تحفيز أم تمهيد لكارثة؟.. جدل واسع بعد قرار محافظ القليوبية بمكافأة لأفضل مركز في “ترشيد الكهرباء”

القليوبية – السيد يوسف:

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط التنفيذية والشعبية بمحافظة القليوبية، أعلن المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، خلال اجتماع المجلس التنفيذي الذي عقد بمقر ديوان عام المحافظة، بحضور رؤساء المراكز والمدن والأحياء، عن تخصيص مكافأة مالية لأفضل مركز أو مدينة أو حي يحقق نتائج متميزة في أعمال ترشيد استهلاك الكهرباء.

القرار الذي بدا في ظاهره موجهاً لتشجيع المسؤولين المحليين على ترشيد الإنفاق وضبط استخدام الطاقة، سرعان ما أثار موجة من القلق، حيث اعتبره عدد من المتابعين والخبراء المحليين تحفيزاً خطيراً قد يؤدي إلى نتائج كارثية على أرض الواقع.

ففي ظل تسابق رؤساء المدن للفوز بالمكافأة، تُطرح تساؤلات خطيرة: هل يتم الترشيد بطرق مدروسة وآمنة، أم سيتم تنفيذ إجراءات تقشف عشوائية تُدخل الشوارع في ظلام دامس؟ وهل أُخذ في الحسبان ما قد ينجم عن انعدام الإضاءة العامة ليلاً من انتشار أعمال البلطجة والسرقة والتحرش والحوادث، وغياب الأمن المجتمعي؟

مصادر مطلعة أكدت أن بعض المناطق شهدت بالفعل تقليصاً ملحوظاً في إضاءة الشوارع عقب الاجتماع، ما أثار قلق الأهالي خاصة في الأحياء والمناطق الريفية.

ويرى عدد من المراقبين أن التحفيز على الترشيد يجب أن يُبنى على خطط فنية ومجتمعية متكاملة، لا أن يُترك الأمر لاجتهادات ميدانية هدفها المكافأة فقط، دون النظر إلى تداعيات تقليل الإنارة في الشوارع العامة والطرق الحيوية.

وفي هذا الإطار، نطالب السيد المحافظ بمراجعة هذا القرار بشكل عاجل، ووضع معايير واضحة تضمن الترشيد الآمن والمستدام دون التأثير على سلامة المواطنين أو فتح الباب لسيناريوهات خطيرة قد تنقلب من محاولة للتوفير إلى كارثة إنسانية وأمنية.