تعليمنا في عصر الكورونا
بقلم – د. علي خلف عبود: ” الأردن”
جاء فايروس كورونا وكثرت الجهود المبذولة للقضاء عليه أو على الأقل تخفيف الآثار السلبية المترتبة عليه وكان لزاما على صانعي القرار أن يقوموا بمنع التجمعات واللقاءات والمناسبات الاجتماعية المحصورة في مكان محدد، وحيث ان المؤسسات التعليمية إحدى أكبر التجمعات في عالمنا المعاصر، مما دفع بالدول إلى اتخاذ قرارات صعبة والمتمثلة بإغلاق المؤسسات التعليمية، من رياض الأطفال، والمدارس، والجامعات، ومراكز التعليم ولأنني من أكثر المدافعين عن التعلم الإلكتروني، فقد طالبت بأستغلال الفرصة التي أتيحت فجأة أمامه في ظل تلك الأزمة والتي إجتاحت كافة دول العالم تاركة أثر سئ على جميع القطاعات وأبرزها قطاع التعليم حول العالم وفقاً لتقارير منظمة اليونسكو، حيث أغلقت أكثر من مائة وخمسة وثمانون دولة لمدارسها وجامعاتها مما كان له السبب المباشر في توقف تعليم مئات الملايين من الأطفال والشباب حول العالم ، ما دفع المهتمين ومقدمو التعليم إلى الارتقاء إلى مستوى التحدي المتمثل في التدريس عن بُعد، والبحث عن بديل مباشر ومؤثر للتعليم التقليدي القائم على حضور الطلاب لمدارسهم،. ورغم أنني كنت أتمنى لو أن القيام بتلك التجربة من التعليم جاء في ظروف مختلفه لكن الحقيقة أن تطبيق دروس التعليم الألكتروني باتت تشكل فرصة اليوم لتعزيز الإستفادة من هذا النوع من التعليم.
وتشير الأدلة ونتائج الدراسات التي أجريت على هذا النوع من التعليم الى تحسين نتائج التعلم ، ورغم أننا في ظروف مختلفه ووضع غير طبيعي وعليه فهناك تشتت في انتباه الطلاب كما أن المعلمين بحاجة الى المزيد من التدريب على تطبيق التعليم الألكتروني، إضافة إلي وجود نقص في الأدوات اللازمة لتحقيق البيئة التحتية التكنولوجية لدعم الإنتقال إلى هذا النوع من التعليم ودمج الممارسات التربوية الجديده.
وعلى جانب آخر أطلقت مديريات التربية والتعليم بمختلف المحافظات العديد من المبادرات التعليمية والإجتماعية لاستغلال المدارس كمبان تعليمية وقاعات مجهزة في سبيل الاستغلال الأمثل لها في عصر كورونا، فمثلا تم استغلال العديد منها في نتاج محاصيل جديدة، وأخرى لتزيين الشوارع بأيدي طلاب التعليم الفني والذي يشهد أعدادا كبيرة من مستويات التعليم الثانوي في مصر، إضافة إلى صناعة الألعاب المتعددة لوضعها بالحدائق، والقيام بأعمال التشجير وما يلزم من اعمال الصيانة المختلفة، وكذلك القيام بصناعة واقي الوجه للأطباء. والكمامات الطبية اللازمة للمواطنين وكل ذلك بجهود العاملين بالمديريات التعليمية والمدارس لمواجهة فايروس كورونا بطرق مبتكرة، واستغلال فترة تعطيل المدارس في مصر ، وتسخير الطاقات في سبيل خدمة المجتمع، اضافة الى القيام بعمليات التعقيم والتطهير، اضف الى ذلك الخدمات الاجتماعية، للمواطنين من خلال تجهيز بعض المدارس كأماكن للعزل الطبي الإحتياط أو لتسليم المعاشات حفاظا على صحة المواطنين، أو استلام الأبحاث الدراسية من الطلاب مع مراعاة التباعد الإجتماعي وإرتداء الكمامات في كل المراحل التعليمية المختلفه، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تم الإعتداد بها من قبل الوزارات المختلفة.