كتب – سمير عبد الشكور:
دشنت سلطنة عُمان مصنع “للبولي اكريلاميد” بمنطقة ريسوت الصناعية بمحافظة ظفار بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 20 مليون دولار أمريكي وتصل طاقته الإنتاجية الحالية 15 ألف طن من البوليمر سنويا على أن تبلغ الطاقة الإجمالية للمصنع في المراحل القادمة 70 ألف طن سنويا.
إن المصنع يعد استثمارا جيدا ويأتي بشراكة عُمانية صينية حيث تعتبر الصين الشريك الاستراتيجي لسلطنة عُمان، كما أن الشركة العُمانية تعد إحدى الشركات الرائدة في مجال توفير مادة البوليمر وهي من المواد التخصصية التي تضخ عبر مواد أخرى في آبار النفط الموجودة في التضاريس الصعبة جغرافيا، موضحا أن المواد التي ينتجها المصنع تساعد كتقنية في إعادة إحياء بعض الآبار التي يوجد بها نفط ولم يتم ضخه بسبب صعوبة البيئة الجغرافية.
فضلاً عن أن الشركة تتعامل مع شركة تنمية نفط عُمان منذ قرابة ثلاثة سنوات لتزويدها بمادة “البوليمر” وهي من تبنت الفكرة وسعت إلى ضرورة إقامة هذا المصنع في السلطنة، ويتم حاليا العمل مع جامعة السلطان قابوس لإعطاء فرصة ممكنة للشباب العمانيين في مجال تخصص الهندسة كهندسة الآبار والبترول وغيرها للاستفادة من هذه التقنية وتوفير فرص التدريب لهم.
جاء إقامة المصنع بعد مناقشات مع شركة تنمية نفط عُمان -المستخدم الرئيسي للمنتج – وتماشيا مع سياسة السلطنة الاقتصادية وتطبيقا فعليا لاستراتيجية القيمة المحلية المضافة الرامية إلى تعزيز إسهام قطاعي النفط والغاز في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد من خلال تحقيق أربعة محاور أساسية تتمثل في البضائع والخدمات وتطوير قدرات الموردين المحليين والاستثمار الاجتماعي والتعمين والتدريب.
ولا ريب أن اختيار منطقة ريسوت الصناعية لإقامة هذا المصنع يأتي لقربها من مناطق الامتياز وحقول النفط، يجسد هذا المصنع شراكة بين القطاع الخاص العماني بنسبة 40 بالمائة والصيني بنسبة 60 بالمائة.
يساهم المصنع في إيجاد فرص عمل جديدة للشباب العماني ونقل التكنولوجيا والمعرفة واستخدام أحدث آليات الإنتاج والتصنيع، كما أن تصنيع البوليمر كان من الفرص التي حددت في استراتيجية القيمة المحلية المضافة للنفط والغاز التي أميط الشركة عنها اللثام في عام 2013، وتعد فرصة تصنيع البوليمر (الذي هو عبارة عن مواد كيميائية تستخدم في عمليات الاستخلاص المعزز للنفط) من بين تلك المجالات التي توفر إمكانات كبيرة للنمو في المستقبل وتوفر فرصًا جيدة للعمل وتساهم في رفع معدلات استخراج النفط عبر طرق الاستخلاص المعزز للنفط.
ويعمل المصنع على تحسين إنتاج النفط عبر الاستخلاص المعزز للنفط الذي يتيح إطالة العمر الافتراضي لحقول النفط وزيادة إنتاج النفط بشكل كبير ويستهدف الأسواق العُمانية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمريكا الشمالية.
ويعد الاستخلاص المعزز للنفط تقنية مهمة في السلطنة حيث تعتبر شركة تنمية نفط عُمان من الشركات الرائدة على مستوى العالم في مجال الاستخلاص المعزز للنفط وتتصور أن تشكل الاستخراج المحصولي أكثر من 20 بالمائة من إجمالي إنتاجها بحلول عام 2025.
…