مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حمدي عبد الهادي : إيمان الناطور أهم أديبة على الساحة العربية 

73

 صرح الأديب والناقد حمدي عبد الهادي عضو اتحاد كتاب مصر في كلمة له القاها في حفل توقيع مجموعة رسائل الخريف الضائعة للأديبة الفلسطينية إيمان الناطور بأنها معجزة أدبية وتتميز بعبقرية في الكتابة غير معهودة وصرح الاديب والناقد أنه يعتبر ايمان الناطور الأديبة الأهم على الساحة العربية واردف قائلا ان الاديبة استطاعت بابداعاتها ان تتطرق الى القضايا العربية الهامة كعلاقة المرأة العربية المسلمة بالاسلام واثبتت بكتاباتها ان المرأة المسلمة ظلمت بالتقاليد المتوارثة وليس بالاسلام اذ ابانت الاديبة ان الاسلام جاء

قد يهمك ايضاً:

الفنان التشكيلي محمود سعيد

يستمر حتى الاثنين المقبل.. ثقافة دمياط تقدم عرض “سينما…

منقذا للمرأة من ظلمة التقاليد واستطاعت ان تفند ما كتبه الكاتب قاسم امين في تحرير المرأة والذي ايده كثير من ادباء اوروبا وبعض الادباء العرب وقد اوضحت ايضاحا تاما الفرق بين التقاليد و العطاء الاسلامي للمرأة فقد اوضحت ان حق المرأة في الزواج والطلاق مثل حق الرجل تماما وليس للمجتمع بتقاليده البالية ان يحرم المرأة من الطلاق من زوج قاسي او نرجسي او اناني . وقال الأديب عبدالهادي عبر كلمته :
(الأديبةالعربية ايمان الناطور هي رافد عظيم يمتد من فلسطين الى القاهرة الى الوطن العربي بل والى العالم كله اذ استطاعت بروايتها هي وكورنا التي استطاعت الاديبة ان تجعلها رواية عالمية من الدرجة الأولى لانها تجنبت فيها السياسات والعقائد والاحزاب والتكتلات البشرية والدولية واستطاعت ان تصوغ الرواية على موقف عالمي موحد ضد فيروس عالمي يتضرر منه العالم كله فاستطاعت بهذا ان تجعل ارادة الانسان أقوى من فيروس كورونا فاذا دخلت احداث هذه الرواية تشعر فورا انك جزء حقيقي منها او احد شخوصها عبر انتقاء المفردات بطريقة تتعمق في النفس الانسانية بذكاء بل عبقرية واضحة.)
واوضح الاديب قائلا :
(الاديبة الدكتورة ايمان الناطور عندما قرأت لها ذكرتني بالاديبة الكبيرة الراحلة مي زيادة فهي تشترك معها في قصر الجملة وعمق المعنى والاسلوب الشيق لكن مع اختلاف الشخصية، الاديبة مي زيادة كانت تدور العقل الجمعي والعقل الخاص وهو طبيعة عقل المبدعين وقادة الفكر، اما الاديبة ايمان الناطور فقد انطلقت من نفس الدائرة لكنها استطاعت ان تخرج الى دوائر اوسع تحاكي قضايا مصيرية وطنية بالدرجة الاولى ثم عربية ثم عالمية برواية : هي وكورونا) .
واضاف الاديب حمدي عبد الهادي :
(كما ان للأديبة قدرات عظيمة في فن التنقل بين الأحداث بمعنى انها تنقلك من حدث لاخر دون ان تشعر بأنك خرجت من واقع الرواية فتجد نفسك -مع اسلوبها الفذ- تعيش في داخل الرواية وتتفاعل مع شخوصها بيسر حتى تنتهي من الرواية براحة وقناعة تامة وانت تشعر بانها قد عالجت قضية الرواية بشكل رائع تواترا من العقدة الى الحل ، وعندما قرأت الرواية شعرت بأنها اعدت لها جيدا وقامت بعمل بحوث حتى تجعل من الرواية عالمية بامتياز واردت في هذا المقام ايضا التنويه لمجموعتها القصصية قيامة امرأة حيث استطاعت الاديبة ان تحجز لها ايضا في ساحة القص القصير مكانا عظيما فقد عالجت هذه المجموعة قضايا هامة جدا صححت بها التشويهات التي طالت الدين الاسلامي في نظر الغرب واستطاعت ان تثبت ان الدين الاسلامي جاء لينقذ المرأة وليس كما يتصوره الغرب وفرقت بين مفهوم التقاليد الظالمة و الدين الاسلامي العظيم الذي جاء منقذا و رافعا لمكانة المرأة. واستطاعت ان تصنع تنويرات ذكية حدا بحيث تعيدك الى الجملة من جديد فتصل بالقارئ الى ما تريده هي و تتوخاه . في هذه المجموعة اخرجت الاديبة التقاليد من الدين الاسلامي واستطاعت ان تنتصر للمرأة التي تستسلم لرحل نرجسي وتستلهم كرامتها من الدين الاسلامي العظيم عوضا عن التقاليد المتوارثة . نعم استطاعت ايمان الناطور ان تصل بالقارئ الى هذه الناصية العظيمة. وتضرب الاعتقادات الغربية التي شبهت الدين الاسلامي بسجن للمرأة العربية .
وتحدث الاديب عن النقد الحداثي الحالي قائلا:
(النقد الاكاديمي يستورد نظريات ونحن لدينا كعرب نظريات عظيمة امثال عبد الحميد جودة السحار و ابراهيم المازني و محمد عبد الحليم عبدالله وعباس محمود العقاد والرحلة طويلة وتحمل اسماء عظيمة تخطوا هذه المسألة واستوردوا من الخارج فيعرض قصة لاديب ما ويطبق عليه النظرية فاذا تطابقت استحسن الاديب واذا لم تنطبق خذله وهذا لا يجوز لا ادبيا ولا نقديا . فالمفروض الا ينقد الاديب الا اديب مثله لينقل للناس حقيقة هذا الاديب وقدراته فحتى المواهب مستويات . ليست كل المواهب بنفس المستوى وساستحضر اسماء قديمة حتى لا ينزعج احد فمثلا القص عند نجيب محفوظ يختلف عنه عند عبد الحميد جودة السحار او محمد عبد الحليم عبدالله وهكذا مع اختفاظي بهذه الاسماء العظيمة. في النهاية اردت القول ان النقد الحديث وانا اقول تصوري في المؤتمرات والندوات التي حضرتها اننا لا نستطيع تطبيق نظرية على اديب حتى لا نظلمه فيجب ان نقرأ الاديب جيدا وانظر الى ما يتوخى في موضوعاته وقضاياه واسلوبه ومدى فعاليته واي القضايا يخدم . الاديب ليس انسان يتخيل او يقوم بالتخييل ، فالاديب اكبر من هذا التصور ولابد ان يكون لديه قضية ما يدافع عنها يقوم بعمل بحث مفصل عنها قبل ان يبدا بالكتابة كهذا المثل العظيم الذي يحضرنا في هذا اليوم وهي الاديبة العربية ايمان الناطور التي استطاعت بعبقريتها من خلال روايتها هي وكورونا ان تلتزم قضية عالمية وتتخلى عن اي اتجاهات اخرى لتكتب عن القضية العالمية بطريقة لم تترك مجالا لاتهامها بالعنصرية او التحزب والتقيد بأي قيود ما دون الانسانية المجردة فقد توسعت بقدراتها الابداعية الى العقل الجمعي العالمي مقابل فيروس يتضرر منه العالم كله، وقد نجحت بهذا نجاحا باهرا نهنئوها على هذا النجاح وعلى هذه الرواية وعلى كل ابداعاتها واسلوبها في القص القصير واستخظامها لمفردات رائعة جدا لا تحتمل التغيير واتحدث هنا عن قىاءتي الخاصة وقناعاتي الخاصة باعمالها الادبية بعيدة عن التكثيف وعن الفانتازيا و جملة قصبرة جدا بعيدة عن وتقفز بك الى تنويرات مبدعة جميلة ومضيئة جدا لتستفيد من القضية المطروحة باسلوب سحري فذ. اكرر تهنئتي للاديبة العظيمة التي شرفتنا في عاصمة الثقافة العربية .

التعليقات مغلقة.