(( بين الفجر والضياء سجد الياسمين ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الشاعر محمد علي محمد
الساجدون مع الصباح
يفتشون في ترانيم الورد
عن قصيدةٍ يتيمةٍ
عن تحيةٍ بحُرْفةِ الفجر والضياء
صمتي …
بحجم التاريخ الذي ألهمكِ
بحجم حروفي المكدسة بصحائف الصباح
بحجم القصيد المحتشد في يراعي
وما فيه من …
حماقاتي
وخيالاتي
وأطواري
ومواسم كأسي
المملوء بالبكاء والألم
صمتي …
تحيةٌ بريئةٌ ليس لها لحية
لا شرقية ولا غربية
هي حكمة بنكهة الموسيقا
والياقوت والدردار
هو صمتٌ قَرَّبَ منا
الهطل الكثيف الممتزج …
بأحلامنا الواقعة بين الدهشة والفراغ
صمتٌ …
رتبنا بجغرافيةِ الدمع
من الألف إلى الياء
تاركين وعينا لحصاد العبقرية والأمنيات
……….
رسائلنا المنبعثة من حالة اللاوعي
مساحاتها بحجم الكون
وعطر رغيف الخبز
كم هي عظيمة تراتيب الطبيعة
يقولون :
إذا أتت اللحظة وتلعثمنا
بين الصمت ورحيل الروح
لابدَّ أن تقودنا الدروب إلى زادنا
إلى بريق الفجر والياسمين
حطَّت الريحُ مكيدتها فوق الفؤاد
واشعلتْ في الوجد الحنين
انتعلتْ صراخها
ومضت تتبعُ فراغات الليل
……….
لا شيء في الريح إلا الريح
امتدَّ احتجاجي من صرختها الأولى
إلى هسيس زنزانةٍ
لا تمحوها السطور الباكية
حملتها أوراق السنديان
إلى كُراسي قصيدةَ صنوبر
رباه … لا أريد للطيور
أن تغرد فوق أغصانها
فهناك …
في العين هدوءٌ لطيفٌ
يرسم أوصال الهوى
وفي المساء رؤيا
تثمر بالإنطلاق نحو الحياة
……….
تلك المائدة الساحرة
دخلت بذاكرتي
عاندت أحلامي
تخطفني إليها تارةً
وتتركني في دوامة الإنتظار
تارةً أخرى
مباركٌ القلمْ إن جُنَّ فيها
أسأل خيوط الصباح
ما الذي يشبهكِ
وهل مرَّ اللازورد من عينيكِ
أسأل الطينَ عن أسلافكِ
عن ولادتكِ
عن أنين السنابلِ عبر السنين
أيتها المرأة المنسوجةُ
بالفيروز والرياحين
وخمرتي المقدسة
بين خطواتكِ ودربي …
تتكونُ أنشودة صوفية
تعيدُ ترتيب يقظتنا وسفحنا المتعب
من عهودِ الشيب وتثاؤب الزمن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى (سيدة القمح تاج الغروب )
محمد علي محمد
29/9/2019