مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حازم مهنى يكتب ..رمضان شهر الاحسان

90

حسن المعاملة واجبٌ شرعيّ ، أمر ربّانى من الله بالحسنى إلى الناس ،حيث قال تعالى: «..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً..» (البقرة: 83) ،

وقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ – سورة الحجرات  (12) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا. – أخرجه أحمد والبخاري

وسيرة رسولنا (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على حسن تعامله مع الناس كافة ،شهد له بها العدوّ قبل الصديق ،و من ذلك أنه عندما كان في الطريق إلى فتح مكة ،و لقيه كفار قريش الذين أذاقوه وأصحابه أشد الأذى ،واتهموه (صلى الله عليه وسلم) بالجنون والسحر،فما كان منه (صلى الله عليه وسلم) إلا حسن المعاملة والرفق واللين ،وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» (يوسف: 92) ، وهذه العظمة في المعاملة جعلت غير المسلمين ،يعترفون بسمو خلقه وحسن تعامله (صلى الله عليه وسلم) مع الناس كافة ،و يعدُّونه الرجل الأول من عظماء البشرية ( كتاب المائة الأوائل ،لمايكل هارت، ص21 ). 

فهل نحن كمسلمين نعرف قدر نبيّنا  صلى الله عليه وسلم ؟هل نحن مسلمون حقاً ؟ هل نعمل بحسن الخلق ؟و حسن المعاملة ؟و الدين المعاملة ؟وكل منا يحب لنفسه ما يحب لأخيه ؟هذا ما أمرنا الله و رسوله ،فهل نحقق ذلك ؟ قد يكون هناك البعض ، لكن أين الجميع ،تأخذنا أمواج الحياة العاتية فيقسوا بعضنا على بعض ،و نلوم الزمن ، ياللعجب ؟  فلنراجع أنفسنا ، وأنا أولكم . دائما نتذكر أن الله فى السماء ،وأبوابه مفتوحة دائماً ،لمن أراد الرجوع إليه .

قال النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، وليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلُق» .

بعض المسلمين يرددون عبارة «الدين المعاملة»، ويظنها بعضهم حديثاً نبوياً ،و هي ليست كذلك ،ولكن معناها صحيح باعتبار أن المعاملة الحسنة مع الله والخلق مطلوبتان، وهذا الأسلوب يراد به التأكيد على الأهمية كقوله (عليه الصلاة والسلام): «الدين النصيحة» (رواه مسلم، كتاب الإيمان، رقم 205). 

ومن معانى حسن الخلق : أن يكون بّراً ،وصولاً ،وقوراً ،صبوراً ،شكوراً ،راضياً ،حليماً ،رفيقاً ،عفيفاً ،شفيقاً ،لا  لعاناً ،ولا سباباً ،ولا نماماً ،و لا مغتاباً ،و لا عجولاً  ،ولا حقوداً  ،ولا بخيلاً ،ولا حسوداً ،بشاشاً ،هشاشاً .

* من أهمِّ الأخلاق التي يجب أنْ يتَّصِف بها الإنسان عامة ،والموظف والعامل وصاحب العمل ،الرئيس ،و المرؤس ،الحاكم ،و المحكوم ، هو  «حسن التعامل مع الآخرين»، وهي صفة جامعة للعديد من الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل منا في عمله ،من بشاشة واهتمام بالآخرين ،واحترام للزملاء والمراجعين ، و تقديم النصح ،و حب الخير ،و حسن المعاشرة مع الجميع ،و حسن المعاملة يحتاجه الموظف مع  رؤسائه  ،و زملائه و مرؤوسيه ،و كذلك العملاء ،والمواطنين ،و كل من يتعامل معهم ؛فالرؤساء والمديرون في العمل لهم حق المعاملة الحسنة ؛لأنهم أقدر ،وأكثر خبرةً في العمل غالباً ،و حسن التعامل معهم يظهر في تنفيذ رغباتهم وتعليماتهم ،و يجب على الموظف إحسان الظنّ بهم ،و حسن التعامل معهم ،فإذا سادت تلك الروح الإيجابية في العلاقة بين الرئيس والموظفين انعكس ذلك تلقائياً على كسر الروتين الوظيفي ،و إشاعة روح المحبة والألفة في بيئة العمل ،والوطن .

* والمرؤوسون لهم حق المعاملة الحسنة ،لأنهم مساعدون للرئيس والمدير في عمله ، فلولاهم  ما استطاع الرئيس أن ينجز مهامه ،و من المنطقي أن يكون الرئيس والمدير قدوةً لموظفيه ومرؤوسيه في التعامل الحسن ،فإذا كان يتعامل معهم بالملاطفة والتبسم وترك التكلُّف ،و تسهيل المهمات ،و التغاضي عن الهفوات ، والصدق والعدل ،فإنهم سيكونون كذلك مع بعضهم ،ومع غيرهم ،بل سيظهر مردود ذلك في عملهم وإنتاجهم في حسن معاملتهم لموظفيهم .

* والعملاء لهم حق المعاملة الحسنة ،لأن رضاهم هو مقياس نجاح المؤسسة أو الشركة ، فانطباعهم عن المؤسسة أو المصلحة يعكس رأيهم في تعامل موظفيها ،ولأنهم أصحاب حاجة ،فإن لم تستطع أن تقضي لهم حاجتهم فلا أقلّ من أن ينصرفوا مسرورين بما وجدوه منك من حسن التعامل .

* إنّ إفتقادنا لحسن التعامل هو سبب ما فيه العالم من أزمات ،ومشكلات .  

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

إن حسن التعامل مع الآخرين ( عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ) هو المفتاح السحري لكل مشاكل الحياة ،

إنّ حسن تعاملنا مع بعض يهون الصعاب ،حين يضع كل منا مكان الآخر ، ،فهو الذي تستطيع من خلاله ـــ كموظف أو قيادي ـــ أن تكسب قلوب من حولك ،مع أن ذلك لا يكلِّف شيئاً كثيراً ،و لكن آثاره عظيمة جدّاً على مستوى الفرد والمؤسسة والمجتمع. 

 

ومضات : 

* –* _* إفتكر وإنت بتفطر ،و إنت بتصلى ،إنك أذيتنى ،وظلمتنى ،وتقوّلت علىّ  ،وعند الله يجتمع الخصوم ،يا ترى هتقول لربنا إيه ؟لما يسألك عنى ؟فيم ظلمتنى ؟ربنا يهديك ،ويردك ردا جميلاً ،و تطلب السماح ممن ظلمت ،وهيسامحك لأنه طيب .   

 1- ليس من الأخلاق أن نستقبل رمضان بالصواريخ و الضجيج ،والإزعاج ،ذلك ضرر شديد  و سوء خلق ،فالضرر من فعل الشيطان .

2 – ليس من الأخلاق أن نضمر الحقد ،والحسد لبعضنا البعض .

3 – ليس من الأخلاق أن نظلم بعضنا البعض ،لا قولاً و لا فعلاً  ،و لا نرضى بالظلم لغيرنا ،فما لا نرضاه لأنفسنا لا نرضاه لغيرنا .

4 – خلقنا بنا ضعف للشهوات ،لكن بنا قوة العزيمة والإيمان والمغفرة ،

5 – الميل للشهوات ضعف بالنفس البشرية يحفظنا الله و يعفو عنا ،و يغفر لنا ضعفنا ،لكن إستخدام قوتنا و ما رزقنا الله من منصب أو مكانة ،فى الظلم ،و المكائد ،والأذى بأنواعه لفظا ،أو فعلاً ،ذلك فعل الشيطان إبليس و أبنائه (مع سبق الإصرار على الأذى و الشرّ)،فأحذر ،و أنتبه و راجع نفسك ،و كلّ ابن آدم خطاء ،و خير الخطّائين التوابين ،نعم ، لكن لو ظلمت أحدهم لابد أن ترد له مظلمته ،تعويضاً حتى يرضى ،و يسامحك . 

اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنى ،يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ،و صرّف قلبى لطاعتك ،وإهدنا صراتك المستقيم واغفر لى و لوالدى والمؤمنين يوم يقوم الحساب آمين ،غفر اللله لنا و لكم ،و رحم أمواتنا وأمواتكم ،و صبّر قلوبنا على فراق أحبابنا ،و رحم ضعفنا ،و ستر عيوبنا ،و فرّج همّنا ،و شرح صدورنا و ألّف بين قلوبنا ،و نزع الغلّ من صدورنا ،و ردّنا إليه ردّاً جميلا ،و رزقنا حبّه ،وحب من يحبّه ،و حب كل عمل يقرّبنا إلى حبّه ،و جبر كسرنا ،سبحانه العالم بأحوالنا علاّم الغيوب ،ستّار العيوب ،مفرج الكروب ،مفرح القلوب ،وليّنا فى الدنيا و الآخرة ،و حفظنا وإياكم من كل سوء ما ظهر منها و ما بطن ،اللهم أهدنا في من هديت ،و تولنا فى من توليت ،اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنا ،ربّنا أغفر لى و لوالدى و للمؤمنين يوم يقوم الحساب ،رب إرحمهما كما ربّيانى صغيرا ،ربنا آتنا فى الدنيا حسنة و فى الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ،اللهم آمين.وكل عام وأنتم بخير ،تقبل الله صيامكم ،و صالح أعمالكم آمين.

التعليقات مغلقة.