تغيرات مظاهر العيد في المغرب: تأثير الشناقة وتحولات الشراء والبيع
شاشا بدر :
يشهد المغرب في السنوات الأخيرة تغيرات واضحة في مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث أصبح الوضع يختلف عن الأعوام السابقة. واحدة من أبرز التغيرات التي يشهدها المجتمع المغربي هي ظاهرة “الشناقة” وانتشارهم الواسع، بالإضافة إلى تحولات في سلوكيات الشراء والبيع.
ظاهرة الشناقة وتأثيرها على العيد
الشناقة، وهم الوسطاء الذين يعملون في بيع وشراء المواشي خاصة قبيل عيد الأضحى، أصبحوا ظاهرة بارزة تؤثر بشكل كبير على أسعار الأضاحي.
يقوم الشناقة بشراء المواشي بأسعار منخفضة من الفلاحين والمربين، ثم يعيدون بيعها بأسعار مرتفعة إلى المستهلكين، مستغلين الطلب الكبير على الأضاحي في فترة العيد. هذه الممارسات تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، مما يثقل كاهل الأسر المغربية التي تجد نفسها مضطرة لدفع مبالغ كبيرة لشراء الأضحية.
تحولات في سلوكيات الشراء والبيع
شهدت سلوكيات الشراء والبيع تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية متعددة. أصبح العديد من المغاربة يلجأون إلى شراء مستلزمات العيد من الأسواق الكبرى والمتاجر الإلكترونية، بدلاً من الأسواق التقليدية. هذا التغير يعزى إلى عدة أسباب، منها البحث عن أفضل العروض والأسعار، وتجنب الزحام والفوضى التي تصاحب الأسواق التقليدية في فترة العيد.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي
التحولات في سلوكيات الشراء والبيع، وارتفاع أسعار الأضاحي بسبب الشناقة، لها تأثيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة. من الناحية الاقتصادية، تزيد هذه التغيرات من الأعباء المالية على الأسر، خاصة تلك ذات الدخل المحدود. كما تؤدي إلى تراجع دور الأسواق التقليدية التي كانت تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة المغربية.
من الناحية الاجتماعية، تؤثر هذه التغيرات على روح العيد ومظاهر الاحتفال. فالعيد كان دومًا مناسبة للتواصل الاجتماعي واللقاءات العائلية، إلا أن الضغوط المالية وارتفاع الأسعار قد يحد من قدرة بعض الأسر على الاحتفال بالعيد كما كان في السابق، مما يؤدي إلى شعور بالحرمان وعدم القدرة على الاستمتاع بهذه المناسبة الدينية الهامة.
لمواجهة هذه التحديات، يجب على السلطات المعنية اتخاذ خطوات جادة لتنظيم السوق وضبط الأسعار، خاصة في فترات الأعياد. يمكن تحقيق ذلك من خلال مراقبة نشاط الشناقة وفرض رقابة صارمة على عمليات البيع والشراء، بالإضافة إلى دعم الفلاحين والمربين لضمان حصولهم على عائد عادل من بيع مواشيهم، دون استغلال الوسطاء.
كما يمكن تشجيع التعاونيات والجمعيات على تنظيم أسواق تضامنية، تتيح للمستهلكين شراء الأضاحي بأسعار معقولة، مع الحفاظ على جودة المنتجات. تعزيز التوعية بين المواطنين حول أهمية التخطيط المالي وتحسين إدارة المصروفات يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الضغوط الاقتصادية.
تغيرات مظاهر العيد في المغرب تعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع. لمواجهة التحديات الحالية، هناك حاجة إلى جهود مشتركة من قبل السلطات والمجتمع المدني والمواطنين، لضمان أن تظل الاحتفالات بالعيد فرصة للفرح والتواصل، دون أن تتحول إلى عبء اقتصادي ثقيل على الأسر المغربية.
التعليقات مغلقة.