كشف المنتج والمخرج القطري ناصر منصور الدوسري، ان شركة الخييلي القطرية للإنتاج الفني، ستتصدى لتقديم الجزئين الثاني والثالث من سلسلة مسلسل “حضور لموكب الغياب”.
ويروي المسلسل حكاية معاناة الشعب الفلسطيني الذي تهجر أبناؤه إلى دول الشتات بفعل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الدوسري، في تصريحات صحافية خاصة، انه ينتظر حالياً انتهاء الكاتب السوري محمد ماشطة من كتابة سيناريو المسلسل، لوضع الخطوط العريضة للخطة الزمنية الخاصة بالتصوير، بعد التعاقد مع ابطال العمل الذي سينطلق تصويره قبل نهاية العام الحالي.
وفسر الدوسري سر اهتمامه بإنتاج مسلسل يوثق المعاناة الفلسطينية، بقوله: “أؤمن بأنّ فلسطين هي القضية المحورية الأهم في المنطقة العربية منذ مائة عام وحتى الآن، وهي المعاناة الأكثر نبلاً والأشد ظلماً ضد شعب أعزل يواجه أعتى آلات القتل. وأعتقد أننا في قطر قد حددنا موقفنا منها منذ البداية، كبقية شعوب المنطقة كلها. القضية الفلسطينية استحوذت على اهتمامي منذ زمن بعيد، وعندما التقيت بالكاتب محمد ماشطة في الدوحة (نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) تعاقدت معه على مسلسل مكون من 90 حلقة يتصدى للقضية الفلسطينية بعنوان (حضور لموكب الغياب)، لكنه في منتصف العام 2020 طلب مني التنازل عن حقوقي في الحلقات العشرين الأولى من المسلسل، لرغبته في إنجاز العمل مع شركة إنتاج ألمانية. وبالفعل تنازلت له عن حقوقي لإيماني بأهمية خروج المشروع للنور، وعلمت لاحقاً أنه تم ربط الأحداث كونها تجرى في الأراضي الأردنية مع قصة لها علاقة بالمكان”.
وحول عودة التعاون مع ماشطة مجدداً في جزأي المسلسل الجديدين، وإعلان الشركة الألمانية هي الأخرى إنتاج جزء ثانٍ منه، قال الدوسري: “نحن بالأصل نملك قصة العمل وهذا يعني أننا معجبون بأصل الورق ومحاور القصة، بغض النظر عن الجزء الذي تنازلنا عنه لشركة أخرى، والجزءان الجديدان هما استكمال لالتزامات الطرفين التعاقدية، فضلاً عن كوني شخصياً يغريني جداً العمل على معالجة شخصيات نضالية تاريخية وقامات ثقافية عملاقة عاشت في لبنان وبعض الدول العربية والتعامل معها درامياً وإنسانياً، جنباً إلى جنب مع الأحداث المشوقة والجديدة التي تخوضها شخصيات العمل البطولية، وهذا النوع من الدراما يحتاج لعناية كبيرة وعميقة، وفي المقابل فيه أشكال كثيرة لإغرائي بخوض هذا التحدي”.
وحول الموقف القانوني للشركة من تنفيذ المسلسل، في ظل وجود قضية في المحاكم أقامها مؤلف العمل على الشركة الألمانية، أوضح الدوسري: “راجعت مع الكاتب موقفه القانوني بما لا يؤثر على مصالح الجزأين الثاني والثالث. إذْ إنّ اتفاق ماشطة مع الشركة الألمانية كان ينص على كتابة قصة وسيناريو الجزء الأول فقط، وبالتالي انتهت علاقته معهم بنهاية ذلك المسلسل، والقضية المنظورة بالمحكمة أيّاً كانت نتائجها، لن تؤثر على مشروعنا الفني، ونحن نثق بمصداقية الكاتب ليس فقط لصداقتنا القديمة، بل أيضاً لموقفه الأخلاقي تجاهنا عندما قرر استخدام جزء من حلقات الجزء الأول، فأعلمنا مسبقاً واستعدنا حقوقنا وكان بإمكانه حينها طلب التنازل عن كامل العمل لكنه لم يفعل”.
بدوره، لخص الكاتب محمد ماشطة أصل المشكلة التي رفع قضية بسببها أمام المحاكم الأردنية المختصة على الشركة الألمانية المنتجة للجزء الأول من مسلسل “حضور لموكب الغياب”، بقوله: “طلبت مني الشركة الألمانية معالجة درامية لفيلم بعنوان (وردة مخملية) مسجل باسمها أصولاً، ثم اتفقنا على صناعة مسلسل تلفزيوني ثلاثيني في بيئة أردنية فلسطينية متجانسة، وحيث أنه لم يكن بالإمكان تحقيق هذه المعالجة للفيلم بثلاثين حلقة، استعنت بجزء من مسلسلي (حضور لموكب الغياب) لتدعيم العمل وإنشاء محاور وشخصيات خاصة بالقضية الفلسطينية بعد استئذان شركة الخييلي القطرية، الشركة المالكة للحقوق رسمياً، لكنني تفاجأت لاحقاً بتسجيل عملي باسمهم في الأردن، فاضطررت لرفع دعوى أمام المحاكم الأردنية التي أثق بها ولاحقاً ستُرفع دعوى أمام المحاكم الألمانية للحفاظ على جميع حقوقي”.
واستبعد ماشطة الخشية من حدوث التباس لدى الجمهور، في حال خرج الجزء الثاني من المسلسل للجمهور برؤيتين فنيتين، بقوله: “إطلاقاً، لا أعرف محاور مسلسلهم، وهم كذلك لم يستلموا مني حلقات الجزء الثاني، لعدم وجود تعاقد بالأساس معهم سوى على الجزء الأول، وإن كانت قد حصلت بيننا محادثات شفهية عامة، ومن المؤكد أنهم سيستكتبون كاتباً آخر لإنجاز عملهم، في حين أن عملي هو التزام مسبق يجب عليَّ تنفيذه وعموماً سيكون المشاهد هو الحكم، والجمهور هو الفيصل والحكم النهائي لهم”.
وشدد ماشطة على أنّ فكرة المسلسل وحكايته ومحاوره ومفاتيح شخصيات الممثلين فيه هي من تأليفه، وأنه هو من يحرك مصائر شخصياتهم في المسلسل، ويضيف: “باستطاعة أي شخص أن يتحقق مما أقول بمتابعة صفحات الفنانين المشاركين في العمل على مواقع التواصل الاجتماعي، والعودة لجميع الأخبار المنشورة عن المسلسل قبل بداية عرضه الرمضاني، فسيجد أن كل الأخبار تقول إنني مؤلف المسلسل وكاتب السيناريو والحوار، لذا أنا أدافع بالقانون عن حقي الأدبي المعنوي”.
يعالج مسلسل “حضور لموكب الغياب” الذي عرض جزؤه الأول في الموسم الدرامي الرمضاني الماضي على شاشة تلفزيون قطر حصرياً النشأة التاريخية للخنجر المدسوس “الصهيونية” في خاصرة الأمتين العربية والإسلامية “فلسطين”، تزامناً مع تحول إمارة شرق الأردن إلى المملكة الأردنية الهاشمية ونزوح بعض أبناء الشعب الفلسطيني إليها، عقب النكبة ومن ثم النكسة ورصد حياة الشراكة في تلازم المسار الأردني الفلسطيني وصولاً إلى السبعينيات.
وسيرصد الجزء الثاني من المسلسل خروج الفصائل الفلسطينية من الأردن مروراً بسورية، وصولاً إلى لبنان، حيث يستقر أبطال العمل “كايد” (جهاد عبدو) و”وليد” (منذر رياحنة)، وعائلتاهما “سكينة” (رشا بلال) و”أميمة” (عهد ديب) و”نواف” و”هدلة” في مخيم تل الزعتر، بينما تلجأ بطلة العمل الصهيونية “داليا” (جفرا يونس) إلى أميركا، وتبقى على تواصل مع حبيبها “كايد”، وتعود إليه للإقامة إلى جانبه في لبنان أثناء فترة صعبة جداً من حياة نضال الشعب الفلسطيني في لبنان وسورية.
وتلقي الحرب الأهلية اللبنانية بظلالها الدموية على البلاد، لتنشأ قصص درامية جديدة مثيرة ومشوقة يتشارك فيها أبطال العمل الأساسيين المذكورين أعلاه، مع أبطال جدد من لبنان وسورية ومصر والخليج العربي، إذ يرصد المسلسل شبكة علاقاتهم الدرامية المتشابكة وصولاً إلى عام 1990 ما بعد اتفاق الطائف وانتهاءً بأوسلو.
التعليقات مغلقة.