وي كأنّي إستفَقتُ من غفوتي ،فوجدت نفسي بزمن ،سواد الناس فيه لا يعرفون شيئاً إسمهُ المشاعر ،و البعض يعرف ،و لكن لا يعترفون أصلاً بشئ أسمه المشاعر ،و تلك النوعية علي هيئة بشر ،و تشبه الكائنات الإنسانية ،وتنخدع فيهم ،قبل أن تكتشف الحقيقة ،و تدرك الحقائق المُرّة ،قلوبُ كالحجاره ،أو مُتَحجِّرَة ،كهوف من الجليد ،بياضها ساطع ،ساحر ،مُبهِر ،لكنه قاتل دون أن تري ،أو تشعر ،حين تتجمد الدماء بقلبك لن تشعر ،إن كنت تَنتَشيِ ،أو كُنتَ تَحتَضِر و كأنها تدفيء مشاعرك من شدة الخدر ،أو الوهم (لا مانع لديهم أن يدوسوا قلوب الناس بأقدامهم) ، ولا يحركون ساكناً ،و لا يهتز لهم جفناً ،
سألت أحدهم ماذا يعني لك الإنسان ؟ فاندهش ، وقال معروف الإنسان ؟و أشار بأصابعه إلي الناس أمامه ،قائلاً :زي الكائنات دول ،و استكمل كلامه : الإنسان كائن ،من فصيلة الثدييات ،به غرائز متنوعة متشابهة كثيراً مع الحيوانات ،كما قال: “داروين ” ،فقلت له أنا أختلف معك ،قال لى عارف إنك مختلف ،عادي ،براحتك ،إنت و غيرك مش فارق معايا ،نظرتك مختلفة عني تماماً، فالحب أنت تعتبره شئ عظيم و سعادة ،و عواطف ،و مشاعر ، براحتك ،إعتمد ما تعتقدون من وهم ،فالحبّ ماهو إلا شكل إجتماعي مطلوب للتجميل و الرفاهية ،قائم علي غريزة “حُبّ” الجنس ،و الدلع ،و المتعة ،والتكاثر ،للحفاظ علي النوع من الإنقراض ؟ فنظرت إليهِ مذهولاً : إنت بتقول إيه الهذيان ده؟قال لى عادي براحتك؟ الهذيان هو إنك رومانسي ،حالم بأفكارك الرومانسية ،و مُحْتَلِم بمدينتك الفاضلة ،و أُنُوثَتُها النووّية ،اللي عايشها وحدك ،في وهم خيالك ،و يمكن ،بعض من تلك الكائنات تشارك نفس أفكارك ،وَهْمُكُم وَاحِد ،و هَمُّكُم واحِد ،إنكم عايشين في الخيال ،
*أيُّها الكائن المادي : هل تَعرِفُ شيئاً إِسمُهُ المشاعر ؟هو الشعور ،هو أن تشعر ،فإذاً كنت تحيا فأنت تشعر ،فالميت لايشعر ،لا يمكن أن يحيا الإنسان و قلبه ميّت ،و ها أنت أمامي .
قد أحكي لك عنه ،لكني لا أستطيع أن أمنحه لك ،إن لم تشعر به ،
هل تعلم أنّ المشاعر طاقة نورانية عظيمة تختلف حسب كل إنسان ،المشاعر منها الإيجابي ،والسلبي ،
“السلبي” يعني القسوة ،الجليد ، البرود ، الجمود، التَحجُّر ،.
الإيجابي تعني الكثير : أعلاها مشاعر الأمومة ،البسمةالصافية ،الدفئ ،النسيم ،الحب ،العطاء ،حب الخير ،التسامح ،القلوب البيضاء ، السليمة ،النفوس المضيئة ،الصدور المنشرحة ،
طاقة ،لا نراها بأبصارنا ،لكنها محور إنفعالاتنا و مواقف حياتنا ،فهي لا تُري ،لكننا نستشعرها ،فهي طاقة متعدّدة حسب حالاتنا النفسية ،و الروحية ،تسري في أورِدَتَنا ،نسمعها نبضاً يدقُّ بِقُلُوبِنا ،
فنجد القلب يسرع دقاته عند الفرح ،و نجده يسرع ضرباته عند “الطرح” ،و تنتفض بالوريد نبضاته عند الشوق فرحاً ، و كمَداً عند الجرح ،لكن شتّان بينهما ،دقات القلب ،واحدة لكن مختلفة جداً ،عن بعضها ،لكل منها إحساس ،و مشاعر ،ونبضات ،و دقات ،مختلفة عن بعضها البعض ،
** مشاعر تأثير الآخرين علي حياتنا ،هو إحدي مشاكلنا الحياتية ،
،لأننا نعطي الفرصة ،بوضعهم بمكانة معينة ،و نمنحهم ثقة معينة ،و مشاعر راقية تتنوع حسب العلاقات ،و الشخصيات ،لكن بالمجمل ،نحن الذين نقرر ، بعضنا يكون جامداً (لا أعني مُتَبَلِّد المشاعر ) فقد يكون غير ذلك ،لكنه إختار طريق الجمود ،فَيُصبِح مُتَجَمِّد المشاعر ،كالجماد ،أصحاب “المشاعر البلاستيكية” ،و الأقنعة الباسمه ،أو المُتَلَوِّنَة ،يُغَيِّروها كالعدسات -“المُزيّفة”- ،عدسات العين النافذة الأولي لجمال الإنسان ،خاصة الأنثي ،أصبحت “مُتَلَوِّنة” حسب الرغبة و المزاج ،لكن برأيي لن تكون صافية ،لن تكون صادقة ،لن تكون دافئة ،لن تكون مُعَبِّرة ،لن تكون مُطَمْئِنَة ،لن تكون حقيقية ،لأنها مُزَيّفة ،يُجَمِّلون أِسمها بأنها مُلَوَّنة ،لكنهم مُعترفين ،و لا يُنكِرون ،بأنها بلاستيكية مُؤَقّتة ،خالية من المشاعر ،كذلك البعض نظراته ،تصرفاته ،معاملاته بلاستيكية ،خالية من المشاعر ،ممزوجة بالملل ، والنفور ،أو غير ذلك من أمراض القلوب المُتَنَوِّعة ، و “النفس الأمارة بالسوء” ،فلا تضئ قلوبها ،و لا تصفي نفوسها ،،
و كلُّ مِنّا لهُ اختيارُه بُناءً علي قَناعَاتِه ،فأَنتَ نَشْأَتُكَ تختلف عن نشأتي ،فطبيعي هناك أفكار ،تتفق ،و أخري مختلفة ،
فأنا نشأت بتكوين إجتماعي ،يحب الماس ،و أعامل كل من ألتقيه ،كإنسان بالمقام الأول سواء متفقين ،أو مختلفين ،فالإختلاف لا يعني أبداً الكُره ،لأننا بديهياً كلنا مختلفين ،و متفقين ببعض الأمور ، والإنسان بكل تنوعاته و إختلافاته ،أضعه بمكانةِ راقية من الإحترام ،و الثقة ،و المودة ،و التقدير ،لا أحكم عليه مُسبقاً ،بأي فكرة ،و لو مختلف معي ،فالإختلاف طبيعة الحياة ،
فالبعض يقدر ذلك ،و البعض تظهر طبيعته ( النرجسية ،أو السيكوباتيه) و يسئ الفهم ،و التقدير ، فيعتقد أني ساذج ؟ نعم موجودة هذه الأنواع ، و الأسوأ أنواع تظن ذلك ضعفاً ،أو لعلة ، أو لمصلحة ما ،فكر مادي فقير من مشاعر الإنسانية ، والرقي ،و ضعف بصيرة ،و ضيق أفق ، عمي قلوب ،
هم لا يشعرون بأي من هذا ،نحن الذين نراهم هكذا ، إذ كيف لإنسان يعرف قيمة النور ،و يستمتع بروعة الشروق ،و ضوء القمر متألقاً في السماء ،و هو لا يري فرق بين النور و الظلام ،يراه ببصره ،و لكنه ينكره ،فهو عديم البصيرة ،رغم حدة إبصاره ،
و هناك آخرون ينتظرون بزوغ الفجر ،لتكتحل أعينهم من شعاع الشمس ،فيسحرهم الشروق ،متعةً ،و إبهاراً ،
،و البعض لا يرى هذا لفقر مشاعرهم ،و هذا الفقر ،يجعلهم يظنون أنّ حسن تربيتي ،و رقىّ معاملتي ،و كثير مثلي و إن قلّ عددهم ، “سذاجة مفرطة ” ياللهول ،يا للأسف ؟ موازين مقلوبة ،بكل أسف ،ما تعجزون عنه تنكروه ،حتي و إن كان يحييكم ،فالمشاعر هي الحياة ،و الجمود هو التَحَجُّر ،والجمود ،والجحود ،وستبقي المشاعر ،لأصحابها أحبابها ،لمن يُدرِكُها ،ويقدِّر قيمتها ،و يعرفها ،و يبحث عنها ،لكني سأحيا بها ،،،
حياتنا بين المشاعر والجفاء بقلم حازم مهني .