنشر يستحق النشر.

الوعي عبادة، والتثبت من الكلام أمانة.

قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا…)”الحجرات: 6)

لا تكن أداة في يد من يشعل الفتنة…

كُن عاقلاً، فالمؤمن كَيِّس فَطِن، لا يُستَدرَج بعاطفة، ولا يُحركه ذعر.

ثانيًا: التفاف لا خلاف: مصر ليست كأي بلد.

هي قلب الأمة إذا مرض… مرضت، وإذا ثبتت… ثبت الجميع. في هذه اللحظة، لا نملك ترف الجدل، ولا وقت الغفلة، ولا رفاهية الانقسام.

اصطفّ خلف دولتك، وافهم أن حفظ الوطن فريضة، ومساندة الدولة في أوقات الخطر هي عبادة

ثالثًا: سلاح الدعاء لا يُهزم: في زمن الضعف… يبقى سلاح المؤمن الأقوى هو الدعاء.

• ادعُ لأهلك في غزة، ولبنان، وسوريا…

قد يهمك ايضاً:

الأهلي يخسر أمام بالميراس بهدفين

المسلماني يبحث مع سفير باكستان ترجمة مسلسلات مصرية للغة…

• وادعُ لبلدك أن يُسددها الله ويحفظها:

“اللهم اجعل هذا البلد آمنًا، مطمئنًا، سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.”

رابعًا: لا تكن متفرجًا… كن مؤمنًا عاملًا شارك في الدعم الإنساني إن استطعت

أو في نشر الوعي والرحمة أو حتى بتربية ابنك على ألا يسخر من الجهاد، ولا يستهين بالكرامة.

خامسًا: أصلح قلبك… يصلح الله أمَّتك:

حين تكثر الفتن، لا تكثر الأسئلة… بل أكثر من الاستغفار.

حين تنقلب الموازين، لا تتكئ على البشر… بل اسجد لرب العالمين.

“اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، واحفظ مصر وأهلها، واكتب لنا الخير حيث يكون.”

حين تشتعل النيران حولك… ماذا يفعل قلبك لمصر؟

أيها المصري النبيل…

إذا أحببت مصر حقًا، فأظهر حبك في:

• لسانٍ يدعو

• وعقلٍ لا يُستَغفَل

• ويدٍ تبني

• وقلبٍ لا يخاف… لأنه متوكل على رب الأرض والسماء

كونوا نورًا في زمن الظلمة… فالوطن لا يُبنى بالصوت العالي، بل بالإيمان الصادق.

مصر أمانة… فكن لها عبدًا لله، حارسًا بالنية والعمل.