مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“جسر النعمانية” رواية جديدة لعبد النور مزين  بين النبش في متاهات الهويات وتجديد الكتابة السردية

كتب – صبري زمزم:

بعد تسع سنوات يعود الروائى والشاعر والباحث المغربي عبد النور مزين ، عبر روايته الثانية “جسر النعمانية” بعد توقف عن كتابة الروايات – وليس الكتابة – لهذه المدة عقب صدور روايته “رسائل زمن العاصفة” والتى حازت على إعجاب القراء والنقاد ووصلت لقائمة البوكر. التوقف هنا كان فى بعد من أبعاده ، حالة من الشعور الشديد والمسؤولية تجاه النفس والقراء والنقاد، وأيضا قلق الكاتب وحيرته: ما الذى سوف أضيفه وما الجديد؟

و بعد احتشاد وعمل مضنيين جاء وقت الكتابة فكانت هذه الرواية “جسر النعمانية” التى تقاطع فيها مصائر الإنسان، ذلك المخلوق الاستثنائي على الأرض والذي لايكف عن استغلال خيرات الحياه الممكنة مع علمه بالمصير المحتوم له ولنوعه.

قد يهمك ايضاً:

عبد النور مزين صاحب الطاقة الكتابية والابداعية الكبيرة يواصل فى هذه الرواية، إبداع شخوص جدد وأماكن جديدة ثم يحاول أن يعيد التوازن بينهم وبين وسطهم الاجتماعي وأحلامهم وتطلعاتهم. تعج الرواية بالكثير من الشخصيات تقاطعت حيواتهم، التي نكتشفها عبر تطور الأحداث على مدار 654 صفحة من الحجم المتوسط ، واختلفت بشكل دراماتيكي في الكثير من الأحيان. مويا بوخ لافا المغنية ذات الشهرة العالمية تكافح كي تتغلب على ذاكرتها المشوشة التي تتمنع كي تبوح بأسرار جذورها التي لم تكن لتتصورها يوما. السعيد وتزيري وقصة الحب التي تنامت في الغياب بعد الشتات الكبير الذي أعقب الغارات على بلدة النعمانية، لتتحول محبة الطفولة إلى حلم بحب جارف يزهر جنونا في الغياب. أما أمينة وحبها الجارف المجنون لناصر والذي دافعت عنه بكل المكيافيلية التي تلزم والتي تكاد تتخطى حدود الجريمة. كل ذلك في عالم مضطرب بتلك الحروب الظاهرة والخفية التي تخوضها المليشيا المتناحرة بتواطؤ وتدبير من قوى غربية وغيرها من أجل تفكيد لحمة الوطن الواحد تحت سرديات غربية حول الهوية والتراث والحرية. 

بمجرد صدورها أواسط شهر يونيو عن منشورات سليكي أخوين بطنجة ، تفاعل القراء والنقاد الذين خبروا الكتابة السردية للروائي عبد النور مزين من خلال روايته الأولى رسائل زمن العاصفة مما يوحي بانتظار ملموس بعد الغياب الطويل الذي تعدى التسع سنوات التي تفصل الروايتين. وقد تجلى ذلك عبر بعض التعليقات الدالة على هذا الاهتمام والترقب من نقاد بارزين مثل الدكتور محمد المسعودي الذي كتب يقول على صفحته على الفايسبوك” ها هي أخيرًا بين يدي وهي في حلة جميلة بعدما عايشتها خطوة خطوة مع صاحبها وتحادثنا حولها وفي أهم موضوعاتها وصيغها الفنية، إنها الرواية الجديدة للروائي الجاد والعميق الدكتور عبد النور مزين، رواية تحفة جسر النعمانية”، وكذلك الناقد والكاتب الدكتور عبد السلام المنصوري الذي قال مخاطبا الكاتب على منصة فايسبوك أن الرواية ” عمل روائي شديد التعقيد متين التركيب قوي التحبيك باذخ المعمار ناصع اللغة، تشرفت بالاطلاع عليه قبل الطبع. خطاك في طريق الرواية ثابتة وراسخة تتقصد الهدف ولا تتعجل النتائج”، أما الناقد محدد الديهاجي فكتب يقول مخاطبا الروائي عبد النور مزين تعليقا على نبأ صدور روايته الثانية ” ألف مبروك أيها المبدع الذي لا يحدس إلا بالنوع لا الكم، لسنا في حاجة الى روائي يكتب المئات من الروايات، وإنما الى روائي يكتب الرواية الأولى، ولعمري أنت واحد من الروائيين المغاربة القلائل الذين يعدون على رؤوس أصابع اليد الواحدة أو اليدين على أقصى تقدير، من يشغلهم مفهوم العمل الروائي بما يتبطنه من أفق يطوح باليد الكاتبة في التخوم والمغايرة. كل التقدير والاحترام لك كاتبا روائيا شغوفا بالخوالد”. 

وبمناسبة المعرض الجهوي الثاني عشر للكتاب بمدينة شفشاون الذي سينظم من 27 يونيو إلى 04 يوليوز 2024، ستكون رواية جسر النعمانية على موعد من حفل تقديم وتوقيع الرواية لأول مرة بعد صدورها وذلك يعد الأحد 30 يونيو على الساعة السابعة مساء بساحة بئر أنزران. 

والدكتور عبد النور مزين طبيب وكاتب مغربي يكتب الرواية والقصة والشعر . صدر له حتى الآن المجموعة القصصية ” قُبلة اللُّوسْت”، والديوان الشعري ” وصايا البحر ” ورواية “رسائل العاصفة” التي وصلت إلى القائمة الطويولة لجائزة البوكر سنة 2016، وأخيرا روايته الحالية ” جسر النعمانية.

التعليقات مغلقة.