حازم مهنى يكتب ..الأقصى يصرخ أين ضميرك أيها العالم الظالم
الأقصى يصرخ أين ضميرك أيها العالم الظالم مزدوِج المعايير ؟ هل تلك هى إنسانيتكم ،و حضارتكم ،و علمانية ،عالمكم ؟
المجتمع الدولي يقف صامتاً عاجزاً أخرس أعمى ،دافناً رأسه فى الوحل ،ليغضّ الطرف متعمّداً ،أمام الإعتداءات العنصرية المتكرّرة لقوات الاحتلال الكيان الصهيونى المتطرّف ،بمستوطنيه المعتدين ،على المقدسات الإسلامية والمسيحية كتبت يوماً : ( الصهاينة يضربون رهبان دير السلطان بقلم حازم مهنى -2018 ) ، (القدس الأقصى القيامة بقلم حازم مهنى ) .
و لا يتوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ،معاً ،لا حرمات ،و لا إحترام لأى مقدسات لديهم ،و كان آخرها إخلاء المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك ،لأن هذه الإجتياحات للمسجد الأقصى ،ضرب بكل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية ، و الاتفاقيات الدولية ،فما الحل ؟هل لهؤلاء حلّ إلّا مقاومة الإحتلال و التطرف العنصرى الصهيونى ،فهم يضريون عرض الحائط بكل مواثيق السلام ،يتغنّوا بها فقط فى المحافل الدولية ،ليخدعوا العالم .
إن الحكومة الصهيونية المتطرفة تسعى لإرضاء مؤيديها المتطرفين وحل أزماتها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني بإقتحام قوات الإحتلال باحات المسجد الأقصى و تدنيسه وليست المرة الأولى فهي واقعة متكررة يشاركهم في تنفيذها المستوطنون الذين يعملون للسيطرة على أولى القبلتين لممارسة طقوسهم ،وشعائرهم التلمودية ،الداعية لذبح القرابين ،بهدف إقامة هيكلهم المزعوم الذي نفت كل لجان الآثار العالمية وجوده داخل حدود ثالث الحرمين ،فتدفع بجماعاتها الإستيطانبة المتطرفة “الهيكل المزعوم” و هناك أكثر من 42 جماعة ومؤسسة صهيونية تعمل على اقتحام الأقصى، وتسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم ،وغيرهم من المستوطنين الإرهابيين ،فتقوم باقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الإحتلال الصهيوني ،و بتوجيهات وزيرهم الفاشي المتطرف “بن جفير” ،إمعانا في مخططهم “الصهيونيركى” الملعون بتكريس التقسيم الزمانى للأقصى على طريق تقسيمه مكانيا ، رغم إدراكهم الخطورة البالغة لهذا القرار الاستعماري التهويدي ،و العنصري بإعتباره محور إحتلالى جديد لسلسلة المؤامرات الصهيونية لتهويد القدس ،مما يعدّ تصعيدا خطيراً ،في الأوضاع على ساحة الصراع ،وتداعياته في شهر رمضان المبارك ،لإدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها ،فالقدس تواجه مخططات تهويد متسارعة ،تمهد لها بمصادرات للأراضي الفلسطينية تحت زعم التطوير ،وسعي إلى مصادرة بيوت آلاف المقدسيين لتنقل إلى مستوطنين يهود ،كما تعمل السلطات الإسرائيلية على هدم منازل بدعوى عدم ترخيصها ،وفى كشف تصوير حصري عن مخططات إسرائيلية غير معلنة تحت غطاء التنقيب عن الآثار ،إذ تتحرك جمعيات استيطانية ،تثار حولها علامات استفهام عديدة ،لتنفذ عمليات قضم لأساسات بيوت المقدسيين ،و حفر لأنفاق ،و بناء لأساسات بيوت إستيطانية مستقبلية تحل محل بيوت الفلسطينيين الآيلة للسقوط بعد نهش بنيتها التحتية ، وفي أغسطس 2020 بدأت إسرائيل إقامة مصعد في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية المحتلة) يسهل على المستوطنين اقتحامه ،و ذلك رغم الاعتراضات الفلسطينية ، وصادق وزير دفاع الكيان السابق “نفتالي بينيت” ،على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد الإبراهيمي لإنشاء المصعد الذي أقره مجلس التنظيم الأعلى (إحدى أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة المحتلة) ،رغم أنّ قرار إسرائيل إنشاء مصعد في المسجد الإبراهيمي يعد انتهاكا للقرارات الأممية ،لأنه يغيّر هوية المسجد التاريخية و معالمه ،بوصفه موروثا تجب حمايته ، حيث ، في يوليو 2017 قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسـكو إدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي ،.
فى 25 فبراير عام 1994 قام مستوطن صهيونى متطرّف بقتل 29 فلسطينيا في صلاة الفجر ، في من العام ذاته ،تمّ تقسيم المسجد -الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام- إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود ،و تسعى إسرائيل للاستيلاء بشكل كامل على الحرم الإبراهيمي ،الأمر الذي يناقض القوانين الدولية ،حيث تنص إتفاقية “أوسلو” على إن :بلدية الخليل هي التي تمتلك الصلاحيات في الحرم الإبراهيمي، بناء على وليست إسرائيل .
” راشيل كوري ” (لروحك السلام يا راشيل ) :
فتاة أمريكية مسيحية من مواليد عام 1977 عضوة في “حركة التضامن العالمية ” حركة إحتجاجية عالمية تهدف إلى دعم الفلسطينيين ،سافرت لقطاع غزة بفلسطين المحتلة أثناء الانتفاضة الثانية ، حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الصهيونى عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة ،و ذلك في يوم 16-3- 2003 . حادثة وفاة “راشيل” ليست موضع جدل ،حيث أكد شهود عيان للواقعة (صحفيون أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين التعسفية) بأن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس “راشيل” و المرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين ،في حين يدّعي الجيش الصهيوني كذباً ، أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية “راشيل” ،
و آخر ما كتبت الراحلة “راشيل” في رسالتها الأخيرة :جئت لأدرك الواقع بنفسى ،حيث أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أى مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص و روايات ،لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع المؤلم هنا ،و لا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك ،و حتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي ؟ راشيل ليست الأولى و لا الأخيرة صاحبة ضمير مستنير ،و قلب ينبض الحق .
** فهل ؟ من تدخلا عمليّاً ؟و حاسماً ،عاجلاً عربيّاً ،وعالميّاً ؟ يكبح هذا الإستسطان ،و التهويد لفلسطين المحتلة ،و يجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية ؟قبل فوات الأوان ،و إنفجار الوضع بالمقاومة الساحقة الشاملة ؟ تحية لكل مقاوم ؟ الأحياء و الشهداء ؟و لا عزاء ل متبلّدى المشاعر ،والجبناء.
التعليقات مغلقة.