مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بوفيسيا (بني سويف) عاصمة مصر القديمة

بقلم – دكتور ياسر أيوب ثابت:

رئيس شعبة الفنادق بنقابة السياحيين

عرفت مدينة بني سويف في العصر الفرعوني باسم «بوفيسيا»، وظل هذا الاسم قرابة 20 قرنا وبعد الفتح العربي والإسلامي تحول الاسم إلى «منفوسية» وظل حتى القرن الخامس عشر الميلادي.
وعُرفت في اللغة القبطية باسم «بانى سوف»  وقيل أيضًا أن المحافظة عرفت باسم «بني سويف» نسبة إلى قبيلة بني سويف العربية.

وتعد مركز ومدينة “إهناسيا” أحد أهم المدن التابعة لمحافظة بنى سويف، وتقع غرب المدينة، وكانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة تجاوزت القرنين من الزمان فى الفترة من 2242 حتى 2452 قبل الميلاد.

وعرفت قديما باسم أهناس أو أهنيس واشتق منها اسم اهناسيا، وأصدرت الداخلية عام 1944 قرارا بإنشاء مركز اهناسيا المدينة، وبعد مرور 21 عاما وفي عام 1965 صدر قرار جمهورى بتعديل مسمى المركز إلى اهناسيا، كما يطلق عليها البعض لقب أم الكيمان لوجود كثبان وتجمعات رملية “كيمان” بالمدينة.

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب رجل غاب عن ذاكرة مصر !

رحلة الحج..

وتبلغ مساحة المنطقة الأثرية باهناسيا 390 فدانا وبها بقايا معبد الملك رمسيس الثانى وتمثالين للملك مصنوعين من الكوارتز، وأقام رمسيس الثاني أمام البهو الأمامي للمعبد تمثالين كبيرين له، ثم يأتي من بعدها بهو أعمدة ثنائية ذات تيجان مزينة بزينة أوراق النخيل، وصالة أعمدة أخرى تقود إلى داخل المعبد، وقد استبدلت بعض أجزاء المعبد خلال الأسرة الثالثة والعشرين، كما أجريت ترميمات على المعبد خلال فترة الحكم الإغريقية الرومانية.

وعقب ثورة 25 يناير تعرضت المنطقة الأثرية للنهب والتنقيب واستخراج مجهولون تمثالا وحاولوا سرقته وتصدى لهم بعض الأهالى وحالوا دون ذلك، ولكنهم تمكنوا من الهرب، فضلا عن وجود مخزن للآثار آخر ما نقل إليه حديثا خلال عام 2018 لوحة جدارية أثرية تعود للملك “سابتاح” من الأسرة التاسعة عشر، وضبطت بحوزة مدرس استخرجها أثناء تنقيبه عن الآثار بمنزله، وكذلك مجموعة من التماثيل معدنية ذهبية اللون وبها نقوش من بينها ما عثر عليها موظف، أثناء أعمال هدم وبناء بمنزله وسلمها لشرطة السياحة، وأخرى ضبطتها الشرطة داخل منزل لشقيقين، بالإضافة إلى منطقة آثار “سدمنت الجبل” إحدى قرى المركز، وتضم جبانة أثرية كبيرة، وخرج منها الكثير من القطع التى وزعت على متاحف دول العالم.

ومنها تمثال لوحة لرمسيس الثاني، وعلى رأسه تاج الوجه البحري الأحمر، وقد عثر على هذه اللوحة بمتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك، حيث شيد معبد حرشف الذي كان موجودا على بحر من الفرعونين أمنمحات الأول وسيسوستريس الأول من الأسرة المصرية الثانية عشر.

وتشمل الوحدة المحلية لمركز ومدينة إهناسيا حاليا “المدينة و5 وحدات محلية قروية تابعة للمركز وهى “العواونة، النويرة، براوة، ننا، قاى” وتضم 36 قرية و112 عزبة ونجع.

كما حظى مدخل مدينة اهناسيا باهتمام رؤساء الوحدات المحلية الذين تولوا المسؤولية على مدى السنوات الماضية إذ تم تطويره أكثر من مرة ليصبح حاليا الأفضل على مستوى المراكز الإدارية السبع بالمحافظة وهو عبارة عن حارتين واسعتين ومنفصلتين ويتوسطهما بوابة يعلوها مصرى قديم يقود عربة حربية يجرها جواد، تشكل لوحة فنية تضيء ليلا، وترمز إلى الأهمية الحضارية لاهناسيا.

التعليقات مغلقة.