مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
غزل المحلة يعلن قائمته لمواجهة الزمالك في بطولة الجمهورية 2009 "صرخة وجع من شبرا الخيمه.. مصرع الطفل سليم بسبب غطاء بالوعة مسروق زلزال بقوة 5,80 بمقياس ريختر علي بعد 867 كيلو شمال مطروح الخطيب يكشف كواليس ترشحه وأسرار قائمته الانتخابية: رجال أعمال واستراتيجية جديدة لقيادة الأهلي اتحاد الكرة يقرر تأجيل جميع المسابقات المحلية بسبب افتتاح المتحف المصري الكبير فيلم "وين صرنا؟" لدُرّة يؤكد حضوره العالمي باختياره في المهرجانات والفعاليات السينمائية الدولية محافظ أسوان يأمر بالتحقيق ومراجعة موقف التراخيص للمخبز المحترق نتيجة انفجار اسطوانة بوتجاز  بعد موقف إنساني مؤثر في مدرج تجارة كفر الشيخ: أغنية تمجد عميد الكلية وتحول اللحظة إلى قصة إنسانية مل... اقتصادية قناة السويس تحصل على تمويل مصرفي بقيمة 30 مليار جنيه من خلال البنك التجاري الدولي – مصر سي ... ضبط 1200 لتر زيت طعام و1750 كجم طحينة مجهولة المصدر داخل مصنع غير مرخص بالخانكة 

بوجي… حين قال كفى

بقلم -يارا زرزور: 

تخيّل نفسك تستيقظ في صباحٍ جديد… لا تتذكّر ما فعلت البارحة، ولا تعرف كيف مرّت الأيام. تتلفّت حولك فتجد جسدك منهكًا، عينيك غائرتين، وأمّك تبكي بصمت في الغرفة المجاورة، تقول في نفسك: “أنا بخير… أستطيع التوقف متى شئت.” لكنك تعلم في أعماقك أنّك أسير.

 

هذه لم تكن مجرد أوهامك، بل كانت حقيقة عاشها شاب مثلك تمامًا… اسمه محمد مسعود، المعروف بـ”بوجي”.

 

بدأ بوجي بتجربة صغيرة، “حبّة” هنا، “جرعة” هناك، ثم تحوّلت التجربة إلى حياة كاملة بلا معنى، قال يومًا: “كنت أتعاطى أشياء تجعلني مستيقظًا خمسة أيام متواصلة.” خمسة أيام بلا نوم… أي قلب يتحمّل؟ أي عقل يبقى سليمًا؟ ومع مرور الوقت، صار كل ما يملك رهينة للمخدرات، وحين ضاقت به الدنيا، قرّر أن يبيع كليته، تخيّل أن تُضحّي بجزء من جسدك، أن تخرج من غرفة العمليات وأنت ناقص، فقط لأنّك لم تستطع أن تقول كلمة واحدة: “كفى.”

 

الإدمان لم يسرق جسده فقط، بل سرق روحه حين خطف أخاه، أخوه الذي مات بسبب جرعة زائدة، ترك وراءه فراغًا وجرحًا لا يندمل. فهل جرّبت أن تفقد عزيزًا؟ هل تتخيّل أن تكون أنت السبب في دمعة والدتك، أو صرخة أبيك، أو انهيار إخوتك؟

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب من غير عنوان

البنك التجاري الدولي مصر (CIB) وطلبات وماستركارد يطلقون…

وسط هذا الظلام، جاءت لحظة صغيرة غيّرت كل شيء، سألته أمّه: “هل تتعاطى المخدرات؟” فأجابها: “نعم.” فقالت له كلمة واحدة: “يا بُني، توقّف.” بكى… وانكسر… وقرّر، لم يكن الطريق سهلًا، فقد سقط مرة أخرى، لكنه نهض، واليوم يقول بوجي: “أنا لست في الثانية والثلاثين من عمري… بل في الثانية من عمري. فأنا وُلدت من جديد منذ عامين فقط.”

 

يا من تقرأ هذه الكلمات وأنت تشعر بثقل داخلك… اسمعني: أنت لست ضعيفًا، لكنك أسير، أنت لم تُخلق لتكون عبدًا لجرعة صغيرة تسرق عمرك، أنت تستحق أن تحيا، أن تُحب، أن تُحترم، أن ترى أمّك تبتسم لا تبكي.

 

تخيّل نفسك بعد سنوات، حرًّا، واقفًا أمام الناس، تحكي قصتك مثل بوجي… وتقول بفخر: “ولدت من جديد.”

 

بوجي لم يكن بطلًا خارقًا، بل شابًا مثلك، الفرق الوحيد أنّه قال لنفسه: “يكفي.” واتّخذ القرار، الإدمان لن يتركك إلا في قبرٍ مبكّر، أمّا القرار، فبيدك أنت.

 

فكّر الآن: هل تختار أن تكون جثة تمشي على الأرض، أم إنسانًا يولد من جديد؟

 “القرار قرارك… إمّا أن تهزم الإدمان، أو يهزمك.”