حقل ظهر – أطاح بطموحات تحويل إسرائيل إلي دوله مصدره للغاز

بقلم – مهندس استشاري – هاني فاروق إسماعيل

عضو اللجنة العلمية – نقابه المهندسين المصرية

باتت إسرائيل تحلم بأن تكون علي خريطة الدول المصدرة للغاز الطبيعي وان تنعش اقتصادها خاصة بعد اكتشاف الغاز في شرق المتوسط. وكان لاسرائيل نصيب في اكتشافات الغاز حيث أنها الآن تملك حقلين من الغاز الطبيعي في شرق المتوسط.

الحقل الأول هو حقل تمار حيث قامت إسرائيل باكتشافه في يناير 2009 علي عمق 4900 متر تحت سطح البحر واحتياطي هذا الحقل 8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وذلك بعد حفر 5 ابار في هذه المنطقة من البحر المتوسط. وكان لهذا الحقل ظروف خاصة من خلافات أثيرت بين إسرائيل ولبنان حيث أن لبنان طالبت بأحقيتها في هذا الحقل حيث انه يقع في المنطقة ألاقتصاديه لها وتدخل حزب الله حيث انه أعلن بأنه لن يسمح لإسرائيل بإجراء عمليات الحفر في هذا الحقل وتم رفع موضوع النزاع الي هيئه الأمم المتحدة والتي أفادت بأحقية إسرائيل في هذا الحقل.

الحقل الثاني وهو حقل ليفياثان الذي تم اكتشافه في 2010 ويقع هذا الحقل ايضا في شرق المتوسط ويطلقون عليه بالحقل العملاق حيث ان احتياطي هذا الحقل من الغاز 18 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. وباكتشاف هذا الحقل العملاق باتت اسرائيل تحلم بان تكون دوله مصدره للغاز خاصة وان احتياطي الغاز حاليا لديها جعل إسرائيل تشعر بالاكتفاء الذاتي من الغاز ويمكن تصدير الفائض وخاصة أنها تسعي الآن لتطوير حقل ليفياثان للحصول علي اكبر قدر من مخزون هذا الحقل.

بدأت اسرائيل تضع خططا لتصدير الغاز وكان تصديرها للدول المجاورة ومنها مصر والأردن من أولي أولوياتها حيث انها اعتبرتها خطوه اخري لتعزيز العلاقات مع مصر والاردن وتكون ايضا وسيله لكسب المال. وكان ضمن مخطط اسرائيل ايضا ان تمد خط انابيب ثالث ليكون هذا الخط هو الوسيله لتصدير الغاز لمصر والاردن.

هنا وقف الحديث وتبددت الآمال والأحلام ….. في أغسطس 2015 اعلنت شركه ايني الايطاليه والتي تعمل في مجال التنقيب عن الغاز في المنطقه الاقتصاديه المصريه بمياه البحر المتوسط وعلي بعد 190 كيلومتر من شواطئ البحر المتوسط في المياه العميقه وعلي عمق 4131 متر اعلنت الشركه الايطاليه عن اكتشاف اكبر حقل غاز في تاريخ الاكتشافات في البحر المتوسط ويعد ايضا من اكبر الاكتشافات علي مستوي العالم حيث يبلغ انتاجه اليومي 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز واحتياطي هذا الحقل هو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.

باكتشاف حقل ظهر في المياه الاقتصاديه لمصر وبهذا القدر من احتياطي الغاز والذي فاق وحده احتياطيات الغاز اجمعها في اسرائيل قلب دبلوماسيه الطاقه في الشرق الاوسط رأسا علي عقب واطاح بأمال واحلام اسرائيل في تصدير الطاقه الي جيرانها والمنطقه المجاوره.

وبهذا الاكتشاف العظيم اصبحت مصر مؤهله لان تكون علي خريطه المصدرين للطاقه ليس فقط لجيرانها بل لاوروبا عبر خطوط نقل الغاز بقاع المتوسط.

ان الخير لمصر أت ليس من حقل ظهر فقط ولكن اراد الله ان يعيد لمصر مكانتها بين جيرانها لتفتح الخير لهم حيث ان حجم الاكتشافات المتوقعه في غرب المتوسط تفوق 230 تريليون قدم مكعب كأحتياطي وايضا المتوقع يفوق 210 تريليون قدم مكعب من الغاز كأحتياطي في منطقه خليج السويس والصحراء الغربيه.

ان مصر اتيه لتكون عملاقا بين جيرانها كما عهدناها وبهذه الاكتشافات سوف تضئ افاق الاقتصاد المصري.