مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

بورسعيد «تتمسك» بالمتحف القومى «وترفض» طمس تاريخها وآثارها

62

كتب – بسيوني الجمل :
مازالت أزمة المتحف القومى بمدينة بورسعيد مستمرة .. بعد أن فوجئ أهالى المدينة الباسلة بالإعلان عن إقامة مشروع سكنى استثمارى مكان أرض المتحف .. فى محاولة لطمس هوية وتاريخ وآثار بورسعيد .. المتحف القومى يعد أقدم المتاحف القومية .. فقد أنشئ قبل متحف الإسكندرية .. وشهد أمناء المتاحف بقيمته الاقتصادية .. فقد كان ثانى متاحف القطر المصرى فى عوائده المادية .. ويعد وجود المتحف ضرورة ثقافية وتاريخية فى مدينة كبرى .. اتسعت عمرانيا بشكل ملفت .. بالإضافة إلى كونه موجودا فى موقع جغرافى فريد .. ويقع بين مجموعة من المنشٱت السياحية على نحو فنار بورسعيد ومبنى القبة الخاصة بهيئة قناة السويس والبيت الإيطالى .. ناهيك عن دور المتاحف الثقافى والتاريخى والحضارى وتدعيمها لذاتنا الحضارية.

يقول الأديب والكاتب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر .. تم إنشاء متحف بور سعيد القومى وافتتاحه فى ٢٣ ديسمبر عام ١٩٨٦م ليحوى قرابة ٩ آلاف قطعة أثرية من كل العصور .. موزعة على ثلاثة قاعات .. تخليدا لنضال أهل المدينة فى درء العدوان الثلاثى على مصر .. وأصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر القرار رقم ١٢٥ لسنة ١٩٦٣م بتعديل مرفق قناة السويس .. والذى شمل ضم منطقة أرض المتحف القومى ببورسعيد المطلة على مدخل المجرى الملاحى لقناة السويس إلى محافظة بورسعيد .. وبعد ذلك أصدر المجلس المحلى للمحافظة قرارا بتخصيص الأرض لوزارة الآثار .. بغرض محدد وهى إقامة متحف قومى.

أوضح رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر .. فى عام ٢٠٠٩م خصص قطاع المشروعات بوزارة الثقافة مبلغ ٧٥ مليون جنيه لتطوير وصيانة المتحف .. وبعد الانتهاء من إعداد الدراسة الهندسية اكتشفت الشركة المنفذة عدم جدوى الترميم …فكان القرار بالإزالة حتى سطح الأرض وإعادة بناء المتحف مرة أخرى وتخصيص ٩٥ مليون جنيه .. وبالفعل تم هدم المتحف فى ٢٠١٠م لإعادة بنائه وفق التصميم المقترح.

استطرد الأديب والكاتب عبدالله مهدى قائلا : فى عام ٢٠٢١م أعلن وزير السياحة السابق عزم الحكومة إقامة مشروع فندقى عالمى وملحق به متحف قومى بمواصفات ومعايير عالمية .. وفوجئ أهالى بورسعيد بإعلان الهيئة عن إقامة مشروع سكنى استثمارى بأرض المتحف بالشراكة مع إحدى الشركات العقارية.

أوضح أن المؤرخ ضياء الدين حسن القاضى .. أكد فى كتابه «موسوعة تاريخ بورسعيد – الجزء الأول – الفصل الثالث» إنشاء أول متحف ببورسعيد عام ١٩٢٣م فى عهد الملك أحمد فؤاد .. بالدور الأرضى من منزل الخواجة رزق الله الكائن فى تقاطع شارع فلسطين بشارع النصر .. أى أن مدينة بور سعيد لها تاريخ متحفى مميز وقديم.

قد يهمك ايضاً:

مصر ضمن 25 دولة تتميز بأجمل مناظر طبيعية لغروب الشمس

اكبر المشروعات السياحية الكبرى في السعودية 2030

اندهش الأديب والكاتب عبدالله مهدى متسائلا : هل صدر قرار من رئاسة الجمهورية بإلغاء قرار التخصيص الصادر عام ١٩٦٣م ؟! وهل أعلنت هيئة الآثار عن بيعها لقطعة الأرض التى تمتلكها ؟! وهل قامت رئاسة الوزراء بفسخ عقد إيجار قطعة الأرض التى تمتلكها ؟!

كل تلك الأسئلة .. لأننا نعلم أن أرض المتحف ملكيتها كالآتى : حوالى ٥ آلاف متر مربع صدر بها قرار رئيس الجمهورية تخصص لبناء متحف بور سعيد عام ١٩٦٣م .. و١١٩٠ متر مربع اشترتها هيئة الآثار وسددت مقابلها للقاعدة العسكرية التى كانت تشغلها .. وحوالى ٦ آلاف متر مربع صدر قرار من رئيس الوزراء بتأجيرها للمتحف من هيئة قناة السويس مقابل إيجار سنوى.

يقترح الأديب والكاتب عبدالله مهدى رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة باتحاد كتاب مصر .. أن الحل يكمن في الحوار المجتمعى .. حيث تزخر محافظة بورسعيد بقامات فكرية وثقافية وعلمية .. فى كافة مناحى العلوم والمعارف .. زد على ذلك مدى عشقهم لبلدهم الذين كافحوا وأجدادهم .. ليظل قطعة غالية من قلب مصر .. فالموقع الفريد لبورسعيد فى أقصى نقطة شمال شرق أفربقيا وأول ميناء لقناة السويس من جهة الشمال .. وكونها ملتقى سفن العالم ذهابا وإيابا .

يطالب الجميع للحوار والوصول إلى رؤى مشتركة بشأن متحف بور سعيد القومى .. الذى يمثل ذاكرة للمجتمع البورسعيدى خاصة والمصرى عامة .. دعما لهويتنا الثقافية والتاريخية والحضارية فى ظل جمهوريتنا الجديدة .. التى تحتفى بكون مصر «بلد عظمى ثقافيا» .. فأرض المتحف للمتحف .. وكل المساندة لأهل بورسعيد للحفاظ على هويتهم وتاريخهم ومتحفهم .. فى ظل الجمهورية الجديدة التى ننشدها جميعا .. وعلى الجميع أن يتحلى بمبادئ الشفافية والحوار مع الٱخر .. للوصول إلى رؤية مشتركة واستكمال لوحتنا الفنية الرائعة .. التى يساهم الجميع فى رسم خطوطها وتلوينها والبصمة على كل مفرداتها «جمهوريتنا الجديدة».

التعليقات مغلقة.