مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حازم مهنى يكتب : سقط الساتر فانكشف المستور

4

بقلم الصحفى حازم مهنى :

سقط اللباس فأنتصبت الأقلام ،كان هذا هو عنوان المقال ،فأستحى قلمى و أنكمش متجمّداً مكانه ،رغم أنّ اللباس فى اللغة هو ما يُغطِّي الجِسْم ويستُره، ما يُلبَس ، من ثَوْب ، “إرتدى لِباسًا جديدًا” ، فما بالنا بالفن السينمائى الجديد (فن سقوط اللباس ) الذى يسقط على العين مباشرة فتترجمه كل الحواس ،

ومن المسلّمات أنّ الإيحاء ،و الخيال هو أحد أدوات الإبداع الفكرى ،والفنّى ،له أثر عميق على النفس ،و له معنى ،ومغزى ،وإتجاه ،يسحب إليه مُتَلَقّيهِ ،

مُنقاداً بأريحيّة بإرادته ،فيحرّك مشاعره ،ويؤثر فيها مباشرة ،ويؤجج الخيال ،و يُفَتّق الذهن ،كبصمات الأصابع على الجسد ،تترك آثارها .

و الفن رسالة ،بل رسائل راقية ،حتى التسلية فهى ترويح للنفس ،و ما أخطر الرسائل ،خاصّة الخبيثة الغير مباشرة ،والأصل فى الفنون الراقية بألوانها المختلفة ،خُلِقَت لترتقى بأحاسيس الإنسان ،لتأكيد ،والإرتقاء بقيم الجمال ،والتذوق ،والأخلاق ،و المبادئ ،( كما يقول المثل : رفع كفاءة البنى آدم ) ،

لأن ذلك يؤثر على جيل بكامله ،فى ذوقه ،و سلوكه ،ومفاهيمه ،و إنتمائه ،كل مكونات شخصية المجتمع تتأثر بنسب كبيرة جداً ، فحين تجد إنحراف فى الذوق العام ،وسلوكيات المجتمع ،فما ذلك ، إلا لإنحراف رسالة الفن ،أيضاً بجانب باقى عناصر البناء.

قد يهمك ايضاً:

و تزداد خطورة الرسالة حين تتميّز بالحبكة ،فتؤثر على الوعى ،وتخترق الوجدان و المشاعر ،بطريقة غير مباشرة ،فتصل فوريّاً ،وتنتشر ،بكل تداعياتها ،فى المشاركة و التكوين لبناء الإنسان ،و المجتمع إذا كانت إيجابية ،

أو هدمه حين تكون سلبية ،والهدف السلبى ،والإيجابى يكون محدد سلفاً بالقصة و السيناريو ،والمعالجة البصرية (السينمائية).
والأخطر حين لا تجد من ينتقد هذه الرسائل السلبية ،والأشدّ خطورة من يدافع عنها بطرق ملتوية ،و تغيير الحقائق ،أنها رسائل مسمومة يصنعها من يريد الهدم ، ويحارب البناء ،ولا يفعل ذلك إلا أعداء الوطن ،بمشاركة مقصودة من البعض ،

والبعض الآخر قد يكون تمّ تورّطه ،فحين نجد أن مؤشر الصواب إنحرف عن الطريق فلابد أن هناك من غيّر إتجاهه ، وغالباً تكون يد خفيّة ،إستغلّت بعض الضعفاء ( فنّيّاً ،و نفسيّاً ) ، فحين تعتزل فى 2011 عام وعمرها حين ذاك 26 سنة ،أجمل نجمات أفلام البورنو ،عن تمثيل الأفلام الإباحيّة ،مثل النجمة الشابة الجميلة ( برى أولسون – Bree Olson) مواليد 1986 حالياً عمرها 35 سنة ،رغم قناعتها بأنّ جسمها ملكها فقط و حرّيتها لا يملكها غيرها ،

ولكنها قالت : أدركت أن البعض يخشى علي أطفاله منىِّ ،والبعض يتجنّبنى ، فتألمت كثيراً ،فقررت الإعتزال ،و تبنَّت حملات مناهضة الأفلام الإباحيّة ،ما هذه الشجاعة ،وهذا النّقاء ،و الوضوح ؟ تحيّاتى لك سيدة : برى أولسون .

متى يعود للفن سلطانه ؟ متى تعود للفنون المصرية مكانتها التى تناسب مكانتها التاريخيّة ؟ متى يعود الفن رسالة راقية ،تُعالج ،وتبنى ،لا تهدم ، لتشارك فى بناء جيل مثقف ،واعى ،راقى ،ذوقاً ،و خلقاً ،وسلوكاً ،فتعود للنهوض من مستنقع الأفكار الغربيّة التى يستهجنها الغرب نفسه

،وما أكثر الروائع الغربية العالمية فى سماء الأدب ،لكنكم تحبون نوع آخر من الأدب ، (ده الفيلم إسمه : غرباء) ؟ حاجة غريبة جداً ، ده أنتو ناس غريبة ؟ هل نضب الإبداع ،و المبدعين ؟ أبداً ،فما أكثرهم فكراً ،و إبداعاً ،
لكنكم لديكم أجندة ؟؟ ظنّ البعض أنها مستورة ؟ لكنى أقولها لكم قولاً واحداً ، أسقطتم اللباس ،فسقط المستور ،لقد سقط ساتركم ،و سِتركم ، فلقد … سقط الساتر فانكشف المستور .

التعليقات مغلقة.