مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

تاريخ حلوى المولد النبوى بين الماضى والحاضر

كتب _ يوسف سلامة

تحتفل الامة الاسلامية  بالمولد النبوى الشريف فى شهر ربيع أول من كل عام، حيث تقام السرادقات الكبيرة حول المساجد والميادين فى جميع أنحاء مصر، ، ومن طقوس الاحتفال، امتلاء المنشدين المغردين بأناشيد لمدح الرسول – صلى الله عليه وسلم .

ويتم توزيع الحلوى واﻷطعمة على الفقراء واﻷهالى وأطفالهم، ومن أهم مظاهر الأحتفال شراء حلوى المولد والتى تتميز بطقوس خاصة عند المصريين، وخاصة  الحلوى وعروسة المولد .

حيث  يحكى هشام الشريف صاحب مصنع حلويات بان  الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوى فى المولد، وتجمل بالأصباغ، وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر، حيث تنتشر فى جميع محال الحلوى والشوادر التى تعرض فيها ألوان عدة من الحلويات المميزة، إلى جانب لعب الأطفال “عروس المولد للبنات”، والحصان أو الجمل للأولاد، ولذلك تعتبر مظهرا أساسيا للاحتفال بالمولد.  

ويرجع ذلك لمحاولة الحكام استغلال المناسبات ليتقربوا للمصريين لاستمالتهم بالاهتمام بكل الاحتفالات الدينية وعلى رأسها المولد النبوى الشريف، حتى ابتدعوا مظاهر جديدة وصرفوا ببذخ شديد بداية من الخلفاء الفاطميين الذين برعوا فى ذلك وتمكنوا من بسط نفوذهم إلى بلاد كثيرة من العالم الإسلامى، وظهرت معهم معظم العادات والتقاليد التى نهتم بها حتى اﻵن.

قد يهمك ايضاً:

الوكالة المصرية تنظم تدريبًا لـ 40 من القيادات الأفريقية في…

سلطنة عُمان تتقدم 4 مراتب في مؤشر جاهزية الشبكات وتحقق…

ترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين الذين كانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى، ويقال أن الحكام الفاطميين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم فى يوم المولد النبوى، ولذلك أبدع صناع الحلوى فى تشكيل عرائس المولد، وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر والتراث.

وحلوى المولد نوع من الحلويات أدخلها الفاطميون (969- 1171م) إلى مصر، ضمن حلوى ومظاهر لكل مناسبة، كنوع من التقارب السياسي والاجتماعي، مثل «الفوانيس» (مصابيح خاصة) و«زينة» شهر رمضان (تعلق في المنازل والشوارع)، ولحلوى المولد أنواع متعددة، مثل: الجوزية، الملبن، الفولية، الفستقية، البندقية، اللوزية، والحمصية والسمسمية.

ومن أبرز أشكال هذه الحلوى في مصر «العروسة» و«الحصان»، اللذان ظهرا خلال عهد الحاكم بأمر الله (الدولة الفاطمية)، حيث كان يحب إحدى زوجاته، فأمر بخروجها معه يوم المولد النبوي، فظهرت في موكبه برداء أبيض، وعلى رأسها تاج الياسمين، فقام صناع حلوى برسم الأميرة في قالب حلوى، بينما رسم آخرون الحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه، وصنعوه من الحلوى.

ولمئات السنين، تمسك المصريون بعادة صناعة حلوى المولد، التي تمر بمراحل عدة، تبدأ بصهر السكر الخام على درجات حرارة مرتفعة، ثم صبه في قوالب مختلفة الأشكال والأحجام للعرائس والأحصنة، ثم تترك ليبرد السكر الساخن الموجود بداخلها، قبل أن يتم فك القوالب، وتركها تبرد، ثم تدخل الحلوى في مرحلة التزيين، لتصبغ بألوان، وتزين بتطاريز ذات أشكال وأحجام متعددة.

،

 

اترك رد