مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا تُحيي ذكرى المولد بمجلس علم وابتهالات وجوائز

متابعة : عبد الرحمن هاشم

نظم أمس مركز تحقيق التراث العربي بالتعاون مع إدارة رعاية الشباب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ليلة محمدية بمسجد الجامعة بمناسبة حلول ذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهدها رئيس مجلس الأمناء الأستاذ خالد الطوخي، ونائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب الأستاذ الدكتور مختار الظواهري، وتضمنت كلمات للعلماء وابتهالات للمنشدين من فرقة المرعشلي وجوائز للطلاب وأبناء العاملين بالجامعة.

وقال الداعية الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي وعميد المتطلبات الجامعية: «نتجمع ونتذاكر وأرواحنا تعتصر ألماً لفقد هؤلاء العباد الذين كانوا في مسجد من مساجد الرحمن يتجمعون أيضاً لكي يحتفلوا في يوم الجمعة فإذا بشرذمة لا تعرف ديناً ولا قيماً ولا أخلاقاً يطلقون عليهم النار!».

وطلب د. أنس من الحاضرين قراءة الفاتحة على أرواح شهداء مسجد قرية الروضة ببئر العبد الذين ارتقوا الجمعة الماضية.

وحمد الله قائلاً: «الحمد لله الذي أنار الوجود بطلعة خير البرية، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، قمر الهداية وكوكب العناية الربانية، مصباح الرحمة المرسلة وشمس دين الإسلام، من تولاه مولاه بالحفظ والحماية والرعاية السرمدية، وأعلى مقامه فوق كل مقام، وفضَّله على الأنبياء والمرسلين ذوي المراتب العلية، وشرَّف أمته على الأمم السابقة القبلية، فنالت به درجة القرب والسعادة والاحترام، وأنزل تشريفها في محكم الآيات القرآنية، «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، فما أعذب هذا الكلام».

«نحمده أن جعلنا من هذه الأمة المخصوصة بهذه المزيّة، الفائزة بالوصول إلى دار السلام، ونشكره على هذه العطية، ونستعين به ونستهديه على الدوام، ونتوب إليه من الأوزار والزلل والخطية، ونستغفره من الذنوب والآثام، ونطلب الفوز بقربه والرجاء والأمنية، ونسأله العفو والعافية وحسن الختام».

وأشار الداعية الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي أن نحتفي به دوماً رغم أنف هؤلاء الحقدة الجاحدين الذين حذّرَ منهم رسول المحبة والرحمة والسلام، ومنهم هذا الذي اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم حين قسَّم غنائم حنين فقال له: اعدل فإنك لم تعدل. فقال: «لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رآه مقفيا «إنه يخرج من ضئضيء هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنهم شر قتلى تحت أديم السماء).

وفي مقابل هؤلاء نموذج في الكمال بشَّرَ به رسول السلام، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا؟ قَالَ: أَكُونُ فِي غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ، فَوَافَقَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْبَيْتِ، قَلِيلَ الْمَتَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ، إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ، فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ».

وأشار الداعية الدكتور أنس عطية الفقي إلى أن الله عز وجل حين يصلي على عبد من عباده فإن صلاة الله تعني الرحمة، وحين تصلي الملائكة على هذا العبد، فإن صلاة الملائكة تعني الاستغفار. أما حينما نصلي نحن العبيد على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن صلاتنا لا تعني سوى الدعاء. وإذا كانت مكانتنا لا ترقى فتصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله قد شرّفنا بأن أباح لنا أن نطلب منه سبحانه أن يصلي هو جل شأنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول: «اللهم صلي على سيدنا محمد».

قد يهمك ايضاً:

أكرم حسني يستعد لمسلسل “الكابتن” لرمضان 2025

بمشاركة منعم سليماني.. عادل شهير يطرح…

وعليه، فكلما اقتربنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بذكره وبالصلاة عليه، كلما ارتفعت درجتنا، قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا».

وقال الإمام أبو العباس المرسي: «كل الرسل لأممهم عطية، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو لأمته هدية»، والعطية تعطى لمحتاج، أما الهدية فتعطى لمحبوب، ولذلك فقد حبا الله هذه الأمة بمحمد صلى الله عليه وسلم.

علم هذه الحقائق سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأجاب حين سأله الرسول: ما الذي تحبه في الدنيا يا أبا بكر؟ قال: «دوام النظر إليك، والجلوس بين يديك، ودوام الصلاة عليك».

لكن ماذا نفعل مع قوم صدق فيهم قول الله عز وجل: «وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون». فهذا رسول الله بنوره وبركاته وسيرته وتعاليمه تعرض عليه صلاتنا وأعمالنا ولكن قليلاً من يراه.. ولكن قليلاً من يبصره.. ولكن قليلاً من يشهده.

 

وقال الداعية الدكتور محمود البطل: «نشعر بالشوق والحنين إلى سيدنا محمد كما كان يتشوق إليه أهل المدينة قبل أن يهاجر إليهم ويصل مدينتهم.. يقول سيدنا عبد الله بن سلام: «قدم المدينة أول ما قدم عمر وبعض الصحابة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما نظرت إلى وجهه عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب، فكان أول ما قاله حين قدم المدينة: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام».

وهكذا يلخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نحتاج إليه اليوم وما نتشوق إلى تحقيقه وإسقاطه على أرض واقع حياة الناس اليوم.

هكذا تعامل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول أحدهم: «ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي».

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا رَأَيْت مِنْ خَيْرٍ حَمِدْت اللَّهَ عَلَيْهِ وَمَا رَأَيْت مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْت اللَّهَ لَكُمْ».

اترك رد