مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جعفر بن أبي طالب

ولد جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المعروف بـاسم “جعفر الطيار” أو “ذي الجناحين” في مكة المكرمة بالسنة 34 قبل الهجرة.

ويعتبر من السابقين الأوليين إلى دخول الدين الإسلامي الحنيف، ومن أهم القادة والصحابة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

نسب جعفر بن أبي طالب وإسلامه:

هو الشقيق الأكبر لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويكبره بعشر سنوات، وابن عم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان من أشبه الناس به خُلقاَ وخَلقاً.

يعتبر من السابقين إلى اعتناق الدين الإسلامي، وهناك روايتين تقول إحداهما أنه السادس والعشرين في ترتيب من اعتنق الإسلام، والأخرى أنه كان الثاني والثلاثين في ترتيب من اعتنقوا الإسلام.

وبجميع الأحوال فهو من الصحابة الأجلاء الذين شهدوا الهجرتين إلى الحبشة والمدينة المنورة، وكان قائداً شجاعاً استشهد في أرض المعركة دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.

كان لخطاب جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي ملك الحبشة دور رئيسي في معرفته بالدين الإسلامي وإعلان إسلامه، وقراره حماية من لجأ إليه من المسلمين رافضاً دعوة المشركين بتسليمهم.

وبعد هجرته إلى المدينة قادماً من الحبشة آخى النبي الكريم بينه وبين معاذ بن جبل في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.

وتظهر عظيم مكانته عند رسول الله (ص) أنه عندما قدم إلى المدينة في يوم فتح خيبر قام النبي بتقبيله وقال “ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر”.

استشهاده وتسميته جعفر الطيار:

قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتعيين جعفر بن أبي طالب كقائد ثاني على المسلمين في غزوة مؤتة التي جرت بين المسلمين والروم بالعام الثامن من الهجرة.

فقد تمّ تعيين زيد بن حارثة كقائد أول للجيش المؤلف من ثلاثة آلاف مقاتل، وفي حال إصابته يتولى جعفر القيادة، وإن أصيب جعفر كذلك فإن القيادة تذهب إلى عبد الله بن رواحة.

قد يهمك ايضاً:

استمر لمدة عام.. الجامع الأزهر يختتم قراءة سنن أبي داود…

د. شومان: القرآن هو الدستور الأكبر.. حفظه الله من التبديل أو…

جرت المعركة في قرية مؤتة التي واجه فيها المسلمون ما يقارب مائة ألف مقاتل من الروم، وبعد استشهاد زيد بن حارثة وراية الرسول بين يديه أخذ جعفر بن أبي طالب الراية وقاتل بها.

كان قتال جعفر قتال الأبطال فقام بدايةً بعقر فرسه كي لا يستفيد منها الأعداء وقاتل حتى قطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله وأكمل القتال، وبعد ان قطعت شماله أخذ الراية واحتضنها بعضديه إلى أن قُتل وهو في الثالثة والثلاثين من عمره (في روايات اخرى 41 من عمره).

وقد عُرف بعد استشهاده بين المسلمين باسم “جعفر الطيار” أو “ذي الجناحين” بعد أن أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى أعطى جعفر بدلاً من يديه اللتين قطعتا في المعركة جناحين وذلك بقوله: “أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء”.

مقام جعفر بن أبي طالب:

بعد وفاته على أرض معركة مؤتة دفن الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب في بلدة المزار الجنوبي، حيث يتبع مقامه لبلدية مؤتة التي تقع جنوب مدينة الكرك بما يقارب 10كم، ويعود المقام لعهد والأيوبيين والمماليك.

كما قام العثمانيون بالاهتمام به ووضعوا بلاطات رخامية على الأضرحة وبنوا الباب، وقد تأثر المقام بالزلازل وباحتلال الصليبين لمنطقة الكرك.

إلا أن الحفريات الأثرية التي قامت بها وزارة الأوقاف بالأردن، أظهرت اكتشافات مهمة فظهرت الواجهة الشمالية للموقع بشكل كامل، بالإضافة إلى معظم آثار الموقع الذي يقع بالقرب منه قبر زيد بن حارثة، ومسجد عبد الله بن رواحة.

صفات ومناقب جعفر بن أبي طالب:

عُرف عن جعفر الطيار وكما ذكرنا انه من أقرب الناس إلى ابن عمه رسول الله (ص) خَلقاً وخُلقاً، ومن أهم مناقبه نذكر:

· اشتهر جعفر بالكرم والجود وكثرة الإنفاق على المساكين وفي سبيل الله، حتى سمّي من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأبي المساكين.

· كان مبادراً ذكياً حسن الحديث، وكان لحكمته وخطابه القوي وعلمه الديني الواسع الأثر الكبير في حماية المسلمين المهاجرين إلى الحبشة، وفي تعريف النجاشي ملك الحبشة بالصورة المشرقة التي جاء بها الإسلام والتي أدت إلى إعلان ملك الحبشة إسلامه.

· كان جعفر بن أبي طالب شجاعاً مقداماً، وهو ما ظهر بشكل جلّي في معركة مؤتة التي استشهد فيها ويداه مقطوعتان وبجسده ما يزيد عن سبعين رمية وطعنة.

التعليقات مغلقة.