كتبت- يارا زرزور :
نظّمت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة وتكافؤ الفرص بأكاديمية الفنون برئاسة الأستاذة الدكتورة غادة جبارة، وإشراف الفنانة فاطمة محمد علي، مشرف الوحدة، رحلة ثقافية وتاريخية مميزة إلى منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، وذلك ضمن مبادرة رفع مستوى الرضا الوظيفي للعاملات والعاملين بالأكاديمية، التي تهدف إلى تعزيز الانتماء المؤسسي وتحفيز الطاقات الإيجابية لدى الموظفين.
تضمنت الرحلة جولة ميدانية بين أبرز المعالم الدينية والأثرية التي تجمع بين أديان السماء الثلاثة، في تجسيد رائع لروح التسامح والتعايش التي تميّز الشخصية المصرية عبر العصور.
بدأت الجولة بزيارة الكنيسة المعلقة، إحدى أقدم الكنائس في مصر والعالم، التي شُيّدت في القرن الخامس الميلادي على بقايا برجين من أبراج حصن بابليون الروماني، وتعد من أهم المعالم القبطية في مصر القديمة، وتتميز بأيقوناتها الخشبية النادرة وبهيكلها القائم على الطراز القبطي القديم الذي يمزج بين الجمال والقداسة.
ثم انتقل الوفد إلى كنيسة القديس مارجرجس، وهي من أقدم الكنائس الأرثوذكسية في القاهرة، وتُعرف بطابعها الدائري الفريد الذي يعلو أحد أبراج حصن بابليون.
تحتضن الكنيسة عددًا كبيرًا من الأيقونات واللوحات التي توثق سيرة القديس مارجرجس، رمز الشجاعة والإيمان، مما أضفى على الزيارة طابعًا روحانيا خاصا.
كما شملت الجولة زيارة معبد إبراهام عذرا المعروف بالمعهد اليهودي، أحد أقدم وأهم المعابد اليهودية في القاهرة، ويضم المعبد مجموعة نادرة من المخطوطات الدينية والقطع الأثرية التي تعكس جانبا من تاريخ الوجود اليهودي في مصر.
واختتمت الجولة بزيارة مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد بُني في مصر وإفريقيا عام 641 ميلادية بعد فتح مصر على يد القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه، ويعد المسجد منارة علمية وتاريخية بارزة، حيث كان مركزًا لتدريس العلوم الدينية واللغة العربية، وشهد عبر العصور العديد من عمليات الترميم التي حافظت على مكانته كأحد أهم رموز العمارة الإسلامية المبكرة.
قدمت الجولة الأستاذة سارة زيدان، عضو الوحدة والمرشدة السياحية، التي أبدعت في عرضها الشيق لتاريخ كل مزار، موضحةً أهمية هذه المنطقة الفريدة التي تضم رموز الديانات السماوية الثلاث، وتجسد قيم التسامح والوحدة التي عُرفت بها مصر منذ القدم.
وجاءت الرحلة بحضور مشرف وحدة مناهضة العنف ضد المرأة وتكافؤ الفرص، وعضواتها: الأستاذة نورا سعد، الأستاذة شيرين الشاعر، والأستاذة يارا زرزور، اللواتي شاركن في تنظيم الفعالية والإشراف على تنفيذها، مما أضفى على اليوم طابعا من التعاون الإيجابي وروح الفريق الواحد.
وفي تصريحاتها، أعربت الأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، عن فخرها باستمرار مثل هذه الأنشطة الهادفة التي تجمع بين المعرفة والترفيه، مؤكدة أن الأكاديمية تولي اهتمامًا خاصًا برفع الروح المعنوية للعاملين والعاملات ودعم التواصل الإيجابي داخل بيئة العمل.
من جانبها، أشادت الفنانة فاطمة محمد علي، مشرف وحدة مناهضة العنف ضد المرأة وتكافؤ الفرص، بالإقبال والتفاعل الكبير من المشاركين، مؤكدة أن الرحلة تأتي ضمن خطة الوحدة الرامية إلى تعزيز الوعي الثقافي والإنساني، وإيجاد بيئة داعمة لقيم التسامح وقبول الآخر داخل المجتمع الأكاديمي.
وتُعد هذه الفعالية استمرارًا لجهود أكاديمية الفنون في دعم الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تسهم في بناء الوعي وتنمية القدرات الإنسانية، انطلاقًا من رسالتها كمؤسسة تعليمية وفنية رائدة تجمع بين الإبداع والمعرفة والتنوع الثقافي.