تفسير سورة الناس
يارا البسيونى
سورة الناس هي السورة الأخيرة من حيث الترتيب في المصحف الشريف حيث أنَّ ترتيبها هو الرابع عشر بعد المئة، وتقع في الجزء الثلاثين والأخير، وهي السورة الحادية والعشرين في ترتيبها من حيث ترتيب نزول السور،كما أنّها سورةٌ مكيةِ، وتسبقها في التّرتيبِ سورةُ الفلقِ،
قال -تعالى-: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
- لآية الأولى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”، في هذه الآية يُخاطب الله تعالى نبيه الكريم ويدعوه إلى التعوذ به، والالتجاء إليه والاعتصام به، فهو خالق الناس وربهم والمتصرف في جميع شؤونهم.
- الآية الثانية: “مَلِكِ النَّاسِ”، أي حاكم الناس ومالكهم وكذلك الجن، والملك هو أحد أسماء الله الحُسنى.
- الآية الثالثة: “إِلَهِ النَّاسِ”، أي هو الله المعبود بحق، الذي يعبده كل من الجن والإنس ويتقربون إليه بالعبادات والطاعات.
- الآية الرابعة: “مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ”، والوسواس هو الشيطان الذي يوسوس ويوحي للناس بما هو خبيث ومنكر، والخناس أي يذهب ويختفي عندما ينتهي من الوسوسة، والآية تعني أنَّ التعوذ في الآية الأولى هو من شر الشيطان ووساوسه.
- الآية الخامسة: “الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ”، والشيطان يلقي بوساوسه في الصدر، ويسبب للإنسان الضيق والهم والتعب والشكوك وغيره من التأثيرات السلبية.
- الآية السادسة: “مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ”، وتأتي هذه الوساوس من شياطين الجن وشياطين الإنس ومن النفس أيضًا.
وقد جاءَ في تفسيرِ الآيةِ الأخيرة من سورة النّاسِ: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)،[١٣] أنّ المُوسوِسين قسمينِ اثنينِ،
القسمُ الأول: الجنُّ: وهم مخلوقاتٌ تُوصَفُ بأنّها مُستترة، أي لا يمكنُ رؤيتها بالعين المُجردة، ولا نعلمُ عنها الكثيرَ ولكن نعلمُ أثرها، إذ يبثّونَ خواطرَ الشّرِ والسوء في نفسِ الإنسان لتضليله
القسم الثاني: الإنس: وهم البشرُ الذين يبثونَ أفكارَ الشّرِ والضّلال في قلوب الناس في محاولةٍ منهم لإقناعهم بها، وإخراجها مَخرجَ النّصيحةِ
التعليقات مغلقة.