جلسات فى طريق الحب 5
بقلم – الدكتور: أحمد عبد الفتاح عيسى
تستيقظ الزوجة من نومها فى وقت مبكر قبل صلاة الفجر على صوت رسالة تأتيها على الموبايل …….فتقوم بفتحها فتتفاجئ أنها رسالة من صديق لها ….نعم صديق لها ،،ومن يكون غير زوجها صديقها وحبيبها ……يخبرها فى هذه الرسالة بموعد مقابلة فى أول مكان إلتقيا فيه …….فتذوب الزوجة شوقا لأنه أرسل لها وهو نائم بجوارها .
نعم إنها تحتاج لذلك وتشتاق لرسالة على الموبايل ،،وليس الرسالة فحسب ولكن كل ما كنت تقوم به معها فى أول حياتكما ، ولذلك أصبحت تسابق الزمن متلهفة هذا الموعد …..
بمثل هذه المواقف تستطيع أن تشعل جذوة الحب من جديد فى قلب زوجتك ، ودعونا نتعمق أكثر فى تعلم وإتقان أفضل الطرق لبناء جدار الصديق فى قلب زوجتك وحبيبتك…
إلى كل الباحثين عن الحب الصادق ، إلى كل المتألمين من رؤية تلك الصور البذيئة للحب الزائف ، أقدم لهم هذه الطرق العملية لبناء جدار متين من الحب الصادق ، علها تكون نبراسا لهم يهديهم الطريق الصحيح للحب الصادق وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الحب الكاذب .
إن الحب الصادق نبتة فى القلب تثمر على جوارح الجسد ، وإن لم يظهر الثمر فأعلم أنه الكذب والنفاق ومقررات مدرسة الغش والخداع .
إن بناء جدار الصديق يسهل إذا تعاملنا مع الصداقة بين الحبيبين على أنها وردة بها أربعة أوراق وهى الثقة والصراحة و الإخلاص والوفاء
هذه الأوراق ملتحمة مع بعضها لا ينبغى لها غير ذلك ، ومتى فقدت وردتك ورقة من هذه الأوراق ، فإنها سوف تذبل وتموت .
كل حب حقيقى يجب أن يقوم فيه الزوج بتجسيد أربعة أدوار كما ذكرنا فى مقالاتنا السابقة وهى الأب والإبن والزوج والصديق ، وهذا الأخير مبنى بدوره على أربعة أوراق أو أربعة صفات ، وهى الثقة والصراحة والإخلاص والوفاء ، وإليك عزيزى القارئ هذه الأوراق الأربعة لوردة الصداقة ، بشئ من التوضيح …
الورقة الأولى :
الورقة الأولى فى وردة الصداقة بين الزوجين والحبيبين هى ورقة الثقة ، وأعنى بالثقة تلك الثقة المتبادلة بين الزوجين الصديقين ، وهذه الثقة تتجسد فى الإحساس بالأمان دائما وأنت بجوار المحبوب أو الصديق .
الورقة الثانية :
الورقة الثانية هى الصراحة ، والصراحة هى الوضوح وشفافية الباطن والإعتراف بأى تقصير صدر منك تجاه حبيبك ، وإعلم أنه متى كانت الصراحة قوية ، فإن ذلك ينعكس على الورقة الأولى ، وهى الثقة ، ومتى كانت الصراحة ضعيفة ، فإن منسوب الثقة فى قلب حبيبتك يكون ضعيفا أيضا فى القلب ، ومما لا شك فيه أن ذلك ينعكس سلبا على الحب .
الورقة الثالثة :
الورقة الثالثة وهى الإخلاص ، وأعنى به فى دراساتى البحثية هذه ، أنك لا ترى غير الحبيب (سواء الزوجة أو الزوج ) بعين القلب ، وأن القلب مغلق بباب ، مفتاحه مع الحبيب فقط ، والإخلاص بالمعنى العملى هو أن تشعر بأن حبيبك معك دائما ، وتتجنب كل ما يغضب الحبيب فى غيابه أكثر من حضوره ، أى أنك تراعى مشاعره وهو غائب أكثر من مراعاتك لها وهو حاضر .
الورقة الرابعة :
الورقة الرابعة وهى الوفاء ، والوفاء أعنى به هنا ، أن تشعر بأن فقدك للحبيب أو لحبيبتك خسارة لا يمكن تعويضها إلا من الله فقط يوم تلقاه صابرا محتسبا هذا الفقد ، أو بمعنى أكثر وضوحا ودقة ، هو أن تشعر بأن الحبيب ترك فراغا فى القلب لا يملأ أبدا ……..وإن أردت أن تشعر بما أحدثك به ، تعالى معى نتدبر هذه الأية الكريمة التى يقول الله تعالى فيها مخبرا عن حال أم موسى فى سورة القصص
(وأصبح فؤاد أم موسى فارغا )……
يقول بن كثير فى تفسير هذه الأية ، أى أن قلبها أصبح فارغا ، أى من كل شئ من أمور الدنيا إلا من موسى عليه الصلاة والسلام ، أنظروا وتأملوا معى هذه الصورة الرائعة للوفاء ، فهذا هو ما ينبغى أن يكون عليه حال المحب الصادق الوفى لمحبوبه ……
وبعد زراعة وردة الصداقة ، ونبتت أوراقها الأربعة ، هل تحتاج هذه الوردة لغذاء ؟؟
ترى ما هو هذا الغذاء الذى يمكن أن تعيش عليه وردة الصداقة ؟؟؟
هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة “جلسات فى طريق الحب 6 ”
نلقاكم على خير إن شاء الله ………