بقلم – هيام جابر:
لم تكن تعجبه. لم يكن يعجبها من حيث الشكل . بينهما زمالة عمل . كان يراهن أن لا إمرأة تستعصي عليه مهما كانت .
كان يريد إثبات ذاته من خلال أكبر عدد من النساء اللواتي يقعن بغرامه . ينتقي بثقة تامة من توافق مزاجه .
كان لا بد له من الولوج لعالمها . بفضول لا يخلو من احترام ، طرق بابها ، لم يفك شيفرتها ، كرر و كرر . كانت امرأة لطيفة ، حساسة ، لم تتجاوز حدود الذوق مع احد ، حفاظا على شخصيتها ومكانتها بين الناس ، كانت تكتفي بما يفرض عليها من سوء حظ طالعها في مجمل حياتها .
سيدتي :
اكسري أقفالك وتعالي الى قلبي ..
اكتفت بالاستماع إليه دون مبادرة من قبلها .
تعب ، صمم أكثر ،
أدخلته بعض الجوانب من حياتها .
كانت بحاجة لأخ لها . حيث فقدت إخوتها في الحرب .
امام أصراره وبعد أن أصبح نديم ساعات فراغها ، بدأ شعور لم تألقه يدغدغ اوصالها . و احاسيس مختلفة ، تحس بها . إنه الحب . تلك الكلمة التي لم تكن بمصطلح حياتها . تجنبا لعذابها ، كما كانت تشاهد ، وترى ، وتسمع .
جدفت معه بمجاديف الحب والغرام .جابا كل بحور العشق .
ما إن وصل معها للذروة لفت انتباهه وردة ، اثاره غموضها . لم تقترب منه ، رغم قربها من دائرة حياته . نكص لعادته المتأصلة به . و راح يلاحقها .
غرقت في بحر من الخذلان، اضطربت أنفاسها .
تلفتت حولها . وجدت نفسها على شاطئ أخر ، أحست بعودة الروح ، مسحت عينيها . تبللت يديها بندى الصباح .نهضت مسرعة . كانت هالة نور تحيط بها . وصوت أمها يتردد في مسامعها ، ياسمين ..ياسمين تعالي .