سهيلة وهبه:
فجعت مصر والوسط الرياضي أمس بوفاة اللاعب الشاب أحمد رفعت، لاعب نادي مودرن سبورت ومنتخب مصر، بسبب توقف مفاجئ لعضلة القلب. لتنهي حياة اللاعب الذي كان يحلم بمستقبل مشرق في عالم كرة القدم.
توفي أحمد رفعت في منزله بالتجمع الخامس، حيث انتظرته أمه ليأخذ جلسة على جهاز المتابعة لحالة قلبه، ولكنه لم يستجب لنداءها وحاول الأطباء إنعاشه لساعات عديدة بالصدمات الكهربائية والحقن، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.
في الساعات الأخيرة من حياته، سيطر عليه الحزن واليأس والخذلان، عاد إلى منزله في التجمع الخامس بعد أن شاهد مباريات كأس الأمم الأوروبية مع أصدقائه.
كان من المفترض أن يخضع لجلسة على جهاز متابعة حالة قلبه، وسألته والدته لماذا لم يركب الجهاز، ووجدته نائمًا على الكنبة ولم يرد عليها.
حالة أحمد رفعت قبل الوفاة
وقال الدكتور أحمد أشرف عيسى، أستاذ القلب الذي كان يتابع حالته، أنه حاول نقله إلى أقرب مستشفى، ولكن رغم جميع محاولات إنعاش قلبه، لم تجدي الجهود نفعًا.
وكان مقررًا أن يسافر خلال الأيام القادمة لإجراء فحوصات طبية في مستشفى ليفربول وآخر في ألمانيا، بعد التواصل معهم طوال الفترة الأخيرة بسبب تدهور حالته.
- وزاد من الجدل حول وفاة اللاعب ما كتبه وكيله نادر شوقي في نعيه، حيث بدت التغريدة اتهامًا لأطراف معينة بالتسبب في موته، فقد اكتفى بكتابة جملة: “حقه جاي جاي”، وهو ما ربطه البعض بتصريحات اللاعب السابقة.
لكن شقيق اللاعب في تصريحات عقب الوفاة سمى أحمد دياب الرئيس السابق لشركة الكرة في نادي مودرن سبورت.
سكة غير قانونية علشان يلتف على القانون، سواء علشان عقد الاحتراف ميضعش أو لقناعتهم بأنه وإيه المشكلة لما مينفذش فترة التجنيد ويبقى يعمل تصالح بعدين”.
وفي آخر تطورات القضية، أعلنت وزارة الشباب والرياضة فتح تحقيق بشأن سفر اللاعب الراحل أحمد رفعت، وقام أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بتكليف اللجنة القانونية العليا بالوزارة، للتحقيق في كافة الملابسات وفحص جميع المستندات الخاصة بسفر اللاعب الراحل، وذلك لما أثير مؤخرًا عبر وسائل الإعلام بشأن وجود شبهة مخالفات إدارية وقانونية شابت سفر اللاعب خارج البلاد”
ونجح الأطباء حينها في إنقاذ حياة رفعت عبر تعريضه لصدمات كهربائية، واستمر بعدها في غرفة العناية الفائقة مدة اقتربت من الشهر، ثم بدأ بعدها في ممارسة حياته بشكل شبه طبيعي، باستثناء النشاط الرياضي.
وأمس السبت، أعلن النادي خبر وفاة اللاعب أحمد رفعت بشكل مفاجئ من دون التعرض لأي أزمة صحية قبل الوفاة مباشرة، وأقيمت جنازته في مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ في دلتا مصر.
جدل في مصر حول وفاة اللاعب أحمد رفعت
لكن الجدل حول وفاته المفاجئة وأسبابها اندلع منذ اللحظات الأولى لإعلان خبر الوفاة الذي بدا للبعض نتيجة ضغوط تعرض لها اللاعب، وفق ما صرح به اللاعب قبل وفاته بأسابيع.
ففي آخر مقابلاته التلفزيونية، أشار رفعت إلى أن الطبيب المعالج لحالته أخبره بأن سبب الأزمة القلبية التي تعرض لها هي ضغوط نفسية زائدة عن طاقته تعرض لها، واتهم أشخاصًا مسؤولين في القطاع الرياضي في مصر (لم يسمهم) بأنهم سبب تلك الضغوط.
وقال رفعت: “تعرضت لضغوط كبيرة من شخص أو اثنين مسؤولين عن الكرة وفي الدولة، ولن أكشف عن تفاصيل ذلك حاليًا”.
وزاد من الجدل حول وفاة اللاعب ما كتبه وكيله نادر شوقي في نعيه، حيث بدت التغريدة اتهامًا لأطراف معينة بالتسبب في موته، فقد اكتفى بكتابة جملة: “حقه جاي جاي”، وهو ما ربطه البعض بتصريحات اللاعب السابقة.
لكن شقيق اللاعب في تصريحات عقب الوفاة سمى أحمد دياب الرئيس السابق لشركة الكرة في نادي مودرن سبورت.
أما عن أزمة اللاعب فقد بدأت منذ نحو 3 أعوام وفق شهادات قانونيين ومقربين من اللاعب لمنصة “صحيح مصر” التي تعمل على تقصي الحقائق، حين كان اللاعب ضمن صفوف النادي المصري الذي تلقى طلبًا من جهاز الرياضة العسكري الذي يشرف على أندية من بينها نادي طلائع الجيش، بأن اللاعب مطلوب لتأدية الخدمة العسكرية، على أن يقضي مدة الخدمة في اللعب ضمن صفوف حرس الحدود.
وفي العام نفسه انتقل رفعت إلى نادي مودرن سبورت، وعلى وعد من رئيسه حينئذ أحمد دياب بتسوية أوضاعه مع القوات المسلحة فيما يتعلق بواجب تأدية الخدمة العسكرية.
وبعد عام تقريبًا قام النادي بإعارة أحمد إلى نادي الوحدة الإماراتي، ولم يمكث رفعت طويلًا في الإمارات وعاد إلى القاهرة بعد فسخ التعاقد معه، لكنه فوجئ بالقبض عليه في مطار القاهرة وإحالته إلى النيابة العسكرية التي قضت بسجنه عسكريًا ستة أشهر.
وقال محامي اللاعب إن تلاعبًا تم من قبل إدارة النادي للتحايل على طلب التجنيد، بأن استخرج النادي تصريحًا للسفر إلى ليبيريا من أجل مباراة، ثم من ليبيريا لم يعد اللاعب إلى مصر وسافر من الخارج إلى الإمارات، ومن هنا بدأ اللاعب مخالفًا ومتهربًا.
وأنهى اللاعب محكوميته وعاد تدريجيًا إلى الملاعب وسط أزمات متتالية تتعلق بمستحقاته لدى النادي وغيرها حتى سقط مغشيًا عليه في مارس
وقد تفاعلت وسائل التواصل مع قضية أحمد رفعت، حيث كتب المحامي منتصر الزيات: “الخوف مسيطر على كل من يتكلم في موضوع وفاة أحمد رفعت؟ هو إيه الحكاية؟، الرجل مات وترك أمانة المعلومات في رقبة أفراد بعينهم؟ هو إيه تقل أحمد دياب علشان الناس تخاف منه؟ أم هناك ما لا نعرفه”.
أما المدون ماهر حبيب، فيرى أن وفاة اللاعب الشاب أحمد رفعت تلقي حجرًا في مستنقع راكد عن تعرضه لضغوط نفسية وظلم.
ويضيف: “ظهور بعض من تلك المظالم على صفحات الميديا يحتم على المجتمع البحث ومعرفة مدى تغول ناس على ناس وأن هناك من هم أصحاب بطش وقوة دون رادع ويجب أن نحاسب الظالم المتجبر“.
التعليقات مغلقة.