حركة التصحيح و التجديد والابتكار في الأدب العربي
بقلم – د. عبير خالد يحيى:
جميل جدًا أن تأخذنا الحمية عندما نرى أحدًا يهاجم الوطن أو أحد رموزه ولو بسخرية أكانت مقصودة أم عفوية، الهجمة التي شنت على شيرين عبد الوهاب المطربة المصرية عندما سخرت من النيل لما طلبت منها واحدة من الحضور سماع اغنية ( ما شربتش من نيلها) و ردت عليها : (ح يجيلك بلهارسيا اشربي أفيان أحسن ) أبسط رد ممكن أن يرد عليها أن البلهارسيا استوطنته بفعل الإهمال والاعتداء عليه من قبل من يعيشون في خيره…
الناس هم من جعلوه يمرض بطفيليات البلهارسيا….
طبعًا أنا لست بصدد إبداء رأيي حول موضوع محاكمتها، لكن أستغل الفرصة لأطالب بهجمة مماثلة ضد الأدباء الذين يسيؤون لبلادهم ومجتمعاتهم عندما يظهرونها في كتاباتهم بأبشع صورة، الذين يسيؤون للمرأة بإظهارها بأحسن الأحوال منحلة، وعندما نقول لهم هذا لا يجوز يقولون نحن ننقل الواقع ! هل هذا هو الواقع؟ هل المرأة المصرية أو المرأة العربية هي في عرف أدباء الأمة هي شيطانة فاقدة للشرف والعفة؟
أين الخلفية الأخلاقية العالمية التي ينبغي للأديب ان يلتزم بها؟ والتي يتوجب على السلطات المختصة أن تحاسبه عند الإخلال بها؟
إن الأديب عليه أن يدرك حقيقة أنه يكتب أدبا وليس صحافة.. يكتب أدبا وليس سيناريو لفيلم إباحي هابط..
كفانا اسفافا، أتمنى ان تكون محاكمة المطربة شيرين محاكمة أدبية رادعة لمدعي الأدب، أهل الإسفاف والفضائح والدعاة إلى نشر الرذيلة وإشاعة الفاحشة وتشويه صورة وسمعة مجتمعاتهم…