كتب_ يوسف سلامة
الحبة القاتلة تباع في محلات المبيدات الزراعية و12 الف صيدلية وعيادة بيطرية، الامر الذي يجعلها منتشرة بشكل عشوائي وفي متناول الكبار والصغار الراغبين في الانتحار.
رغم المطالبات المستمرة بمنع بيع حبة القمح القاتلة بشكل عشوائي للشباب الذين يستخدمونها للانتحار، لقي ثلاثة شباب من أسرة واحدة بالبحيرة حتفهم إثر تناول اثنتين منهما حبة الغلال القاتلة للانتحار، حيث تناولتا طالبتين إحداهما تبلغ 17 عاما، وابنة خالتها 15 عاما “القرص المسموم
وتبين أن حبة القمح التي تتسبب في الموت السريع والتي فتكت بأرواح العديد من المواطنين وخاصة الشاب اللذين وصل عددهم العام الماضي إلي 350 شابًا وفتاة لقوا حتفهم بعد تناولهم القرص القاتل رغبة في الانتحار.
وتستخدم حبة الغلال في الأصل لحفظ الغلال أطول فترة ممكنة وحمايتها من التسوس فهي تعتبر مبيد حشري يستخدمها العديد من الفلاحين ويحصلون عليها بشكل مباشر من محلات المبيدات الحشرية والصيدليات رغم التحذيرات من وزارة الصحة بخطورة “القرص المسموم” علي الفتك السريع وفي الوقت نفسه ليس له مصل للتعافي منه، لذا يعد القرص وسيلة الموت الذي لا رجوع فيه.
وفي هذا السياق قال الدكتور، محمد عز العرب، مستشار المركز المصري للحق في الدواء، إن حبة القمح حين يتم ابتلاعها تنتج غاز الفسفور الذي يقتل علي الفور، لذا وجود مثل تلك المواد القاتلة في الصيدليات أمر غير مقبول من الاساس حفاظًا علي صحة المصريين، مطالبًا وزارة الصحة بتشديد الرقابة علي الصيدليات ومنعها من بيع أي مواد تهدد صحة المصريين.
كما تؤكد الدكتورة سحر عبدالعزيز الدكرورى، رئيس قسم الطب الشرعى والسموم بكلية طب المنصورة ومدير وحدة السموم بمستشفى الطوارئ، أن خطورة «حبة الغلة» تكمن في إطلاقها غاز الفوسفين «شديد السمية» وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له وقالت «إن 500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان». في حين أن علبة الأقراص مدون عليها أن القرص الواحد ينتج 1 جم من غاز الفوسفين «فوسفيد النيتروجين
وتشير (الدكرورى) إلى أن من 250 ألفا إلى 370 ألف شخص يموتون على مستوى العالم من تناول المبيدات وأنها المسؤول الأول عن ثلث حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم في عام 2018.
وقالت إن حبوب الغلة تتفاعل فور دخولها معدة المريض مع المياه وعصارة المعدة وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز، ولذلك يصعب التكهن بالمتسبب فور مشاهدة المريض إلا في حالة إخبار المريض أو أحد أفراد أسرته بتناول «حبة الغلة» ويتم التعامل مع الأعراض التي تظهر على المريض بخلاف إجراء تحاليل معملية مثل صورة الدم وتحليل الغازات في الدم لاكتشاف نوعية الغاز الموجود بالجسم وأشعة على الصدر وبعض الحالات تحتاج لأشعة مقطعية وخلال مدة الكشف قد يتسبب التأخير في تدهور حالة المريض حيث يتسبب الغاز في توقف أجهزة الجسم تباعا لذلك يتم التعامل فورا مع الأعراض الظاهرة مباشرة ولذلك يسمى الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت، لأنه يقتل المريض دون أن يعلن عن نفسه بشكل ظاهر».
وكشفت عن أن من الأخطاء الشائعة في التعامل مع التسمم بحبة الغلة هو إعطاء المريض المياه قائلة «أخطر شىء هو إعطاء المريض مياه لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام ولذلك ننصح بعدم إعطاء المريض أي نقطة مياه ولا يتم عمل غسيل المعدة التقليدى ولكن يتم عمل غسيل المعدة ببيكربونات الصوديوم وزيت البرافين حيث ينشىء وسطا يمنع التفاعل أو يمنع انتشار الغاز بأنحاء الجسم»
وأضافت «يتسبب غاز الفوسفين في تلف في كل أجهزة الجسم ويسبب انخفاض ضغط الدم بالصدمة وخفقان بالقلب وارتفاع في السكر والصدمة الحرارية وانهيار القلب والأوعية الدموية وضيق التنفس الحاد والفشل الكلوى وغيرها من الأعراض الحادة». ونصحت الدكرورى بضرورة نقل المريض سريعا إلى المستشفى فور تناول «حبة الغلة» وسؤال استشارى سموم عن خطة غسيل المعدة ومنع تناول المياه وقالت«يمكن إنقاذ المريض خلال ساعتين من تناول القرص ولكن بشرط عدم تناول الماء».
وأشارت إلى أن وحدة السموم بمستشفى الطوارئ استقبلت 500 مريض خلال عامى 2018 ومنتصف 2019 تناولوا مبيدات كان أغلبهم ممن انتحروا بحبة الغلة وكانت حالات الوفاة بينها تمثل أكثر من 90 % بسبب عدم السرعة في الوصول إلى المستشفى وتناول المياه مع الحبة أو بعدها.
وقالت الدكتورة نادية حلمى، مدير مركز معلومات وعلاج السموم التابع لمديرية الصحة بالدقهلية، إن المركز استقبل أكثر من 100 حالة لم ينج منها سوى حالتين فقط، موضحة أن الأعداد تتزايد بسبب انتشار «حبة الغلة» التي أصبحت في متناول الجميع، لافتة إلى أن نسبة المراهقين في الحالات المحولة للمركز أكثر من 70%. وأضافت: «فى أوقات بتزيد فيها حالات الانتحار مثل أيام الامتحانات ونتيجة الثانوية العامة ولذلك ننصح الآباء بمراقبة أولادهم جيدا وبنحاول من خلال المركز نعمل توعية للناس علشان خطورة تناول «حبة الغلة»، لأنها تقتل في صمت ولكن المريض يشعر بآلام رهيبة عقب تناولها بسبب انطلاق غاز الفوسفين بالجسم لأنه بيعمل حرارة شديدة ويمكن أن يسبب انفجارا في المعدة والأعراض التي تظهر مختلفة حسب اتجاه الغاز داخل الجسم لأنه بيهاجم الأجهزة ويدمرها وبنقول للناس ممكن يعطوا المريض زيت البرافين أو زيت جوز الهند قبل نقلهم للمستشفى، لأنه بيغطى غشاء المعدة ويمنع تسربه كما أنه بيغلف الحبة ويمنع تفاعلها مع حمض المعدة». وأكدت أن رخص ثمن «حبة الغلة» سبب رئيسى في تداولها بين الناس وقالت «هناك مطالبات بحظر تداولها وجامعات المنصورة والإسكندرية والمنوفية أطلقت مبادرات لحظر بيعها بالأسواق المصرية»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حظرت تداول غاز الفوسفين أو منتجاته منذ بداية التسعينيات وتم تصنيفه كغاز سام يحظر تداوله وذلك وفقا لإدارة الصحة والأمان الأمريكية.
التعليقات مغلقة.