وقال وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار بجنوب إفريقيا البروفيسور بليد نزيماندي – في الاحتفالية الافتتاحية للحدث الذي تنظمه مؤسسة “العلامة التجارية لجنوب إفريقيا” Brand South Africa التابعة لحكومة جنوب إفريقيا – إن جمعية هذا العام هي امتياز كبير ليس فقط لجنوب إفريقيا ولكن للقارة بأكملها كونها الأولى التي تستضيفها القارة السمراء.

وأضاف: “كان شعارنا منذ اقترحنا لأول مرة عقد هذا الحدث هنا هو “حان الوقت لإفريقيا”، قائلا “من المناسب أن نذكر أنفسنا باستمرارية علم الفلك الإفريقي عبر الأزمنة القديمة والحديثة، والذي سبق الأوروبيين، وأدى إلى ظهور المعرفة الأصلية في الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك.

وأوضح أن هذه التطورات في المعرفة الإفريقية المبكرة بالأنظمة والقوى السماوية ارتبطت ارتباطا وثيقا ببقاء الأفارقة وتاريخ تطورهم فعلى سبيل المثال درس البدو الرحل علم الفلك بعناية من أجل توجيه سفرهم عبر المناطق الصحراوية، وكجزء من السيطرة على وادي النيل والدورة الزراعية، درس المصريون القدماء السماء للتنبؤ بأول تقويم عالمي يتكون من 12 شهرا و365 يوما، وتدل دائرة الحجر التي يبلغ عمرها 7000 عام جنوب الصحراء الغربية بمصر والمعروفة باسم Nabta Playa على أن ملاحظة السماء كانت جزءا من تراث القارة منذ زمن سحيق وأدرك الأسلاف الطرق التي تشير بها النجوم والقمر إلى الأحداث الموسمية المهمة.

كما كان شعب دوجون في مالي يتمتع بمعرفة متطورة بمدارات نجوم الشعرى، واحتفل كهنة الفلك بعودة هذه النجوم كل ستين عاما، وخلال القرن الرابع عشر، في تمبكتو بمالي أيضا كان علم الفلك كموضوع متخصص، حيث جاء العلماء من أجزاء عديدة من العالم القديم للدراسة في تمبكتو، وجعل كل ذلك من إفريقيا موطنا لبعض من أقدم الإنجازات التكنولوجية في العالم.

وأضاف أن قصة تطور علم الفلك الحديث في جنوب إفريقيا هي قصة رائعة بنفس القدر، حيث تم تأسيس علم الفلك فيها منذ ما يزيد قليلا عن مائتي عام مع إنشاء المرصد الملكي وهو ما يعرف اليوم بالمرصد الفلكي لجنوب إفريقيا (SAAO) في كيب تاون والذي يتولى مسؤولية علم الفلك البصري والأشعة تحت الحمراء.

واستطرد بقوله إن علم الفلك الراديوي بدأ في جنوب إفريقيا بصحن يبلغ قطره 26 مترا بنته وكالة ناسا ووضعته في هارتيبيشوك في عام 1961 كمحطة أرضية عميقة تستخدم للحصول على البيانات من العديد من مسبارات الفضاء الأمريكية غير المأهولة وإرسال الأوامر إليها.

وذكر أنه هذا العام ستطلق جنوب إفريقيا برنامج دكتوراه رئاسي جديد يهدف إلى إرسال مجموعات متتالية من الطلاب إلى الخارج لمتابعة دراسات الدكتوراه في مجالات مثل أبحاث الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية المتقدمة وتطوير خلايا الوقود والبطاريات وغيرها من وسائل التخزين والتعدين من الجيل التالي، معبرا عن أمله أن يستفيد علم الفلك وعلوم الفضاء من هذه المبادرة نظرا للطبيعة الدولية ومتعددة التخصصات لهذه المجالات.

وأضاف “رؤيتنا هي أن يصبح علم الفلك في جنوب إفريقيا مركزا عالميا للعلوم والمرافق الفلكية كما هو موضح في استراتيجيتنا الوطنية لعلم الفلك، وأشيد بالجهود التي يبذلها مكتب تطوير علم الفلك التابع للاتحاد الفلكي الدولي (OAD) والجمعية الفلكية الإفريقية (AfAS)، وكلاهما مقرهما في كيب تاون لدعم البلدان الإفريقية الأخرى للاستفادة من الفرص في علم الفلك.”

وتابع نرى أيضا أن هذه الجمعية فرصة لزيادة الوعي بالاتحاد الفلكي الدولي داخل مجتمع العلوم الإفريقي وتشجيع ظهور وتطوير الجيل القادم من العلماء الأفارقة.

وتعد الجمعية العامة للاتحاد الفلكي الدولي أكبر منصة عالمية لعلماء الفلك والعلماء والباحثين لمناقشة التطورات في مجال البحث الفلكي وتعزيز التعاون الدولي.. وتضم الجمعية أكثر من 2000 خبير من 82 دولة، مما يؤكد ظهور كيب تاون كمركز رائد للحوار العلمي والابتكار.