بقلم محمد علي عفارة ” سوريا “:
ها هي ذي الشمسُ بجدائلها الذهبية تُقبلُ وجهَ الحياة, ومن ثمً تقبل نافذةَ بيتهِ المطرزةِ بأيادٍ شرقية . كلما تدلى
الصبحُ معانقاً , كانتْ تتدلى أمامَ نافذتهِ تُفاحةٌ حمراءُ اللونِ شهيةً عبقة وكأنها هربتْ من الجنةِ على عجلٍ.
. كان يتأملها للحظاتٍ يمدُ يدهُ يلتقطها ويهمُ بطعمها ورائحتها , رحلتْ الصباحاتُ مهرولة ًنحو الأفقِ البعيدِ
, وكرحيلِ الصباحاتِ كان يرحلُ شيءٌ من ألق التفاحةِ وجمالها. ها هي ذي تتأرجحُ أمامَ ناظريهِ مجعدةَ
الخدودِ برائحةٍ مقززةٍ, تأملها كما كان يفعلُ في الماضي السحيق, مندفعاً بآلام جوعهِ مدَّ يدهُ التقطها قلَّبها
بين أصابعه ثُّم رمى بها إلى فمهِ رغمَ رائحتها الكريهة.