مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تنبؤات سياسية وطلسم وكتاب قديم

بقلم – أسعد عبدالله عبد على ” العراق”

طلب مني صديق ان اكتب عن ملامح التفاؤل بالحكومة القادمة, بسبب اعتقاده بامتلاكي لقوى خفية تتيح لي التنبؤ بالمستقبل, بالاضافة لأنه اخيرا وبعد طول انتظار تم خلع الحزب الحاكم, الذي عاث فسادا بالبلاد! الحقيقة حاولت الكتابة, لكن شعرت بالغثيان من مجرد التفكير برمز من رموز الطبقة البرجوازية, في ان  يكون بإمكانه ان يقيم عدلا او يصلح ما فسد, فهو في برجه العالي لا يعلم بأحوال الناس, وسيكون لديه الف منافق هم من يحركون بوصلة افعال العجوز البرجوازي.

اليوم هنالك حقيقة غريبة لا يمكن تجاهلها, حيث تتواجد فئة واسعة من الشعب تشتاق لأرض اخرى, يكون فيها حضور للعدل والاحترام, بدل هذه الارض التي لم تعطي الا الذل والظلم, فالعراق ارض تعفنت بالأكاذيب من افواه الطبقة السياسية, حتى وصل البلد الى درجة الانهيار والتحلل, فالساسة والاحزاب سعوا بجد واجتهاد لإيجاد مجتمع من دون مثل عليا, عبر منهج واسلوب خبيث في الحكم, فمجتمع الغابة هو ما سوف يتيح لهم الاستمرار بالحكم.

اتذكر حدثا مهم حصل لي قبل سنوات طويلة, وبالتحديد في سنوات الحصار من تسعينات القرن الماضي, حيث كنت اتجول في احد اسواق مدينة الصدر (الثورة) الضاحية الفقيرة من بغداد, ووسط الزحمة شاهدت عجوز يفترش الارض عارضا كتبه للبيع, وكانت كتب قديمة وبعضها ممزق الغلاف, وقد وجدت كتابا من دون غلاف بورق اصفر متهالك, تصفحت الكتاب ووجدته يتحدث عن منهج قراءة المستقبل, واليات يضعها لاكتشاف الغد, الحقيقة جذبتني فصوله وقررت شرائه, مع ان العجوز طلب خمسة الاف دينار, وكان في وقتها مبلغا كبيرا, لكن لا اعلم كيف استجبت للسعر الكبير, ودفعت المبلغ ووضعت الكتاب في حقيبتي.

وبعد ايام من الاطلاع على اسرار الكتاب, اكتشفت ان لا نسخه اخرى في المكتبات, وان به خطط رصينة لاكتشاف المستقبل.

قد يهمك ايضاً:

الإتجاهات الحديثة فى مجال تنمية الموارد البشرية 

في النهاية، نحن بشر

والليلة قررت ان استجيب لطلب صديقي لاكتشف مستقبل عبد المهدي, فاخترت احدى الطرق التي في الكتاب والتي هي وسيلة متطورة جدا, طلسم من الاحرف العجيبة وسبع شموع وبخور هندي وكيبورد اقرا عليه ذلك الطلسم, فأسئل والكيبورد يكتب لي الجواب, وبعد اجراء الطقوس العجيبة, خطر على بالي سؤال وهو: ( هل سيقوم عبد المهدي بحل ازمة السكن خلال الاربع سنوات القادمة؟ ), انتظرت ان تدخل الروح للكيبورد ليكتب لي الجواب, وبعد انتظار فاجئني الكيبورد بتحرك ازراره ليكتب لي : (( سيتحدث كثيرا عن ازمة السكن لكن لن يحلها)).

صدمني جواب الكيبورد, فكنت أتأمل ان تحل ازمة السكن ونغادر حالة القلق ولا امان التي نعيشها متنقلين في بيوت الايجار.

فتبادر لذهني سؤال اخر مهم وهو : ( هل سيحل عبد المهدي الازمة الصحية في العراق, ويصبح بإمكان كل عراقي الحصول على علاج, بعكس واقعنا الحالي؟), فاهتز الكيبورد وتحركت ازراره, ليكتب لي كلمات محبطة: (( مهمة اكبر من المتصدي لها, لذا لن يتغير شيء بخصوص سؤالك!)).

يا اللهي ما هذه الاجوبة المحزنة, لكن قد تكون الاسئلة الاخرى بأجوبة سعيدة, ففكرت بسؤال اخر للكيبورد العجيب, فقلت له: ( هل سيتم حل مشكلة الكهرباء وسينعم العراقيون بالنور 24 ساعة باليوم؟), عم السكون كل المكان ثم تحرك زر واحد من ازرار الكيبورد ليكتب: (( ههههههههه )), ثم اهتز ليكتب: (( لن تنتهي مشكلة الكهرباء ما دامت الاحزاب موجودة)), الحقيقة لم اتفاجأ مما كتبه الكيبورد, فهي نفس الهواجس التي تراود مخيلتي.

ازدحمت الاسئلة في رأسي ( البطالة, الفساد الاداري, التعليم, الحصة التموينية, نمو البرجوازية, المليشيات, الزراعة, الصناعة, ….. الخ), فاهتز الكيبورد اهتزازا عنيفا ثم تحركت ازرار الكيبورد وكتب جملة قصيرة: (( لا ولن لكل اسئلتك )), وانتهى تأثير الطلسم وتوقف الكيبورد عن الاهتزاز قد عاد جمادا.

المستقبل القريب خلال الاربعة سنوات القادمة وبحسب تنبؤات الكيبورد العجيب هي مخيب للآمال العريضة, لنتمنى فقط ان لا تحدث اضطرابات ومشاكل كبيرة.

 

اترك رد