حواء
بقلم – حازم مهنى:
حواء هى جمال الحياة ….،هى قلب الأسرة ….،هى السكن ….،هى الحب ……،هى المودة ،والرحمة ……،و إعمار الكون ،هى حسنة الدنيا ،و الزوج هو البنيان ،
تحياتى لكلّ قرّائى و بناتى ،و أبنائى الأعزّاء ،و كلّ أنثى ،و كلّ أم ،يحرصن على ما خُلِقنَ من أجله بناء أسرة على أسس السعادة و الحب ،و الإستقرار ،و المودة ،و الرحمة ،و عظيم التحية ،والتقدير لإهتمامهم ،و بذلهم المجهود العلمى التربوى الثقافى ،فى سبيل حرصهم على مجتمع متحضر مثقف ،متوازن ،مستقر إجتماعيا ،ونفسيا ،و تربويا ،وأنا من آلاف المهتمين بذات الاهتمام ،و أقدم الشكر للأم المصرية ،والعربية ،لبحثها عن العلم والمعرفة والثقافة التربوية لتأخذ بيد أطفالها ،وأسرتها ،نحو الإهتمام ،و الإستقرار ،و الطموح ،و الإجتهاد ،نحو مستقبل أفضل ،لتطوير حياتهم ،بتغيير حياتها للأفضل ،تحياتى لك وكل بنات حواء مثلك تسعى لتطوير نفسها ،وتغيير حياتها للأفضل ،تستحقون عظيم الاحترام ،فقد تكون المرأة مثقفة ،و متفوقة فى جوانب أخرى ،غير التربوية ،وقد يكون لديها بعض القناعات ،والمفاهيم التى لا تتوافق مع حياتها وأسرتها ،فتعانى مشكلات كثيرة ،ولا تستطيع حلها رغم تكرارها ،وخطورتها على إستمرار الحياة الزوجية ،ونمو الأسرة فى جو صحى إجتماعيا ،ونفسياً .
و غيرهن لا تستطيع إحداهن أن تدرك أنها تجهل كثير من أمور الحياة الاسرية ،أو العامة ، و رغم تاثير الجهل بهذا واضح جدا ،بل خسائره تزداد ،و تكرار الاخطاء بسبب الجهل بتلك الامور ،ولا يفكرن فى تغيير انفسهن ،
لكن الأسوأ هن تلك النوعية التى تخطأ ،و تعاند ،و تجادل ،و تعاند ،وتصر على كل ذلك ، ومع كل ذلك تريد ان يكون لها حياة أسرية ؟ كلا أيتها المرأة ، إتركيهم رحمة بهم ،وبنفسك ، فمثلك كثير يشوهون صورة المرأة ، مثل طباعك الرديئة هى النصف الأعوج من المرأة ، مثلك يفر منها الرجل ،و الطفل ،و الأنثى ،كما فرت منك الأنوثة يوم تخليتى عن طبيعة المرأة أنها سكن النفس. ،والحياة ،بل هى الحياة و نعيمها ، حتى أن الله جعل الحور العين من نعيم الجنة فى الاخرة مكافأة للصالحين ،والحور العين هى أنثى الآخرة ،هى من جوائز الفائزين ،قال تعالى : ( إن للمتقين مفازا ،حدائق و أعنابا ،و كواعب أترابا ) ، ( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون ، إنا أنشأناهن انشاء ،فجعلناهن أبكارا ، عربا ، أترابا ،لأصحاب اليمين ) ، ( فيهن خيرات حسان ) ، أى خيرات الأخلاق حسان الوجوه ، و معنى عربا أى عاشقات لأزواجهن مبهرات فى الأنوثة والدلال ،والرقة ،والدلع ،لكن اعلم وتأمل ،لتدرك قارئى العزيز أن اللفظ القرآنى قدم الاخلاق على جمال الوجه والجسد ،والدلال والحسن ، وهذا يعنى أنه لا قيمة لجمال الوجه بدون جمال الخلق ،و باعتقادى أن حسن الخلق يفوز بخير الدنيا ،والآخرة ،
و باعتقادى أن أسعد النساء ،هنَّ الصالحات من نساء الدنيا ،فالنساء عطاء ،و العطاء يصنع السعادة ،و هنَّ أفضل من الحور العين ،كيف ذلك ؟بأخلاقهن الطيبة ،بطاعتهم لله بصنع أسرة سعيدة ،و عائلة سعيدة ،يحيطها الحب ،و المودة ،و الرحمة ،بصلاتهن ،وصيامهن ،و تقربهم لله تعالى بطاعتهن ،و رعايتهن للأسرة ،والأطفال ،وطاعة الزوج ،والصبر على الحياة و مشقتها ، أضاء الله وجوهن بنوره ،و ألبس أجسادهن بالحرير ،و ألقى على أرواحهن المحبة ،
تخيلى أيتها الزوجة الحنونة ،النشيطة ،الناجحة ،الطائعة ،أنت أفضل من الحور العين
لأن جمال الخلق هو سر الحياة ونجاحها وإستمرارها ،والصبر على مشقتها ،هو روعة المرأة ،هو رونق الأنوثة ،و بهاء الجمال الروحانى للمرأة ،جمال الخلق هو دينامية الحياة ،و ديمومتها ،و هو التفاعل الإنسانى الناجح ،ثمرته الحب و المودة و الإستقرار بالتواصل الفعال المستمر ،على مدار الساعة ،مع أطفالك ، مع زوجك ،مع أسرتك ،مع جيرانك ،مع زملائك بالعمل ،فى الجامعة ،فهى تشع أنوثة أينما حلّت ،و تترك أثرها الطيب كالعبير ،
والأعظم من هذا كله أنك تضعين بصمة طباعك ( أى نعم يقول المثل : الطبع ، والروح فى جسد ، تطلع الروح ،والطبع ما يفارق الجسد ) ،لذلك حاجتنا للمساعدة فى التغيير إلى الأفضل ، فتأثير أخلاقك ،و معاملاتك على أطفالك فضلا عن جيناتك الوراثية الجارية بعروقهم ، وأرواحهم أقوى أثرا حتى من الأب ،
فأطفالك امتداد لك ،و أنت الأهم ، والأخطر أثرا ،بحبك لهم ،و عطائك ،و حنانك ،و عطفك ،و إحتياجهم لك ،الإحتياج الفطرى الذى يحتوى الكبير و الصغير ،كمظلة حب للأسرة .
لم يخلق الله حواء لتصارع الرجل فترديه ميتاً ،أو يحيا كالميت بين الأحياء ،فيمشى يكلم نفسه بين الأحياء ،إنما خلقها لتكون سكنا له ،و معينا له فى الحياة ،ويكون هو فرحتها ، ومستقبلها ،و سعادتها ،هو عالمها الجديد فى كل شئ ،لتكون الأسرة مملكة سعادة يحبها الكل ، أنت تاجها أيتها الأنثى ،أنت أيتها الزوجة جوهرتها المضيئة ،أنت أيتها الأم فوق رؤوس الجميع .
لكن ماذا لو كانت هى تعتبر أنه لا مستقبلها ،و لا بيتها مملكتها ،و لا أسرتها فرحتها ،و لا حلم ،و لا مستقبل ، فأين الحياة ؟ أين الحب ؟أين المودة ،و الرحمة ؟ ماذا لو كانت تكره أهل زوجها ،كيف تدعى أنها تحبه ؟ ماذا لو قصّرت فى حقّ أولادها ؟ أو زوجها ؟بالقيام بواجبها نحوهم ؟ من الإستقرار،و الهدوء ؟ قالوا : ( إن المرأة كالنحلة ،تصنع العسل إذا أحبت ،و تلسع إذا كرهت) ،لكن ما نوع الكائن الذى يحرص على ترديد بحبك وما أقدرش أعيش من غيرك ؟ و هو دائم اللسع يوميا ،على مدار السنين ؟ أنين و ضجر ؟ فى أبسط الأمور الحياتية ؟ الرضا لحظات معدودة ،ثابتة ،محددة معروفة ،متكررة ،أثرها لحظيا ساعة زمن ، إن طالت سرعان ما تُنسَى ،و بعدها سلام جمهورى ، مقطوعة الأنين و العذاب ،ثم أحد البيانات ،( ياللى ما شفتش يوم حلو من يوم ما شفتك ؟ يااااا قدرى الأسود ؟ يا زمنى الأغبر ؟ أروح فين وآجى منين ؟ ده فى حالة أنها تعبانة و مفيش مواصلات فى الشقة والسكة زحمة مابين المطبخ والصالة ؟ يا جمرتى السودة بيكم ؟ مش عارف الراجل ولا الاولاد ؟ ، مع إن الجمرة حمرة من شدة اللهب ،لكن الاسود يعكس طعم اللسان ،و مرارة الحياة ،و لون الأيام ؟ ). عافاكم الله ،و أصلح أحوالنا ،و أحوالكم لأحسن حال ، ،و غير أحوالكم للأفضل ،و أسعدكم ،و أحبابكم ،بناتى رزقكم الله بالأفضل ،أبنائى وفقكم الله لحسن الإختيار ،الطيبون للطيّبات ،و الله يجازى بالصبر على الإبتلاءات ، طبتم ،و طابت أوقاتكم .
التعليقات مغلقة.