أحمد الشرقاوى
أكد المؤرخ والقائد الفكري العربي والإسلامي، الشريف محمد بن علي الحسني، رئيس مؤسسة الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية، أن الآية الكريمة “ليظهره على الدين كله” وردت في ثلاث سور مختلفة من القرآن الكريم، وهي تؤكد أن الله سبحانه وتعالى أرسل نبيه محمدًا ﷺ بالدين الحق ليكون مهيمنًا على جميع الأديان، حتى لو كره المشركون ذلك.
الآيات الواردة في القرآن الكريم
أوضح الحسني أن هذه الآية جاءت في ثلاثة مواضع قرآنية متطابقة:
سورة التوبة – الآية 33
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ﴾
سورة الصف – الآية 9
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ﴾
سورة الفتح – الآية 28
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۭا﴾
تفسير الأثر المنقول عن قتادة
أضاف الحسني أن ما ورد في “الدر المنثور” لجلال الدين السيوطي في تفسير هذه الآية، نقلاً عن قتادة، يشير إلى أن الأديان التي تشملها هذه الهيمنة الإلهية هي ستة: الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئون، والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا. وأوضح أن الإسلام يشمل كل هذه الأديان ولا يدخل في أي منها، مستشهداً بقول قتادة: “فالأديان كلها تدخل في دين الإسلام، والإسلام لا يدخل في شيء منها، فإن الله قضى فيما حكم وأنزل أن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون.”
تحليل المعنى في سياق العصر الحديث
أشار الحسني إلى أن هذه الآية تحمل معاني عظيمة تؤكد تفوق الإسلام من عدة جوانب، منها:
الإسلام دين شامل ومهيمن
أوضح الحسني أن الإسلام لم يأتِ ليندمج مع الأديان الأخرى، بل جاء ليكون خاتمًا لها ومهيمنًا عليها بالحجة والبرهان، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية أكملت تعاليم التوحيد وصححت الانحرافات التي دخلت في الأديان السابقة.
ظهور الإسلام على الأديان الأخرى
بالحجة والدليل
أكد أن الإسلام جاء بعقيدة واضحة قائمة على التوحيد الخالص، وأحكام عادلة تلبي حاجات البشر.
بالانتشار الجغرافي
أضاف أن الإسلام امتد ليشمل أممًا وشعوبًا عديدة، وهو اليوم أسرع الأديان انتشارًا في العالم.
بالتأثير الحضاري
أوضح أن الإسلام أثر بعمق في الفلسفة، والقوانين، والأخلاق، والعلوم، وحقوق الإنسان.
ونبه الحسني إلى أن هذه الآيات القرآنية تؤكد أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية، وأنه سيظل ظاهرًا بالحجة والبرهان، حتى لو كره ذلك المشركون. وأضاف أن انتشار الإسلام منذ ظهوره واستمراره في التأثير والتوسع على المستويات العقائدية، والروحية، والعلمية، هو دليل على تحقق وعد الله الوارد في هذه الآيات.
المراجع:
القرآن الكريم- تفسير المنثور لجلال الدين السيوطي- تفسير الطبري. تفسير ابن كثير.