بقلم – محمد عكاشة :
لم تَكُنِ المعاركُ المُحتدمةُ عند مُحيط سلاح المُدرعات ومُجمعُ الذخيرة جنوبي الخرطوم لتستلفتَ الناس رغمَ اهميةَ الموقع للطرفين سواءً الجيش يتحصنُ بها أو مليشيا الجنجويد والتي كادت تطيرُ شَعاعاً للاستيلاءِ عليه ولقد هاجمُته عَشرات المرات.
المعاركُ هنالك تشغلُ الناس بيدَ أن ظهورَ الفريق عبد الفتاح البرهان بكُل ألقابهِ ونياشينهِ وأحمالهِ وخروجهِ يتجولُ في أنحاء واسعة في أمدرمان أشعلَ فتيلَ وسائل التواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا وأشعل النارَ بين قادة الجنجويد وإعلامه فغضُ النظِر عن كيفية خروجه إلا أن ذا يدحضُ يُكذبُ الدعم السريع أنه يُسيطر علي القيادة العامة يُحاصر البرهان وقادةُ الجيش يحشُرهم في جُحرِ ضبٍ تحت ” البدروم ” وهم طوال الخمسةِ أشهرٍ الماضية لم يُعلن قائدهم بيانهُ من القيادة التي يُسيطر عليه ولم يستطعِ القبض علي السيد البرهان بحسبِ دعاواه لتقديمه للمحاكمة بعد استرداد الديمقراطية.
خروجُ قائد الجيش من الخرطوم إلي مدينة أمدرمان الحارة 100 إسكان الصحافيين يحتسي قهوتُه مَطلع الفجرِ من موقد السيدة ملاك بائعةُ الشاي علي قارعةِ الطريق وليس من داخل ثكنةٍ عسكريةٍ مُحصنةٍ باجناده فذا يدلُ دلالة.
ثم والسيّد البرهان في ذات الصباح ينُيخُ راحلتُه في قاعدة وادي سيدنا يؤكدُ اهميةَ الدور يقوم به سلاح الجو في ضرب مُتحركات المتمردين ثم هو يطيرُ إلي مدينة عطبرة حيث رمزية سلاح المدفعية واهميةُ دورهِ لاسنادِ قوات حسم المعارك في الخرطوم وهي إشارةِ مهمة للايام القادمة سوي أن زيارة جرحي العمليات تلقي صديً ايجابياً في نفوس أفراد الجيش ومثلُ ذلك قيامه باداء واجب العزاء في قائد الفرقة 16 الذي قضي غدارةً في دارفور إضافةً إلي زيارة قائد كتيبةُ البراء بن مالك فالاسلاميّون منذُ الوهلة يعلنون وقوفهم إلي جانب الجيش تصدرُ التعليماتُ إلي كتائب قدامي المُجاهدين والي شباب الحركة الإسلامية وهؤلاء إلي جانب قوات العمل وهيئةُ العمليات التابعة لجهاز الأمن والتي تم حلهُا إبان حكومة عبدالله حمدوك فهذا الثلاثي يُحدثُ فَرقاً في سيّر العمليات علي الأرض فمليشيا الجنجويد لا تنتشر في تشكيلات عسكرية وأنما أفراد وعصابات تتحصنُ ببيوت المواطنين تنهبُ وتسرق بالاستعانة بعصابات تسعة طويلة والنيقرز ولذا فإن قنصَ وقبضَ هؤلاء يحتاجُ قدرة القوات الخاصة علي الحركة في بعض الأحياء وهو ما سوفَ تقومُ به بحسبِ مصادرُ أمنية وعسكرية في عددٍ من حارات مدينةُ أمبدة وفي شرق النيل ويسبقُ ذلك رصدُ وقبض المُواطنين المُتعاونين مع الجنجويد.
الفريق عبد الفتاح البرهان بخروجه الصَاعق يهزمُ إدعاءاتِ الدعم السريع وهرطقات مٕستشاريها في الفضائيات ويؤكدُ قدرةِ جيشه علي حسم التمرد رغمَ تطاولِ أمدُ الحرب وتزايدِ مُعاناة اهل الخرطوم ودارفور وغرب كردفان وهم يقعونَ تحت نيّر انتهاكات مليشيا الجنجويد.
خروجُ البرهان وجولاته تحملُ دلالةً سياسيّة علاوةً علي التاكيدات والتطمينات العسكرية فما أعلنته وزارة الخارجية بسحبِ الجوازات الدبلوماسية لبعض عُضويةُ مركزي الحرية والتغيير لم يكن خبطَ عشواء أو قرارٌ يصدر اعتباطاً في هذا التوقيتِ الذي تشتدُ فيه المعارك وتتسعُ فيه دائرة الإدانات من مُنظماتٓ دولية وحقوقية لانتهاكات قوات الدعم السريع فقرارُ سحب جوازات هؤلاء مع خروج قائدِ الجيش في جولاتٍ مُحتملة لعددٍ من العواصم المُنشغلةُ بالحرب هو إشارةٌ واضحة لاتحتاجُ إلي نضارة نظر بأن المجلس المركزي قوي الحرية والتغيير لم يعُد ضمن أي عملية سياسية قادمة علي إطلاق.
رئيسُ مجلسُ السيادة السوداني من المُرجح قيامهُ بجولات إلي أنقرا لتهنئةِ الرئيس رجب طيب اردوغان بفوزه بولاية أخري ولأن تركيا في ظلِ اداراته ظلت أكبرُ داعمٍ للخرطوم وللجيش السوداني قبل الحرب من خلال مشروعاتٍ تنموية ضخمة والزيارةُ من جهةٍ اخري تدعيمٌ لعلاقاتِ البلدين ولدور تركيا للمساعدة في إعادة البناء والتعمير بعد انتهاء الحرب فضلاً عما يُمكن أن تُقدمه من دعم عسكري للجيش السوداني وتركيا تفعل بشكلٍ مُعلن دون إغضاء.
السيّد البرهان من المتوقعِ أن يقومَ بزيارةٍ خاطفة إلي الدوحة حيثُ ظلت قيادةُ دولة قطر تلعبُ أدواراً مُتعاظمة في الشأن السُوداني مُنذ رعايتها لمفاوضات دارفور قبل بضعةِ سنوات ثم وهي منذُ نشوب الحرب تمدُ جسراً إلي ميناء بورتسودان لتقديم معونات طبية وغذائية للمتضررين من الحرب وقطر لا تكادُ تُخفي دعمها للسودان وحكومته وجيشه وهي علي الرغم من الموقفِ المؤسف الذي تعرضَ له وزيرُ خارجيتها ابان أيام ثورة ديسمير إذ قام وقتها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان حميدتي بارجاعِ طائرته من الجو وهي قادمةُ إلي الخرطوم بحُجة أنه لم يُقم بالتنسيق معهم علي الرغم من أن وزارة الخارجية الجهة ذات الصلة فعلت وان الخارجية القطرية اتبعت الإجراءات الرسمية المُتبعةُ بشأن الزيارة.
زيارةٌ مرتقبةِ ومهمةٌ بالضرورة ضمن مُقترحات جولات القائد الأعلى للقوات المسلحة إلي المملكة العربية السعودية حيث أن الجيش كطرفٍ في النزاع أكد أكثر من مرة تأييده منبر جدة والتزامهِ بنتائجِه بل وأكد بالتزامه الهُدنة كل مرة تخرِقُها مليشيا الجنجويد فزيارةُ المملكة تعزيزٌ لجهودِ المنبر ولاطلاعه علي الجند الانساني يستصحبهُ فلقد أهابت الخارجية السُودانية قبل بضعةَ اسابيع بالمجتمع الدولي والمُنظمات والدول الشقيقة العمل علي تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إذ غَدت الحوجةُ ماسةٌ إلي الأغذية والأدوية في مُعظم ولايات السودان ثم وهو يفدُ مدينةُ جدة قائداً للجيش طرفُ النزاعِ الأول ويُسجلُ في دفترِ الحضورِ والغياب لقائد الطرف الثاني حَضَرنا ولم نجدُكُم.
التعليقات مغلقة.