مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جرادة

بقلم – سليمان جمعه:
…واستكانت ثابتة وصامتة على حافة الشباك ، أحيانا، تتحسس الحديد بمجساتها عن كثب ،وبروية حذرة،
لكنها لا تغادر .
الآن تستدير، تريد أن تحادثني..
أصغى لها بصري فٱستشعرت دفأه؛ وأخذت تفرك قدامها بقائمتيها اليسرى تارة وباليمنى أخرى.
حكّت بهما نغما حزينا :
–كلانا على حافة العمر ..بضع خطوات من ريح ونهوي …
بسطت كفي لها فامتطتها ..
فتحت النافذة وانتظرت، عساها تطير ..!
لكن، حين حرية وحب ،يضيق الفضاء..
نعم يضيق بنا …
نفخت بفمي صوبها …ارتجفت .
–لن تمنحني من حياة الا بعض ابتئاس وشرود !
أغاظني ما رجفت به ..أطلقتها في الهواء ..
وددت لو تشاركنا الصبر بديل أن تستسلمي هكذا لسكون الميت…
رفرفت قليلا ثم سقطت كحديثي العابث معها .