مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

حازم مهنى يكتب ..حب التسامح ميلاد جديد

إجعلوا أمهاتكم تاج رؤسكم ، و كحل أعينكم ،خبئوا أنفاسها بين ضلوعكم ، و حافظوا علي بسمة عيونها بين جفونكم . فالأم = الحياة ،كل الأمهات الطيبة كل عام وأنتم بألف خير.
رحمة الله عليك يا أمى و كل الراحلون ،كان مارس 2020 – آخر ما كتب قلمي عن حبيبتي أمي ،وأنا بجانبها وهي تمليني مشاعرها ،فكتبت: (حب الوالدين نور الروح بقلم حازم مهنى) .
* ثم جفّ مدادي ،و أنزوي قلمي لقد عاد وحيداً رغم كل زحام الحياة ،و صخب أمواجها الراقصة أحياناً ،و حيناً متلاطمة ، يهمس بأذني لم أعد أقوي علي الكتابة ،صارت الحروف جبالاً جاثمة علي صدرى ،لأن معانيها غاصت بروحي إلي الأعماق البعيدة تآئهة ،شريدة ،لا تدرى تاهت بالسماء أوغاصت بأعماق البحار ،رغم أني ثابت علي الأرض ،أو هكذا يبدو ظلّي ،صامداً حين ينعكس علي سطح النهر ،و الأمواج تظهر عيوني لامعة كالإبتسامات الرائعة ،فلن تبدو حقيقة دامعة ،تحجّرَت الدموع بالمقل ، حلّ الغروب ،و أنزوي الأمل ، و لست أدرى كيف المسير ،و ما العمل ، لكن تستمر الحياة.
* * في مثل هذا اليوم ولدتني أمي ، الثانى من مارس ،هو ذكرى يوم ميلادي ، إنه 2022 – 3- 2. أهديكم ،
” حب التسامح ميلاد جديد ”
** فيه أهدى حبي و محبتي ،و سعادتي و دعواتي و عرفاني لأمي و أبي و أختي ذوي الفضل الأول لحياتي حتى بعد رحيلهم كم أشتاق لقائهم ،و أحبابى و أحبابهم أصحاب الفضل على بهمسة حانية ، أو دعوة وكلمة طيبة جبرتني و رسمت إبتسامة بروحي أو منعت دمعة كادت تسقط من مقلتي فضمدت جرحاً أوشك أن يؤلمني فيترك ندباته في قلبي ،و كل أحبتي أساتذتي وكل من علمني حرفاً أو أسدي إلى نصيحة ،و أصدقائي لكل قلب طيب إلتقيته يوماً ،فدق نبضي فرحة له ،و طرب قلبي سعادة و سكنت روحي إطمئناناً به ،
* * * و تصالحت مع نفسي و كل شيء حولي ، فالتسامح أرقى ،و أسمى درجات الحياة ،وأشرقت روحي بنور المحبة ،و الهدوء ،حتى من كانوا عقبة في هدوئي ،سامحتكم ، يقيناً من عميق قلبي ،،،
فحين يمتلئ القلب بنور الحب ،تشرق الروح بنور التسامح ،و طاقته و ضيائه ،فتخدأ النفس، و يسكن إضطرابها ،و يرتوي عطشها ،بالود والتسامح و المحبة ،فيتسامي نور القلب و يمتلئ نوراً مكان الظلام
،و لا تبقى مسافة شعاع لغير الصفاء والمودة و العطاء و الحب ، يفرح القلب و يعيد للنفس شبابها و حيويتها ، فأشعر أن الزمن عاد بي لربيع شبابي ،فحقا ميلاد جديد .
* و كما أن العمر يتجمد في لحظة ،أؤمن بأن الروح تُبعَث من جديد ، أؤمن بأن الإنسان يولد من جديد ،و رغم أن طبول الحرب دقّت ،و العالم يرتجف فزعاً ينذر بحرب عالمية ثالثة ،فبقلبي أمل بأن يعم السلام العالم من جديد ،لا تسألوني كيف؟ فلولا الأمل ما كانت الحياة ،فالله الحافظ ،أحبتي طبتم وطابت أوقاتكم و أمتلأت حياتكم بسعادة أحبابكم ،و نور أرواحكم ،و فرحة قلوبكم ،و كل عام وأنتم بخير و سعادة و كل الطيبين ،و كل الود و إلتماس الأعذار لمن شغلتهم الحرب عن تهنئتي ،
** في لحظة حقيقة مع النفس و مكاشفة مع الحياة ،و قيمتها ،ما أهونها حين نشتاق لأحبتنا فنفتقدهم ،فتشتد علينا ريح الحياة ،فنقاوم كعادتنا ، فما أقل ساعات السكينة بالحياة و أمواجها المتلاطمة ،تترك آثارها ندبات بالروح لا بأجسادنا ، جسد يمتشق الضحكة من بين صخورها ، ليواري و يداري أمواجها و صقيعها ، و جليدها ، فيصنع من الشوك أزهارا ،و رغم أن الأشواك صارت غابات كأنها بساتين ،لا يشعر بها و يعرف حقيقتها إلا من يشعر بروحك ، فيراها خافتة ،و يلمس دقات قلبك رغم بعدها ، فيسمع أنين نبضها ،رغم أن الجميع يرى جسداً تعلوه إبتسامة عريضة ،عالية الضحكات ، روح أرهقتها الأمواج ،يظنون أرهقتها نشوة الحياة ،ما أقل لحظات الهدوء في عالم يزداد ضجيجا كل لحظة فتحترق الأعصاب و تكاد الروح أن تتجمد من صقيع الحياة و جليدها ،و ما أصعب البعد عن مصدر الدفئ و هدوء النفس و راحة القلب لكن كلما تزداد صعوبة الحياة ، كلما إشتدت شراع الصبر ،فتجد الأمل في قطة تحنوا عليها حيناً ، فتشعر بك و تأتي إليك في جوف الليل لتهمس صامتة بعيون حزينة كأنها تقول: لست جائعة لكني أتيتك من بعيد ، قلقاً عليك ، أحسست بك فأرّقت نومي ،فأنا أشعر بك ،كما شعرت بي يوماً ، فلو من أجلي فقط ، هوّن عليك و لا تترك دمعتي تسيل عليك ،ما أروع نور الحب بين الكائنات. ما أروح حبّك بقلبى يا أمى ،رحمة الله عليكم جميعاً أحبابنا الراحلون ،لحين نلتقى ، سامحونى ،
” بفراق أمى رحلت الأعياد ” . فقالوا :
قالوا كانت تحبك قلت كانت روح قلبي
قالوا كانت تدعوا لك قلت كانت سندي وظهري
قالوا كانت تحمل همك قلت بل كانت تحملني
قالوا ستظل تذكرها قلت هي في نفسي ودمي وفي قلبي و روحى و عقلى ، قالوا كانت ، قلت بل حاضر تمتلكني
قلت أتعلمون من فقدت فقدت أمي الغالية
فقدت ظهري وسندي فقدت الأمان والحنان
رحمك الله يا أمي الغالية وجعل الجنة مسكنا ومستقرا لكي ،و كل الحبيبات الراحلات. إلى أن نلتقى .
حب التسامح ميلاد جديد بقلم حازم مهنى. 2-3-2022 .

التعليقات مغلقة.