مها السحمراني- لبنان
لم يسمع المبعوث الاميركي آموس هوكستين أي جواب عن الاسئلة التي حملها الى حزب الله لمعرفة مدى ارتباط الرد المتوقع على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر باتفاق وقف اطلاق النار في غزة، بل ظلت الاجوبة مبهمة والردود سلبية بكل ما يتصل بهذا الملف حيث نقل الرئيس نبيه بري كلاما واضحا ومباشرا لاسرائيل عبر هوكستين يشير الى أن رد الحزب على عملية الاغتيال انتقل الى مرحلة التنفيذ وأن القرار اتخذ منذ لحظة استهداف المبنى حيث كان يقطن شكر في الضاحية الجنوبية، وأن جبهة الاسناد وحدها مرتبطة بالحرب على غزة وموضوعة على طاولة المفاوضات.
الحزب، تجدد أوساطه التأكيد بأنه غير معني بكل ما يجري في قطر أو القاهرة، وجبهة الاسناد ستكون بحكم المنتهية عندما تعلن حركة حماس التوصل الى اتفاق مع اسرائيل لوقف اطلاق النار. أما مسألة الرد على اغتيال شكر فتوضح الاوساط أنه منفصل تماما عن مفاوضات غزة وستكون بالتوقيت الذي يسمح للحزب باصطياد هدف يوازي اغتيال شكر. اما توقيت نشر فيديو “عماد 4” واستعراض قوة الحزب تحت الارض، فتربط الاوساط تاريخ الاعلان بما يتم التداول به داخل الحكومة الاسرائيلية حول توجيه ضربة استباقية للحزب لتأمين الـ 10 كيلومتر والتي يتحدث عنها الاميركيون والوسطاء الآخرين مع الحزب. في هذا الاعلان بحسب الاوساط، يريد الحزب ايصال رسالة مباشرة الى حكومة نتنياهو مفادها ان ترسانته الصاروخية محررة من الكيلومترات وهي متواجدة في كل لبنان لان بعض الصواريخ طويلة المدى لا يمكن أن تكون على الحدود الجنوبية بل في مناطق بعيدة ومنصاتها مخفية ومتى لزم الامر يمكن اخراجها بسهولة من تحت الارض، لافتة الى أن الحزب يسعى الى تجنيب لبنان الحرب المفتوحة مع اسرائيل عبر سياسة الردع ولكن في حال تجرأ الاسرائيلي وهاجم لبنان عندها سيكون لتلك الانفاق الكلمة الفصل في الميدان وستفاجئ الاسرائيلي من حيث قوتها وحجمها.
فيديو “عماد 4” أقلق الفريق المعارض في الداخل، حيث تشير مصادر نيابية معارضة الى أن خطورة هذا الفيديو تكمن بكشفه لبنان أمام اسرائيل، مبدية تخوفها من توسيع رقعة قواعد الاشتباك في أي حرب مقبلة لأن الصواريخ البعيدة المدى التي يتحدث عنها الحزب لا يمكن وضع منصاتها عند القرى الحدودية بل تتواجد في بلدات لبنانية بعيدة عن الحدود كالبقاع الشمالي وتحديدا المناطق القريبة من محافظة عكار، محذرة من خطورة هذا الامر على البيئات الحاضنة للحزب والتي قد تنقلب عليه في حال وصل الخطر اليها. وتحذر المصادر من المستقبل القاتم للبنان في حال رفض الحزب تسوية أوضاعه في المنطقة فالقرار بحسب المعارضة تم اتخاذه في عواصم القرار وهو واضح لناحية نزع سلاح حزب الله والبدء بتسوية سياسية شاملة على مستوى لبنان، مشيرة الى ان واشنطن تدعم اسرائيل بأي قرار قد تتخذه في حال أصر الحزب على موقفه المتمسك بترسانته الصاروخية، فعندها لن يكون أمام لبنان الا مواجهة الحرب مع اسرائيل الرافضة لأي سيناريو شبيه بغلاف غزة على حدودها الشمالية.
التعليقات مغلقة.