بسيوني الجمل:
يناقش مؤتمر «الابتكار من أجل مستقبل أخضر» بجامعة كفرالشيخ، كيفية الوصول إلى الحلول المبتكرة القضايا البيئة، من خلال تحويل الأفكار إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، من أجل مستقبل أخضر وأفضل لهذا الوطن بفضل وعي ونضج شبابه، وقوة سيداته الداعمات للدولة.
والمؤتمر تنفذه وزارة البيئة، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وجامعة كفر الشيخ، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، على مدار ٣ أيام.
وأطلقت فعالياته اليوم الاثنين، الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء دكتور علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ، والدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، بقاعة المؤتمرات الكبري بجامعة كفرالشيخ.
بحضور الدكتور محمد عبدالعال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور إسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وإشراف الدكتور أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور علي صبري أمين عام الجامعة.
وبمشاركة لفيف من عمداء ووكلاء كليات الجامعة، والسيد ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم ادارة المخلفات التابع للوزارة، و طالدكتور حازم الظنان مدير البرنامج الوطنى وممثلى شركاء التنمية من هيئة التعاون الألمانى GIZ، والمهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة والمرأة بوزارة البيئة.
وأشار الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي انطلاقاً من الإيمان الراسخ بدور العلم والبحث العلمي في صناعة حلول مبتكرة لقضايا البيئة، وتماشياً مع استراتيجية مصر 2020، والتي تكرس مفهوم الاقتصاد الاخضر، حيث تعمل الجامعة جاهدة لترسيخ مفهوم الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة المواد، والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، من خلال برامج بحثية تطبيقية، وشراكات مع مؤسسات محلية ودولية.
وأضاف أننا أمام فرصة تاريخية لتعزيز الحوار بين صناع القرار والعلماء والمبتكرين والمجتمع المدني، لوضع خطط عملية تسرع التحول نحو مستقبل أخضر يحافظ علي حقوق الاجيال القادمة.
وفي ختام كلمته توجه الدكتور عبد الرازق دسوقي، بالشكر للمرة الثانية للدكتور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، علي اختيار جامعة كفر الشيخ شريكاً في هذا الحدث الوطني الهام، كما وجه الشكر لكل من ساهم في انجاز المؤتمر، متمنياً أن تثمر جلساته عن توصيات قابلة للتطبيق، وأن نخرج جميعاً برسالة واضحة، فالابتكار هو بوابة مصر الآمنة نحو استدامة الموارد، وحماية البيئة.
وفي بداية كلمتها أشادت الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد، بالجهود الحثيثة للطلاب والأساتذة وشركاء التنمية في دعم التحول الأخضر، خاصة مع الخطوات الجادة التي تخطوها الجامعة في هذا المجال لتكون في مصاف الجامعات الخضراء، وفي إطار استراتيجية الدولة لتمكين الشباب ودمجهم فى صناعة المستقبل الأخضر.
حيث يعد المؤتمر منصة لدعم افكار الشباب ورواد الأعمال فى المجالات البيئية مما يعكس التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيمانها بقدرة الشباب على إيجاد حلول مبتكرة تتحول بها التحديات الى فرص للنمو المستدام وتحقيق مستقبل اخضر.
واستعرضت الوزيرة رحلة مصر نحو التحول الأخضر في ظل التغيرات المتلاحقة على المستويين الوطني والعالمي، حيث أعدت مصر نفسها خلال السنوات العشر الماضية من خلال عملية ارتكزت على المورد البشري وفي مقدمته الشباب، بدعم وقيادة حثيثة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لرحلة التحول الأخضر العادل، الذي يراعي حق المواطن في حياة كريمة.
وأضافت أن الاستثمار في البشر هو المحور الأساسي لتحقيق التحول الأخضر، لذا نفذت وزارة البيئة العديد من حملات التوعية، مثل حملة “أتحضر للأخضر” في بداية ٢٠٢٠، واستضافة مؤتمر المناخ COP27، وبالتوازي مع العمل في منظومة ادارة المخلفات الصلبة البلدية، التي كانت تواجه العديد من التحديات مثل قلة المدافن الصحية وضعف البنية التحتية، والتي تم العمل على تأسيسها بشكل قوي بتمويل يقرب من ٢٦ مليار جنيه تمويل ذاتي من الحكومة المصرية، ليصبح لدينا حاليا ٢٧ مدفن صحي واكثر من ٢٠ مصنع تدوير وما يقرب من ٩٠ محطة وسيطة، وتك العمل في كل المحافظات معا من شمال مصر لجنوبها.
وشددت أن التحول الأخضر تطلب خلق أرض صلبة تمثلت في قانون داعم وبنية تحتية ومنظومة يتم فيها تحديد الأدوار والمسئوليات، في مختلف الملفات والمجالات، مشيرة لدور الشباب القوي في دفع اي ملف ومنها الفرق الكبير في الوعي بقضية المناخ بعد استضافة مؤتمر المناخ COP27 والمشاركة الكبيرة من الشباب فيه، فالتحول الأخضر يشمل كافة مناحي الحياة والعادات اليومية الحياتية.
كما استعرضت الوزيرة جهود الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية في تحويل مشكلة حرق قش الأرز من أزمة إلى فرصة اقتصادية، ومدى وعى المزراعين بأهمية تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها الى أعلاف وأسمدة، لتصبح دخلا إضافيا لهم ، موضحة أن كل ما نمر به في حياتنا اليومية مرتبط بشكل مباشر بالبيئة المحيطة بنا، كما أن لكل مشكلة بيئية حلاً ممكناً إذا ما فتحنا المجال لإطلاق مشاريع جديدة تساهم في معالجتها.
وأشارت إلى أهمية دور كل فرد في المجتمع في التحول نحو الأخضر، مؤكدة أن كل تحدى بيئي يمكن تحويله إلى فرصة، وموضحة أن التنفيذ الناجح يتطلب التعاون بين الدولة والمواطنين، لذا يضم المؤتمر على مدار الأيام الثلاث عدد من الخبراء والمتخصصين لمساعدة وتدريب الطلاب على كيفية تحويل الأفكار إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، من خلال دراستها اقتصاديًا، وتحديد طرق التسويق المناسبة، وتحليل المخاطر المحتملة وغيرها من الجوانب، معربة عن ثقتها في مستقبل أفضل لهذا الوطن بفضل وعي ونضج شبابه، وقوة سيداته الداعمات للدولة.
واستمعت وزيرة البيئة في نهاية الجلسة لأسئلة الطلاب ومقترحاتهم، فيما يخص مواجهة تحديات البيئة وتحقيق التحول الأخضر، مشيدة بالأفكار والحلول المبتكرة، ومثمنة الدور القوي للشباب في تحقيق مستقبل أخضر.
جدير بالذكر ان المؤتمر يهدف إلى تطوير مهارات 40 مشاركا من الشباب ورواد الأعمال على مدار ثلاثة أيام لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة في محافظتي كفر الشيخ والغربية ومنطقة الدلتا بشكل عام لتمكينهم من ابتكار حلول فعالة للتحديات البيئية والمتعلقة بالاقتصاد الدائري، وتغير المناخ، وإدارة المخلفات.
ويتضمن المؤتمر سلسلة من ورش العمل التدريبية التى صممت لتعزيز مهارات المشاركين فى تصميم مشروعات مستدامة قابلة للتنفيذ الى جانب استعراض دراسات حالة ونماذج ناجحة لشركات ناشئة فى مجالات البيئة، كما سيتم في ختام المؤتمر عرض الأفكار على لجنة تحكيمية متخصصة، وستقدم جوائز مالية لأفضل ثلاثة فرق فائزة.