مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

توصيات مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات : العودة لتراثنا الإنساني السبيل للريادة ومواجهة من يتربص بالأمة

 

كتب بسيوني الجمل :
أوصي المؤتمر الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة جامعة الأزهر الشريف الذي عقد بعنوان «الأخلاق وآليات الوعي الرشيد» .. بالعودة لتراثنا الإنساني إذا أردنا الريادةً ومواجهة من يتربص بالأمة في حاضرها .. وتعزيز ثقافة احترام المواثيق الأخلاقية والالتزام بتطبيقها في المجتمع ومواجهة الفكر المنحرف ونشر أخلاقيات الإسلام في السلم والحرب .. ونشر الوعي بأخلاقيات البيئة والحفاظ عليها والعناية بالجانب الخُلُقي والقيمي في المناهج التعليمية .. وبناء وعي رشيد بخطورة الأفكار المنحرفة والهدامة التي تريد هدم الجانب الأخلاقي.

طالب المؤتمر بعقدُ دوراتٍ تأهيليةٍ بعنوان «أخلاقياتُ المهنة» كشرطٍ لاستخراج ترخيص كل عمل من الأعمال العلمية أو المهنية أو الفنية .. وتفعيل الأدوار الرقابية لضبط الأسواق والأسعار وتشجيع البحث العلمي .. وتنظيم العلاقة المالية بين الزوجين لحفظ كل منهما كده وسعيه .. والقراءة الدقيقة الواعية لآيات القرآن الكريم التي من خلالها نفهم كيف نتعامل مع الواقع.

أقيم المؤتمر علي مدار يومين بدعم ورعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخِ الجامعِ الأزهر وفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف وفضيلة الدكتور سلامة داوود رئيسِ جامعةِ الأزهر الشريف ونواب الجامعة وبإشراف الدكتورة شفيقة الشهاوي عميدة الكلية رئيس المؤتمر.

بحضور كوكبة من العلماء وكبار المسؤولين وعمداء الكليات وأستاذة الجامعات من مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان والعراق وتشاد والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتور محمد فكري خضر نائب رئيس الجامعة لفرع البنات والدكتورة فاطمة رجب الباجوري وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث مقرر عام المؤتمر والدكتورة وفاء غنيمي محمد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب أمين عام المؤتمر والدكتورة آيات أحمد أستاذ ورئيس قسم الصحافة والنشر بكلية الإعلام للبنات جامعة الأزهر الشريف رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر.

تم مناقشة وعرض 150 بحثا غطت جميع المحاور في إحدى وعشرين جلسة أدارها أساتذةُ جامعةِ الأزهرِ على مستوى الجمهورية .. وتنوع المشاركون في تخصصاتهم بين الشريعة والأصول واللغة والدعوة والإعلام كما تنوعوا في جنسياتهم بين مصري وسعودي ولبناني وكويتي وإماراتي وتشادي.

المشاركات البحثية المتميزة جاءت تلبية لاستكتاب المؤتمر لقامات الأزهر الشريف منهم :
فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق
الدكتور عبد الحي عزب رئيس الجامعة الأسبق
الدكتور يوسف عامر نائب رئيس الجامعة السابق
الدكتور أبو زيد الأمير نائب رئيس الجامعة السابق
الدكتور عبد الفتاح العواري عميد أصول الدين السابق
الدكتور جمال الهلفي عميد كلية الدراسات الإسلامية بدسوق.

انعقد على هامش المؤتمر ورشة عمل عن ثقافة الاستهلاك وأسفرت بحوثُ المؤتمر والورشةُ المقامة على هامشه عن التوصيات.

أوصي المؤتمر : بتعزيز ثقافة احترام المواثيق الأخلاقية والالتزام بتطبيقها في المجتمع من خلال وضع خطة إعلامية متكاملة قائمة على التعريف بتلك المواثيق وأهميتها والعمل على رفع مستوى الوعي القانوني في المجتمع .. وتوجيه عناية الباحثين إلى القدوة الحسنة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتراث هذه الأمة .. ونشر ثقافة الاحترام والتسامح والتعاون في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والعملية.

اهتمامُ الأصوليين بالنصوص الشرعية الداعية إلى مكارم الأخلاق .. وبناء وعيٍ رشيدٍ بمواجهة الفكر المنحرف ونشر أخلاقيات الإسلام في السلم والحرب في كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة .. وإحياءُ فقه أخلاقيات الوظائف .. وتفعيل التشريعات والقوانين التي تكفل حماية الأخلاقيات المهنية في كافة المجالات .. وتوجيه الأجهزة الدعويَّة للتركيز على الجوانب الأخلاقيَّة من خلال خطاب دعوي متجدد في أدواته .. وصياغة مناهج أخلاقيَّة لجميع مراحل التعليم وترسخ القيم الأخلاقيَّة لبناء وعي رشيد يضمن استقرار المجتمع وتقدمه.

تعزيزُ دورِ الوقف في نشر الفكر الواعي وبناء وعي رشيد ونشر الوعي بأخلاقيات البيئة وضرورة الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية للأجيال القادمة .. وضمانُ مساهمة التكنولوجيا في خدمة الخير وضرورةُ مكافحةِ ظاهرة الفساد بأساليبَ متعددةٍ ومتزامنةٍ بما يشملُ برامجَ التعليمِ التي تُمكِّنُ الأجيالَ القادمةَ من مقاومته .. وإزالة كافة عناصر التمييز العنصري التي حرمتها الأديان السماوية والدساتير الدولية .. ودعم الأبحاث والدراسات في مجال الأخلاقيات وتشجيع الابتكار في هذا المجال.

أوصي المؤتمر بترسيخ القيمِ الأصيلة في المجتمعِ المصري والتي منها حرمة الحياة الخاصة والتحذير من انتهاكها عبر مواقع التواصلِ الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام التقليدي أو الجديد .. وإعادةُ صياغة سير علماء الإسلامِ وقادته القدامى والمعاصرين للأطفال بأسلوب سهل ميسّر يلتزم بحقائق التاريخ في قالبٍ أدبيٍّ مشوقٍ.

طالب المؤتمر بالعناية بالجانب الخُلُقي والقيمي في المناهج التعليمية بشكل واضح ومفهوم سواء في ذلك المناهج الجامعية والمناهج السابقة عليها .. وتُوجه جهود أجهزة الإعلام العامة والخاصة إلى إيجاد فن لا يهدر القيم الخُلُقية ويكون مُتَنَفَّساً طيباً للأسرة وحائطَ صدِّ للثقافات الوافدة الهدامة.

قد يهمك ايضاً:

شاومينج يزعم تسريب امتحان اللغة الإنجليزية والتعليم تنفي

غداً.. 76 لجنة تستقبل 25 ألف و590 طالبا وطالبة لأداء امتحان…

تركيز الدروس الدَّعويّة على الأخلاقِ وأهميتها وبناء وعي رشيد بخطورة الأفكار المنحرفة والهدامة التي تريد هدم الجانب الأخلاقي الذي بدونه تكون العبادات أفعالاً جوفاء لا يترتب عليها صلاح أو إصلاح.

عقدُ دوراتٍ تأهيليةٍ بعنوان «أخلاقياتُ المهنة» كشرطٍ لاستخراج ترخيص كل عمل من الأعمال العلمية أو المهنية أو الفنية كالطب والهندسة والتعليم والصناعات والحِرَف والمِهَن والفنون المختلفة .. وعند استخراج رُخَص قيادة السيارات لغرس الأخلاق التي ينبغي أن يتسم بها صاحب كل عمل ولا يتم منحه ترخيصاً بمزاولة عمله إلا بعد اجتياز هذه الدورات.

توظيفُ الدراساتِ اللغويةِ القرآنيةِ في توضيح القيم الأخلاقية والإفادة من ربط هذه الدراسات بنتائج الدراسات البينية .. وتوجيه عناية الباحثين إلى قراءة النصوص الأدبية تكشف عن النسق المضمر فيها .. والعمل على تبصير الأدباء بضرورة بث القيم الأخلاقية في إبداعهم مع تنمية الخبرة الجمالية لديهم لإخراجها في صورة جمالية تجذب المتلقي وتؤثر في وعيه نحو السلوك الرشيد.

أوصي بتكثيف الاهتمام بالدراسات اللغوية القرآنية وربطها بالواقع لمعالجة المشاكل الاجتماعية بالاستعانة بالمعطيات اللغوية التى تقرب المفاهيم وتبصر بالمغزى .. والعناية بالدراسات اللغوية التحليلية وتوظيف مستويات التحليل فى تجلية الأبعاد النفسية فى البيان القرآنى المعجز.

العودة لتراثنا الإنساني بقراءات عصرية متباينة إذا أردنا ريادةً وحضورًا فاعلًا نواجه به الآخر الذي يتربص بالأمة في حاضرها .. ووضع سياسات عصرية تتعلق بعملية تحديد الاحتياجات التدريبية للدعاة والوعاظ والمدرسين والإعلاميين تنبعث هذه الاحتياجات من احتياجات الفرد واحتياجات المؤسسة الأزهرية واحتياجات الدولة.

تشجيع التفكير النقدي في القضايا الأخلاقية المعاصرة وتوفير المنابر لمناقشتها وتحليلها .. وتعزيز ممارسات الشفافية والنزاهة في جميع المؤسسات والمنظمات حكومية كانت أو خاصة .. واحترام المواثيقِ الأخلاقية المحلية والدولية في مجال حرية الفكر والرأي والتعبير ولا سيما تلك المواثيق المبنية على احترام الأديان وحقوق المواطنة بما يتناسب مع طبيعة وثوابت المجتمع المصري كمجتمع عربي إسلامي.

طالب بتفعيل الأدوار الرقابية لضبط الأسواق والأسعار .. وتشجيع البحث العلمي لابتكار أساليبٍ إلكترونية لرسم الخطط المستقبلية لأنظمة الإنتاج والاستهلاك .. والنظرُ في التاريخ الإسلامي والحضارة المصرية القديمة وإبراز النماذج النسائية المضيئة فالتاريخ حافلٌ بالنماذج النسائيَّة اللاتي كان لهن عظيم الأثر في نهضة المجتمع أخلاقيا وازدهار علومه وفنونه.

العمل على وجود حلول قانونية تنظم العلاقة المالية بين الزوجين وتحفظ على كل منهما حق كده وسعيه في تنمية الثروة .. وإنشاء مركز في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات والكليات المناظرة لها لتأهيل البنات وتثقيفهم في أمور الدين والحياة الأسرية .. وإنشاء هيئة وزارية متخصصة للإشراف على الإعلام بكافة وسائله لما له من تأثير خطير على الفرد والمجتمع.

يقوم الأزهر الشريف بكتابة سير علماء الإسلام وقاداته القدامى والمعاصرين بلغة سهلة ميسرة وقالب أدبي مشوق تصل إلى عقول وقلوب الأطفال مع الالتزام بحقائق التاريخ.

تقوم الجامعات بوضع خطة أخلاقية سنوية لتفعيل الأخلاق في الواقع طبقا لتقسيم أخلاقي زمني مثل الخطة الاستراتيجية للمؤسسة .. وترجمة الأبحاث المتميزة للُّغاتِ الرئيسة في العالم «الإنجليزية والفرنسية والألمانية» وتوزيعها على بلدان العالم بشتّى الوسائلِ عن طريقِ الكتبِ الورقيَّةِ أو الإلكترونيَّةِ (Pdf).

يقوم العلماء المتخصصون في التفسير بكليات الأزهر الشريف بالقراءة الدقيقة الواعية لآيات القرآن الكريم التي من خلالها نفهم كيف نتعامل مع الواقع .. وأن يتم إخراج مرجع علمي في صورة ورقية وإلكترونية وتتم الإضافة العلمية إليه.

يقوم بالعمل نفسه علماء السنة النبوية والحديث الشريف وعلماء العقيدة وفلسفة الأخلاق وعلماء الفقة مع إصدار موسوعات علمية ورقية وإلكترونية يُفيدُ منها الدعاة والمثقفون وطلبة العلم.

في الختام أوصي المؤتمر بالوعي بقضايا الواقع والوقوف على أسبابها وصورها وطرائق علاجها بما يتوافق مع طبيعة العصر ومقتضياته .. وينبغي أن يكون هذا الوعي عاماً سواء لعلماء الدين وللدُّعاة ولسائر المجتمع كل بالصورة واللغة التي تناسبه.

التعليقات مغلقة.