حتى لا نخسر الرهان على وعى المواطن
بقلم الدكتور: أحمد عيسى
أعزائى القراء منذ بداية أزمة كورونا وصقور الهيئة العامة للإستعلامات لا تألوا جهدا فى دعم الوطن والمواطن من خلال برامجها التثقيفية لرفع وعى المواطن والذى ما زالت الأمال معقودة عليه ضمن حزمة من الإجراءات المتاحة لتخطى أزمة كورونا بأقل خسائر ممكنة إن شاء الله .
نعم الرهان على وعى المواطن ولكن أسمحوا لى أن أسأل بعض الأسئلة والتى أعترف بأنها ليست أسئلة بريئة ، هل الرهان على وعى المواطن سينجح مع أى مواطن يعيش فى البلد ؟
ومن هو المواطن الذى سنراهن على وعيه لتخطى أزمة كورونا بنجاح ؟
مما لا شك فيه أن المواطن الذى يراهن الوطن على وعيه ، والذى تراهن معالى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة على وعيه هو المواطن الذى شرب حب هذا الوطن فى طفولته حتى أثمر وأينع فى كبره .
فى البداية دعونا نتفق أنه ليس كل من يعيش على أرض هذا الوطن يعتبر مواطن كامل الوطنية ، أو مواطن توفرت فيه الصفات التى تجعل الوطن يراهن على وعيه وهو مطمئن إلى أنه لن يخيب الظنون فيه والتوقعات .
إن المواطن الذى نراهن على وعيه يجب أن تتوافر فيه شروط وإن لم تكن متوفرة فإن توفيرها يقع على عاتق صقور الهيئة العامة للإستعلامات فى كافة أنحاء الجمهورية ومن بعدهم صقور الإعلام والعلاقات العامة فى مختلف أنحاء الوطن .
إن المواطن الذى تبنى الحكومة الأمال عليه وعلى وعيه حتى نجتاز محنة كورونا ينبغى أن يتوفر فيه ثلاث شروط أساسية وهى ملخصة فى كلمة (وعى ) على النحو التالى الذى قمت بإبتكاره حتى أسهل الأمر على الأجهزة المعنية برفع وعى المواطن وهذه الشروط هى :
الشرط الأول : ولاء
وهو يبدأ بحرف (و) وهو ولاء للوطن ، وأعتقد من وجهة نظرى أنه مهما ناشدنا فى كافة وسائل الإعلام فلن يتحرك أى شخص ما لم يكن لديه رصيد كبير من الولاء والإنتماء لهذا الوطن .
إن الولاء يعتبر الخطوة الأولى لكى نبدأ فى تشكيل وعى وطنى سليم وصحى لدى المواطن ، لأن الولاء وحب الوطن وحده يعتبر الرقابة الشخصية لدى كل مواطن والبوصلة المحركة فى الإتجاه الصحيح للقيام بالمطلوب منه تجاه أزمة كورونا على أكمل وجه .
إن غياب الولاء من المواطن يجعل منه شخص فارغ من الوطنية ،فارغ من كل الإلتزمات تجاه وطنه الذى يعيش فيه وينال من خيره .
مما سبق يتضح جليا أهمية تشكيل برامج سريعة حتى ولو بنظام الأونلاين يتم تصميمها من قبل خبراء الرأى العام ، وتكون مهامها الأساسية هى قياس الولاء لدى المواطنين ، وثانيها تعميق الولاء وحب الوطن ، لدى المواطنين ، ولكن ليس هذا الحب الذى قد يتغنى به البعض مع الأغانى الوطنية ، وإنما أقصد الحب الذى يجعل بداخل كل منا طاقة تدفعه لفعل كل التعليمات الوقائية بإستماتة دون أدنى تذبذب ، وهذا الولاء عندها سيكون حجر الزاوية الذى سننطلق منه نحو الوعى الذى تراهن عليه وزارة الصحة وأجهزة الدولة لتخطى هذه الأزمة إن شاء الله .
الشرط الثانى : علم وعمل
الشرط الثانى كما ذكرت وهو الحرف الثانى فى كلمة (وعى ) وهى محور مقالى اليوم ، وهو يبدأ بحرف (ع) وأرمز به إلى كلمة علم وعمل .
إن الوعى ما لم يكن معتمدا على علم وعمل فهو وعى أجوف خاوى من محتواه ، والوعى ما لم يكن قائما على علم وعمل فلن يتعدى كونه شعارات رعناء .
بعد تشكيل الولاء لدى المواطن على صقور الإعلام عامة والهيئة العامة للإستعلامات خاصة ومنظمات العلاقات العامة بشكل عام أن تدعم هذا الولاء بعلم وثيق يمكن المواطن من العمل على الخطط الموضوعة من قبل الهيئات المعنية للخروج من أزمة كورونا بأقل خسائر ممكنة .
الشرط الثالث : يدعو غيره ويحفز
الشرط الثالث لكى يكون هناك وعى حقيقى لدى المواطن هو أن يتم تحويله من مجرد مواطن متبع لتعليمات وطنه ، إلى مواطن إيجابى مبادر بدعوة غيره من المواطنين للإمتثال لتعليمات الوقاية من هذا الوباء ، وليس دعوتهم فحسب ولكن أيضا يمنع أى تقصير فى إتباع الإجراءات التى أتخذتها الدولة ، نعم يمنع ويقاوم أى خرق للإجراءات المتبعة من قبل الدولة للخروج من هذه الأزمة بسلام إن شاء الله ، وأقل درجات الإيجابية هذه ، هى أن يقوم بدوره الوطنى كمواطن واعى فى نصح المقصرين من المواطنين ، وأعلى درجات الإيجابية هى الوقوف فى وجه أى مقصر بالتعاون مع أجهزة الدولة وقيامه بالإبلاغ عن أى صورة من صور أختراق إجراءات الوقاية أو أى صورة من شأنها إحداث تفشى لهذا الوباء لا قدر الله .
مما سبق نكون قد خلصنا إلى حقيقة مفادها ، أنه قبل أن نعول على وعى المواطن علينا أولا بناء وعى سليم قائم على هذه الثلاثة شروط التى ذكرتها فى هذا المقال والملخصة فى كلمة (وعى ) ، وأعان الله صقور الإعلام والهيئة العامة للإستعلامات فى القيام بهذا الدور الوطنى الحساس فى هذه المرحلة من تاريخ الوطن ، حفظ الله مصر من كل سوء ومكروه ووفق رئيسنا وقياداتنا وأعانهم على مسئولياتهم