الإمارات – شهرزاد جويلي:
أطلق سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة منتدى “أخلاقيات العمل الإعلامي – الأسس والتحديات،” والذي نظتمه جامعة الشارقة بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي، بمقر قاعة الزهراء بكليات الطالبات بجامعة الشارقة.
وبدأت مجريات الحفل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم عقبها كلمة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، أكد من خلالها حرص جامعة الشارقة على تبني المبادرات التي تدعم دورها في خدمة وتنمية وتطوير المجتمع المحيط ودوائره وهيئاته ومؤسساته ومختلف شرائحه ومكوناته، وهو الجوهر الأساسي للرسالة التي وضعها للجامعة عندما تفضل رئيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة (حفظه الله تعالى ورعاه) بتأسيسها قبل عقدين من الزمن، و لم لا وقد تبوأت الجامعة مكانة مرموقة بين نظيراتها من الجامعات المحلية والإقليمية.
وأضاف سعادة المدير قائلا:” تأتي أهمية تنظيم هذا الحدث في ظل تزايد دور الإعلام في الحياة العامة، وأصبح الرأي العام يتأثر كثيرا بهذا الإعلام وفي نواحي عدة، لهذا بات من الضروري جداً الحديث عن أخلاقيات المهنة الإعلامية من جديد لأن الإعلامي كمهني أصبح مؤثرا جدا في الميادين المجتمعية البالغة التعقيد، لذا فالحديث هنا عن أخلاقيات المهنة الإعلامية أصبح
يشكل ركناً أساسياً لصناعة السلام والابتعاد عن العنف والحفاظ على قيم المجتمع وأخلاقياته.”
وختم المدير كلمته متمنيا، أن يشكل هذا المنتدى حافزا قويا للإعلاميين في كافة المجالات للالتزام بأخلاقيات العمل الإعلامي لتحقيق أهداف تطوير وسائل الإعلام والقيام بوظائفها على أتم وجه، وأن يكون دافعاً قوياً للقيام بالعديد من الدراسات والبحوث والتقارير حول هذا الموضوع نظراً لأهميته وحساسيته.
وفي الكلمة الترحيبية للدكتور عصام نصر، القائم بأعمال عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة ، أكد على أهمية موضوع المنتدى الذي يناقش قضية باتت ملحة بشكل لم يعد يحتمل التأجيل، وأضاف أن بعض وسائل الإعلام تخلت عن دورها كأداة لنقل المعارف وتعميمها بما تملكه من قدرة على بناء وترسيخ القيم ليكون لها الدور الأكبر في هدم القيم وإبدالها بقيم أخرى.
وأضاف العميد قائلا:” إنّ تغيير وتبدل القيم الأخلاقية في المجتمعات لم تكن يوما مشكلة، عندما أدت وسائل الإعلام دورها المنشود ضمن منظومة أحدثت ثورة أخلاقية على العديد من المفاهيم بشكل إيجابي، لكن مع ظهور الثورة التكنولوجية الهائلة وما صاحبها من إرباك المشهد الإعلامي ، حدث انقلاب كبير وخطير في العديد من المجتمعات أصاب في الصميم منظومة القيم والعادات وأنماط التفكير.”
من جانبه، أشاد المتحدث الرئيس، الإعلامي معتز الدمرداش، بأهمية تضافر الجهود بين كافة عناصر العمل الإعلامي من الأكاديميين والإعلاميين ودارسي الإعلام من أجل التوصل إلى مجموعة من القواعد والمعايير الأخلاقية والمواثيق المهنية التي تحكم عمل الإعلام، كما أكد على أهمية التمسك بميثاق الشرف الإعلامي، ورجوع الأداء الإعلامي للانضباط بهدف تقديم إعلام قوي ومؤثر بدون اللجوء للتجاوزات التي ترفضها ثقافة المجتمع العربي، وفي نهاية
حديثه، أكد على أهمية التوصل لمجموعة من التوصيات، التي من الممكن أن تساهم في الارتقاء بأخلاقيات العمل الإعلامي، وبالتالي تطور المنظومة الإعلامية العربية العريقة.
وناقش المنتدى، من خلال جلساته، ثلاث محاور رئيسية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والإعلاميين المتخصصين في مجال العمل الإعلامي، حيث ناقش المحور الأول واقع ممارسة العمل الإعلامي من منظور أخلاقي، من خلال رصد ممارسات العمل الإعلامي من منظور أخلاقي، ومدى التزام وسائل الإعلام بالقيم الوطنية والإنسانية ومحددات الثقافة المجتمعية والقواعد المهنية، ودور وسائل الإعلام في نشر قيم التسامح والتعايش المشترك والاحترام المتبادل. ومستوى التأهيل المهني للإعلاميين للتعامل الواعي البناء مع مفاهيم أخلاقيات الإعلام، أم المحور الثاني فتناول الأطر الأخلاقية للعمل الإعلامي التي تفسر مفهوم أخلاقيات الإعلام، كما ويرصد المحور الثاني، النظريات والنماذج التي تناولت موضوعات القيم الإعلامية ، والضوابط الأخلاقية في مواثيق الشرف الإعلامية ومدونات السلوك المهني للممارسين، إلى جانب التعريف بدور الإعلام في نشر قيم السلم والحوار المشترك، ثم تناول المحور الثالث الوعي بأخلاقيات استخدام وسائل الإعلام الجديد، حيث وضح المتحدثون القوانين والمحددات المنظمة لاستخدام وسائل الإعلام الجديد، ومدى وعي والتزام الأفراد بالمبادئ الأخلاقية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك مدى الالتزام بقواعد احترام الخصوصية وحقوق الملكية الفكرية وآداب التفاعل والحوار. إلى جانب مدى الوعي والالتزام بأخلاقيات النشر والتصوير، ودور التربية الإعلامية في نشر ثقافة التعامل الرشيد مع وسائل التواصل الاجتماعي.